سياسية

هل يدفع الغرب دمشق لإستخدام أسلحتها الكيميائية؟

كانت رسالة الناطق بإسم الخارجية السورية جهاد المقدسي واضحة وصريحة ومفادها “ان دمشق لن تستخدم أسلحتها الكيميائية والجرثومية إلا في حال تعرضها لعدوان خارجي”، لكن
العزف على وتر أسلحة دمشق الكيميائية لم يتوقف خصوصا وأن الحملة التي بدأتها واشنطن بالإعلان عن قلقها من سيطرة الميليشيات المسلحة التابعة للمعارضة السورية على هذه الأسلحة وما تبعه لاحقا من تهديد إسرائيلي بالتدخل العسكري في حال تم نقل هذا السلاح من سورية الى المقاومة في لبنان.
وبعد الكلام الرسمي السوري سارع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للإعراب عن قلقه حيال إمكانية استخدام سورية للأسلحة الكيمياوية.
ونقلت وكالة الأنباء "رويترز" عن بان كي قوله: "إذا استخدم أحد في سورية أسلحة للدمار الشامل فسيكون ذلك أمرا يستحق الإدانة".
وفي نفس السياق وصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ التحذير السوري باحتمال استخدامه السلاح الكيمياوي بأنه "دليل على أن النظام السوري لا يزال يعيش في الخيال، وأن الواقع في أن المواطنين السوريين هم أنفسهم يثورون على الدولة البولسية القاسية". وأضاف: "على أي حال وفي أي ظروف فإن تحذيرهم بإمكانية استخدامهم السلاح الكيمياوي أمر غير مقبول".
كما عبّر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي عن قلقهم البالغ حيال هذه التصريحات السورية. ودعا الوزراء الأوروبيون دول العالم إلى عدم توريد السلاح للحكومة السورية.
وشدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على ضرورة وضع رقابة خاصة من طرف المجتمع الدولي على موضوع السلاح الكيمياوي السوري.
ودعا وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلي "جميع الأطراف السورية إلى إبداء القدر الأكبر من المسؤولية لأجل ضمان أمن الترسانة الكيمياوية المزعومة".
بدوره دعا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا خلال لقائه وزير الخارجية التركي أحمد داود أغلو المجتمع الدولي إلى منع نظام بشار الأسد من استخدام السلاح الكيمياوي.
وفي آخر التطورات دخلت ميليشيا الجيش السوري الحر على خط الحديث عن السلاح الكيميائي الذي بحوزة النظام في سورية، وبعد الكلام الاميركي والغربي عن قلقهم المزعوم من استخدام هذا السلاح ضد المعارضين السوريين، زعم الجيش الحر الى أن "نظام الرئيس السوري بشار الأسد نقل أسلحة كيميائية الى مطارات على الحدود، غداة تهديد دمشق بإستخدام هذه الأسلحة في حال تعرضها الى عدوان خارجي".
من جهة أخرى وصفت صحيفة "الإندبندنت" تهديد سوريا باستخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في حال تعرضها إلى اعتداء خارجي بأنه "تحذير تقشعر له الأبدان".
ورأت هذا التهديد أنّه "موجهاً إلى "الدول العربية والغربية التي تدفع باتجاه التدخل في الحرب الأهلية الدامية في البلاد"، مشيرة الى أن التصريحات بإمكانية استخدام تلك الأسلحة، التي جاءت على لسان المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي، هي أول اعتراف علني من قبل الحكومة السورية بأنها تمتلك مثل أسلحة الدمار الشامل هذه"، ولفتت الى أنّ هناك اعتقاد بأن النظام السوري "يمتلك مخزونا كبيرا من غاز السارين وغاز الخردل".
لقد بات الحديث عن أسلحة دمشق الكيميائية يشبه الى حد كبير الروايات والفبركات التي سوّقتها واشنطن وحلفاءها الذين عملوا على غزو العراق وتدميره عبر تنفيذهم عدوانا عسكريا بعيدا عن أي قرار صادر عن مجلس الأمن، ولعل هذا ما يذكرنا أيضا بالكلام الاميركي عن مسعى للقيام بتحرك ضد سوريا من خارج مجلس الأمن، وقد صدر هذا الكلام عن المندوبة الاميركية بعد الفيتو الروسي – الصيني الأخير ضد القرار الغربي الداعي الى التدخل العسكري في سوريا تحت الفصل السابع، فهل تقدم واشنطن ومن يسير في ركابها من دول عربية الى جانب حلف الناتو على مغامرة جنونية في سوريا، ما قد يدفع دمشق الى إستخدام مبرر لأسلحتها الكيميائية والجرثومية ضد هذا العدوان الخارجي إذا حصل؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى