اقتصاديات

تقنية جديدة لاستبدال القمح بالذرة البيضاء في صناعة الخبز

توصلت دراسة إلى آلية يمكن من خلالها استخدام الذرة البيضاء في صناعة الخبز وهي الدراسة التي تم عرضها في الملتقى العربي للصناعات الغذائية الذي عقده الاتحاد العربي للصناعات الغذائية مؤخراً.
حيث لخّص رئيس الاتحادات العربية المتخصصة هيثم الجفان أهم ما جاء بها لأول مرة يقول الجفان: إن جوهر الدراسة يشير إلى التوصل – و بعد ثماني سنوات من الدراسة – إلى حل نهائي لاستعمال الذرة الرفيعة البيضاء(السورجام) كخبز كامل بديل عن القمح من خلال استعمال تركيبة فريدة من النباتات الطبيعية كمادة رابطة، حيث من المعروف علمياً وعالمياً أن الذرة البيضاء لا تصلح مطلقاً لصناعة الخبز لخلوها من مادة الجلوتين المسؤولة عن تماسك وليونة ومطاطية عجينة الخبز، كما هي الحال في خبز القمح الذي يحتوي على الجلوتين.
ناقلاً عن مقدم الدراسة عوض منصور إشارته إلى تشكيل الحكومة السودانية رسمياً وبتوصية من وزير العلوم والتكنولوجيا لجنة من الخبراء من عدة وزارات وجامعات ومراكز بحث للتأكد من نتائج الاختراع، انبثق عنها لجنة من الخبراء والمستشارين للتأكد من سلامة المادة النباتية الرابطة التي تم فحصها في كل من دبي وماليزيا وجنوب إفريقيا وتم التأكد من سلامة المادة الرابطة بيولوجيا وخلوها من المعادن الثقيلة، لتقوم شركة الأمن الغذائي السودانية بإجراء تجارب ناجحة على الخبز الجديد في مخابزها وذلك للمرة الأولى في التاريخ البشري التي يمكن فيها صناعة خبز كامل من الذرة الصحية الرفيعة والدخن والنخالة الكاملة باستعمال مادة الاختراع التي تم التوصل إليها.
وكان استخدام الذرة البيضاء كما ذكرت صحيفة البعث نتيجة الزيادة في الطلب على مادة القمح والصعوبات التي تواجه زراعتها والناجمة عن الزيادة المضطردة في عدد السكان والظروف الناجمة عن المتغيرات المناخية إلى البحث عن مواد داعمة ومكملة لهذه المادة الإستراتيجية تسهم في تلبية هذا الطلب ولاسيما لجهة صناعة رغيف الخبز.
وعن البعد الاقتصادي لهذا الاختراع قال الجفان: إنه سيمكّن السودان الذي ينتج الذرة البيضاء في 3 مواسم سنوية من استغلال التكنولوجيا الجديدة في صناعة خبز سكانه،وهو الذي يدفع فاتورة قمح بقيمة تصل إلى مليار دولار سنوياً، مرشحة للارتفاع بسبب الارتفاع المستمر في أسعار القمح عالمياً، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى توفير مبالغ كبيرة في ميزانية الدولة من العملة الصعبة، مع إمكانية التصدير إلى عدد كبير من الدول إضافة إلى توفير فرص العمل اللازمة للإنتاج المرتقب، علماً بأنه وإضافة لمساهمة الاختراع في صناعة الخبز اليومي فإنه يمكن استغلال التكنولوجيا الجديدة التي أتى بها لإنتاج أنواع رقائق الشيبس الصحي والبسكويت الصحي والبيتزا الصحية.
أما في جانب البعد الصحي لهذا الاختراع فيقول الجفان: إن خبز الذرة الخالي من الجلوتين يتمتع بميزات صحية كبيرة ضرورية لخمسة وخمسين مرضاً، إضافة إلى أن التركيبة النباتية المضافة توفر فوائد صحية متعددة للقلب والكولسترول والسكري والضغط والمناعة باعتبار أنه يضاف إلى مادة خبز القمح مواد محسنة خطيرة على الصحة، أما خبز الذرة الجديد فلا يستعمل معه أي محسن كيميائي، ناهيك عن أن خبز الذرة الجديد يصنع من الذرة السودانية الكاملة بقشرها، الأمر الذي لاتخفى فوائده الصحية الإضافية، وأن الخبز الأبيض المقشور سبب رئيس للسكري –حسب ما أوردته جمعية السكري الأمريكية الرسمية- وأنه أقل قيمة غذائية من الخبز الكامل من حيث محتوى الزنك والثيامين وفيتامين بي 3 والمعادن والألياف، حيث يتم وبعد إزالة قشر القمح إجراء عملية تبييضه(قصر الألوان) باستعمال مواد كيميائية مدمرة أهمها الكلور وبرومات البوتاسيوم وفوق أكسيد البنزويل.
ويضيف الجفان: إن للاختراع بعداً استراتيجياً مهماً باعتبار أنه من المعلوم أن عملية استيراد السلع الغذائية الأساسية من الخارج لها مخاطرها الكبيرة وتتعارض مع إستراتيجية تحقيق الأمن الغذائي، ومن هنا فإن الاختراع العلم يعتبر إضافة إستراتيجية مهمة للاستفادة من محاصيل الحبوب المنتجة محلياً لتكون بديلاً عن القمح المستورد، مما يساهم في تحقيق الأمن الغذائي العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى