سياسية

البرلمانيون العرب يدعون لـوقف العـدوان وفــك الحصـار عـن غـزة وفتـح المعابر

أدان الاتحاد البرلماني العربي في ختام أعمال مؤتمره الرابع عشر الاستثنائي في صور أمس العدوان الإجرامي الإسرائيلي على غزة المستمر منذ السابع والعشرين من كانون الاول عام 2008
والذي جاء بعد حصار طويل امتد شهورا قطعت فيه عن قطاع غزة كل وسائل الحياة من ماء وكهرباء وغذاء ودواء.

وقال الاتحاد في بيانه الختامي ان هذا العدوان الذي لايزال متواصلا والذي تمطر فيه طائرات الحقد الصهيوني قطاع غزة موتا ودمارا في مجزرة رهيبة وحرب إبادة لم يعرف العالم لها مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية قد أدى حتى اليوم الى استشهاد أكثر من اربعمئة شهيد واكثر من ألفي جريح بينهم عشرات الاطفال والنساء والشيوخ كما أدى الى تدمير جميع المؤسسات الحكومية والبنية التحتية ومئات المباني السكنية والمرافق الحيوية وتحويل قطاع غزة بما فيها المستشفيات ودور العبادة الى محرقة كبيرة. وأضاف الاتحاد ان العدوان الاسرائيلي الغادر وما يرافقه من قتل وتدمير وجرائم إبادة يؤكد من جديد النزعة العدوانية التوسعية الحاقدة لإسرائيل موضحا ان العدوان الاسرائيلي على غزة يرمي لتحقيق جملة من الاهداف أبرزها كسر إرادة المقاومة والصمود لدى الشعب الفلسطيني والقبول بالشروط الإسرائيلية لحل الصراع العربي الاسرائيلي القائم أساسا على إلغاء حق العودة وعدم السماح بإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

ودعا الاتحاد الى الإسراع في عقد قمة عربية طارئة تتحمل المسؤولية لاتخاذ موقف عربي موحد ومسؤول من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ويؤسس لوضع استراتيجية عربية واحدة لمواجهة العدوانية الاسرائيلية مستقبلا كما يؤسس لتصفية الخلافات العربية وإحياء التضامن العربي والمطالبة بعقد قمة اسلامية لدعم الشعب الفلسطيني.

وطالب بوأد الخلافات الفلسطينية الفلسطينية وحث الفصائل على الارتفاع الى مستوى المسؤولية ووضع الخلافات جانبا والاتفاق على برنامج سريع للتحرك في مواجهة العدو المتربص بالجميع بكل الوسائل. كما طالب بوقف كل اشكال المفاوضات العربية الاسرائيلية حتى لا تتخذ غطاء لتبرير العدوان واستمراره وبوقف كل أشكال التطبيع مع العدو الاسرائيلي.

واضاف الاتحاد ان العدوان المتصاعد على قطاع غزة يضع المنطقة في أتون توتر شديد وصراع دموي بالغ الخطورة لا يمكن التنبؤ بمجرياته ونتائجه ولهذا يعرب المؤتمر عن قلقه العميق واستغرابه الشديد للموقف الذي تتخذه بعض الدول الكبرى التي لها علاقة بالصراع في المنطقة وعلى رأسها الولايات المتحدة والذي تجلى في صمتها عن اتخاذ موقف بناء يستنكر الجرائم الاسرائيلية ويسهم في ردعها عن العدوان.

كما استهجن المؤتمر موقف مجلس الامن الدولي الذي ساوى في بيانه بين الضحية والجلاد ودعا الطرفين الى وقف إطلاق النار وهو موقف أقل ما يقال فيه انه موقف متهافت يشكل سكوتا عن الجريمة النكراء التي يمثلها العدوان وتغطية للمجرم الذي يتحدى بفعلته ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها وإرادة المجتمع الدولي كما اعتاد دائما ان يفعل. وشدد الاتحاد على ان العدوان الصهيوني الغادر على قطاع غزة والحصار الطويل الجائر الذي سبقه قد نفذا في ظروف عربية وفلسطينية بالغة السوء احسنت اسرائيل استغلالها والاستفادة منها لتمرير عدوانها فغياب التضامن العربي والخلافات بين البلدان العربية تحول دون اتفاقها على موقف عربي موحد حتى في القضايا المصيرية التي تواجهها والتقوقع القطري لدى معظم البلدان العربية وضعف الاهتمام بالشأن القومي العام الذي يجمع بين جميع البلدان الناطقة بالضاد فضلا عن الخلاف داخل الصف الفلسطيني الذي وصل الى حدود بالغة الخطورة كل ذلك قد اسهم في تشجيع العدو على اقتراف جريمته النكراء في غزة والتي من بين اهدافها تعميق الشرخ بين الفصائل الفلسطينية وجرها الى مواجهة فيما بينها.

وأكد الاتحاد ان العدوان الغادر على قطاع غزة ليس عدوانا ضد حماس كما تروج الدعاية الصهيونية وكما يحاول مسؤولو الادارة الامريكية الراحلة التشدق به صباح مساء بل ان هذا العدوان وكما تؤكد جميع المعطيات هو عدوان ضد الشعب الفلسطيني بأسره في غزة والضفة والشتات.. إنه عدوان يستهدف الوجود الفلسطيني من خلال استهدافه ارادة الصمود والتمسك بالثوابت والحقوق الوطنية لدى جميع ابناء الشعب الفلسطيني اينما كانوا. وقال الاتحاد ان العدوان على غزة هو عدوان على الامة العربية بأسرها وان التصدي له والحؤول دون بلوغه الاهداف هو مهمة منوطة بجميع البلدان العربية والمهمة الاساسية المطروحة امام الامة العربية قيادات وحكومات وشعوبا في الظروف الراهنة تتمثل بالدرجة الاولى بالعمل الجاد على الوقف السريع والفوري للعدوان الهمجي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة.

ودعا الاتحاد الى العمل على كسر الحصار المفروض على قطاع غزة وتزويده بالمساعدات الغذائية والمحروقات والادوية وكل ما يحتاجه المواطنون هناك ونقل اصحاب الحالات الحرجة الى المستشفيات العربية خارج غزة وتنظيم حملة اغاثة دولية لمساعدة سكان القطاع على مواجهة تداعيات العدوان وآثاره.

كما دعا الى القيام بتحرك عربي واسع على النطاق الحكومي والبرلماني والنقابي والشعبي باتجاه المراكز المؤثرة في الرأي العام الدولي لممارسة الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها فورا وتشكيل وفد برلمانى من الاتحاد البرلماني العربي يقوم بجولة على عواصم القرار في العالم والاتصال مع المسؤولين فيها ومع جميع المنظمات البرلمانية الاقليمية والدولية وحثها على الضغط على اسرائيل من خلال حكومات بلدانها لإرغام اسرائيل على وقف العدوان بصورة عاجلة. وطالب الاتحاد بالعمل من خلال الهيئات القانونية الدولية والاقليمية على تشكيل محاكم دولية لمحاكمة المسؤولين الاسرائيليين بوصفهم مجرمي حرب يقومون علنا بانتهاك حقوق الانسان وارتكاب المجازر في غزة امام سمع العالم وبصره والعمل على وقف الاستيطان الاسرائيلي فورا وتفكيك جدار الفصل العنصري وإطلاق سراح اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني وجميع المعتقلين الفلسطينيين الآخرين في سجون الاحتلال.

وقرر الاتحاد انشاء صندوق شعبي في رئاسة الاتحاد بالتنسيق مع الوكالة الوطنية الفلسطينية لجمع التبرعات لصالح المشروعات التي تخدم الشعب الفلسطيني.

ودعا الى اعتبار المناطق الفلسطينية وخصوصا قطاع غزة مناطق منكوبة وانشاء صندوق عربي ودولي لإعمار وتمويل عدد من المشاريع التنموية الاساسية التي تشكل اعادة اطلاق قوة العمل والانتاج الفلسطينية ومطالبة اسرائيل بدفع تعويضات مناسبة عن الاضرار التي لحقت بالفلسطينيين جراء الاحتلال والعدوان. وطلب الاتحاد من وسائل الاعلام العربية والاسلامية حشد كل طاقاتها وامكاناتها لايصال صوت الشعب الفلسطيني الى الرأي العام والمجتمع الدوليين، كما رحب البيان الختامي بموافقة الفصائل الفلسطينية في لبنان على تولي رئاسة الاتحاد البرلماني العربي ورئاسة مجلس النواب اللبناني رعاية حوار فلسطيني فلسطيني لتوحيد الصف في مواجهة التحديات والاخطار كما قرر ابقاء جلسة المؤتمر الاستثنائي مفتوحة لمتابعة التطورات.

ووجه الاتحاد تحية اعزاز واكبار الى ابناء غزة الصامدين الذين يواجهون آلة الحرب الاسرائيلية الشرسة ويتصدون لحرب الابادة الصهيونية المغطاة امريكيا على وجه الخصوص بصمود الابطال وعزيمة المجاهدين الذين نذروا انفسهم للدفاع عن طنهم وقضيتهم بكل بسالة وعبر امكانات بدائية وبسيطة لا تتناسب ابدا مع ما يملكه العدو الغادر من وسائل الفتك والتدمير.

كما أعرب الاتحاد عن اعتزازه بالغضب الشعبي الذي آثاره العدوان الغادر لدى الجماهير العربية على امتداد الوطن العربي الكبير وكذلك في العديد من مناطق العالم والذي تجلى في المظاهرات والاعتصامات المنددة والداعية الى وقفه فورا.

مساندة المقاومة الوطنية الفلسطينية ومحاسبة إسرائيل

وكانت بدأت فى مدينة صور اللبنانية أعمال المؤتمر الاستثنائي الرابع عشر للاتحاد البرلماني العربي بمشاركة وفد سورية برئاسة الدكتور محمود الأبرش رئيس مجلس الشعب إضافة إلى وفود 17 دولة عربية وذلك لبحث التطورات الخطيرة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسبل دعم الشعب الفلسطيني.

والقى أحمد ابراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطنى السودانى كلمة فى بداية المؤتمر أدان فيها المجازر الاسرائيلية والاعتداءات الوحشية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وقال الطاهر..إن العدوان الإسرائيلي على غزة ما هو إلا نقطة في بحر الجريمة المنظمة التي تقوم بها إسرائيل ضد شعوبنا جميعا مؤكداً أن إسرائيل هي الخطر والعدو المشترك لجميع العرب.

وأضاف الطاهر.. ان السودانيين مسهم الجرح العميق الذى أصاب اخوانهم في غزة فخرجوا يعبرون عما يجيش في صدورهم التي مازالت تغلي حزناً على مايحصل من عدوان تجاه الشعب الفلسطيني.

وطالب رئيس المجلس الوطني السوداني المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لاخضاعها للقوانين الدولية وتقديم قادتها إلى المحاكم الدولية لإرتكابهم جرائم الحرب وإبادة جماعية.

وقال الطاهر..إن الحصار على الفلسطينيين قد ضاق ويجب كسره والسعي لفتح المعابر مع غزة والضفة وبذل كل جهد لاغاثة أهلنا في فلسطين.

ودعا الطاهر إلى مساندة المقاومة الوطنية الفلسطينية ونصرتها وتمكينها من أداء دورها في مواجهة العدو لأنها في أشد الحاجة لهذه المساندة مؤكداً أن المقاومة هي خيار الشعب الفلسطيني وهي اللغة التي يفهمها الصهاينة جيداً وهي خارطة الطريق الصحيحة لحل القضية والشباب الفلسطيني لا يبخل بالنفس والروح والدم فى سبيل القضية فما لنا مناص سوى دعم هذا الشعب الباسل الصابر بلا حدود حتى النصر.

ولفت الطاهر إلى ضروة وحدة الصف الفلسطينى فى مواجهة العدو الإسرائيلي.

بدوره أدان خالد العطية النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي في كلمته العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة.

وقال العطية..إننا جئنا اليوم إلى الجنوب اللبناني لنستمد من صموده عوناً على المواصلة والاستمرار وعزماً لمجابهة نفس العدو الذى يمطر إخواننا بحمم الموت والدمار فى غزة التضحيات والمقاومة الباسلة.

وأكد العطية أن العدوان الإسرائيلي الهمجي والوحشي على الأبرياء من الشعب الفلسطيني هوانتهاك للشرائع السماوية والقيم الانسانية والمواثيق الدولية كافة.

وقال..إن الدماء التى تسفك اليوم فى غزة تحملنا مسؤولية تاريخية وتحتم علينا أن نقول كلمتنا الحق وأن شعوبنا تنتظر منا موقفاً تاريخياً واضحاً وصريحاً يدعم الشعب الفلسطيني.

وأضاف العطية ان العدوان الإسرائيلي السافر تم التخطيط له مسبقاً و أعد له العدة منذ مدة طويلة ومهد له إعلامياً ونفسياً وجهز له عسكرياً رغم معرفة هذا العدو أن شعب غزة لا يملك شيئاً في مقابل سطوة آلات الموت والدمار والحصار سوى الإرادة والصمود.

ودعا العطية إلى وقف نزف دم غزة وايجاد الحلول الناجعة لقضايا الحصار وفتح المعابر مؤكداً أن عدوان غزة جريمة انسانية مدانة لأن العدو يسفك دماء الأطفال والنساء وينتهك الحرمات من أجل صراعات داخلية رخيصة.

وأكد العطية أن تعزيز التضامن والعمل العربى المشترك وتوفير مناخ موات لموقف عربي موحد ينبغي أن يكون عبر مؤسساتنا التشريعية التي نأمل منها اليوم أن تتخذ موقفاً داعماً للأشقاء في فلسطين بما يعزز من موقفهم في إخراج القضية الفلسطينية من النفق المظلم الذى تمر فيه من خلال إدانة واستنكار الهجمة الشرسة التي يتعرض لها المدنيون الأبرياء في غزة واعتبار ماتعرضت له جريمة ابادة جماعية ضد الانسانية والدعوة لوقف فوري وشامل لاطلاق النار وإنهاء الحصار المفروض على غزة وفتح المعابر كافة أمام المساعدات الانسانية والطبية ودعوة الأخوة الفلسطينيين إلى تجاوز خلافاتهم و توحيد خطابهم ومواقفهم تجاه قضيتهم العادلة وتجاه الأحداث الدامية التى عاشتها غزة.

وطالب العطية بحشد الدعم والتأييد العربي المطلق عبر تبني موقف عربي في قمة عربية طارئة والتوجه إلى الأسرة الدولية للتدخل عاجلاً لوقف هذا العدوان وضرورة محاسبة اسرائيل دوليا بموجب المعاهدات المتعلقة بجرائم الحرب والإبادة.

وأوضح العطية أنه يجب التوجه إلى الاتحاد البرلماني الدولي وجميع المنظمات البرلمانية الاقليمية لمناشدتها من أجل حث حكوماتها للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها الوحشي على فلسطين وشعبها الصامد.

بدوره أدان نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني الجريمة النكراء التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة.

وقال بري.. إن القصد من اجتماعنا هو أن نقف نحن البرلمانيين العرب مع قضية فلسطين بإعتبارها قضيتنا المركزية..نؤكد أن الحرب الإسرائيلية المفتوحة على غزة الان هي حرب مخططة عن سابق تصور وتصميم وهي ليست بسبب الغاء حركة حماس الهدنة حيث كانت هذه الهدنة أصلاً مطبقة من طرف واحد وبالمقابل راكمت هذه الحرب أسبابها ووسائلها منذ تطبيق الحصار المحكم على غزة قبل سنتين ونصف السنة ونقضت إسرائيل كل ما اتفق عليه بشان إدخال المواد الضرورية وصولاً إلى تحول الحصار إلى وسيلة لاستهداف حق الشعب الفلسطيني في الحياة عبر منع المواد الغذائية الأساسية والأدوية والوقود من الوصول إلى السكان..مصادر الأمم المتحدة أكدت الأسبوع الماضي قبل شن العدوان الغاشم أن 76 بالمئة من سكان القطاع بحاجة إلى المواد الأساسية.

وقال بري..إن هذه الحرب هى نتيجة قرار رسمي إسرائيلي لاسترجاع ثقة الجمهور الإسرائيلي بالجيش وبشكل أساسي بقيادته العليا خاصة بعد هزيمته فى لبنان .

وأشار بري إلى أن قادة الأحزاب الاسرائيلية كلهم شركاء في قرار هذه الحرب لاستكمال تهجير عرب فلسطين لاحباط أماني الشعب الفلسطيني وتحويل حلمه في اقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف إلى كابوس مثقل بالدماء.

ودعا بري إلى الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني عبر وقف شامل لإطلاق النار وليس مجرد الأعمال الحربية والوصول إلى هذا الأمر يستدعي موقفاً عربياً موحداً على مستوى سلطة القرار العربي ممثلاً بالقمة العربية مشيراً إلى أن الوصول إلى هذا الأمر يستدعي عقد قمة إسلامية عاجلة واستنفار عناصر الشراكة الاوروبية والاسيوية لمساندة المواقف العربية.

وطالب بري برفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر جميعها بما في ذلك معبر رفح و بوقف الاستيطان الإسرائيلي وتفكيك جدار الفصل العنصري وإطلاق الاف المعتقلين من السجون الإسرائيلية.

كما طالب بري في كلمته بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. ودعا الفلسطينيين إلى الوحدة الوطنية لمواجهة العدوان الإسرائيلي واعتبار المناطق الفلسطينية خصوصاًَ قطاع غزة مناطق منكوبة وانشاء صندوق عربي ودولي لاعمارها ودعوة القوى البرلماية والحزبية والشعبية النقابية العربية للاستمرار بالتحرك الاحتجاجى لفضح جرائم العدو.

وأكد بري أن كل العرب مطالبون بدعم المقاومة الفلسطينية ومشروع المقاومة فى لبنان والممانعة فى كل مكان لاثبات عجز القوة الإسرائيلية عن كسر إرادة شعوبنا ودعم تحقيق الشعب الفلسطينى لامانيه الوطنية.

ولفت بري إلى أن الشعب الفلسطيني سينتصر على العدوان بصموده ومقاومته وبدعم أشقائه موضحاً أن العدوان هو جريمة حرب فى كل القوانين الدولية وستؤدي إلى إنتاج المزيد من المقاومين.

إلى ذلك أكد الدكتور محمود الأبرش رئيس مجلس الشعب إن سورية وقفت وستبقى مع المقاومة العربية في لبنان وفلسطين حتى يتحقق النصر الأكيد.

وقال الأبرش في كلمة له خلال الاجتماع الاستثنائي الرابع عشر للاتحاد البرلماني العربي في مدنية صور اللبنانية اليوم إن ما يمر في المنطقة من أحداث وما ينتهك من الأعراف الدولية والحرمات بات منا جميعا قاب قوسين أو أدنى.

وأضاف أنه ليس هناك أحد أو بلد بمنأى عما يحدق بنا من مخاطر أو أحداث مؤكداً أن الذي يجري في غزة ومن فيها ماهو في جوهره إلا محاولة لتدمير الإرادة العربية المؤمنة بالنصر واستعادة الحقوق.

وقال الأبرش إننا مطالبون كل يوم بأكثر مما كنا فيه بالأمس بالتوحد ومواجهة المصير في حين لن يبقى لنا من المستقبل إلا القليل إن لم نتدارك مع شعوبنا وحكوماتنا ما يتهددنا ومايحاك ضد شعوبنا ومنطقتنا من مؤامرات لاتحمل إلا الفتك و التدمير.

وأضاف الأبرش أن غزة اليوم يحاصرها غاصب مغتصب لا يعرف إلا الفتك والإبادة وعدو الصمت والتعتيم من بعض الأنظمة التي باتت في جوهر مواقفها وسياستها المعلنة والمضمرة غطاء لكل ما يجري من انتهاك وقتل وإبادة فالمواقف المتأرجحة في صميم التصريحات تكشف عن عدوانية النيات والتآمر الظاهر والباطن ضد نضال شعبنا في غزة الصامدة هذا النضال ما كان ليكون إلا نضالاً من أجل تحرير كامل الأرض العربية ليكون صوت الحق في استعادة الكرامة العربية التي انتهكتها الاتفاقيات الثنائية التي قوضت أركان النضال القومي في مواجهة الخطر الصهيوني الموجه ضد العرب وأراضيهم ومقدساتهم حاضراً ومستقبلاً.

وقال رئيس مجلس الشعب لقد علمتنا المقاومة اللبنانية بكل فصائلها ومكوناتها إن إرادة الشعوب حين تجتمع وتنعقد تحت راية العقيدة والإيمان في سبيل إحقاق الحقوق لمقاومة المعتدي الغادر لا يمكن أن تهزم ولايمكن أن يصيبها ضيم أو انكسار تنمو شجيراتها وتورق أغصانها حتى تغدو غاية الحق مظلة في صحراء الباطل التي بات فيها التآمر انحرافاً.

وأضاف الأبرش أن الميل والانحراف عن صراط الشعوب وأمانيها ومبتغاها سيقود أقدام أصحابها إلى طريق الضلال والتهلكة والانهيار.

وقال إن اجتماعنا هذا المكرس للتضامن والوقوف مع نضال غزة وشعبها الصامد يعكس نبض وخفق أفئدة شعوب أقطارنا من المحيط إلى الخليج فالتظاهرات والاعتصامات في مختلف مدن وعواصم دولنا ما هي إلا صوت من أصوات عشرات الملايين التي تنتظر اللحظة لتعلن غضبها ولتعلن ساعة الوقفة الكبرى لاستعادة المغتصب من حقوق.

وقال الأبرش إننا لانطالب أحداً بقدر ما تطالبنا شعوبنا وهيئاتنا المدنية لأن نكون صوتها الصادق الأمين مع ذواتنا ومع مطامحها لتكون حقل في دائرة الفعل السياسي قوة فاعلة لمواجهة هذا العدوان وفضح سياسة العدو ومن يسانده داخلاً وخارجاً.

وأشار الأبرش إلى أنه لم يعد سراً من الأسرار يخفى على أحد فلنكن على أمانة شعوبنا مخلصين لأن تكون برلماناتنا ومجالسنا الصوت الحق في تصويب المواقف من الانحرافات التي تهدد نضالنا ووحدة تضامننا التي وحدها تعصمنا عن الزلل و الخلل والضعف والانهزام.

وقال رئيس مجلس الشعب إن برلمانات العالم في مشارق الأرض ومغاربها ترى كل يوم حجم القتل والتدمير في غزة ومحاصرة شعبها كباراً وأطفالاً وشيوخاً ونساء مما يخالف شرعية الأمم والشعوب لذلك فأن مطالبة الاتحاد البرلماني الدولي والمنظمات الدولية باتخاذ موقف عام وعادل تجاه مايجري في غزة وما يلحقها من مخاطر إنسانية سيكون دعماً لمواقفنا وإيقاظا للضمائر الإنسانية في جميع قارات العالم.

وأكد الأبرش أنه لا مساومة على الحقوق ولامهادنة مع الأعداء والمنسحبين من معركة الصراع مع العدو.. وليكن اجتماعنا هذا صوت الحق في آذان الطغاة والمنتظرين ولتبقى غزة في ضمائرنا شعلة للانتصار.

دعوات لوقف المحرقة الإسرائيلية

من ناحيته قال رئيس الوفد البرلماني المغربي النائب محمد رضا بن خلدون ان العدوان الاسرائيلي لا يستهدف طرفا فلسطينيا معينا بل يستهدف مقاومة الشعب الفلسطيني.

وطالب بن خلدون في كلمة له في المؤتمر الذي استأنف جلساته بعد ظهر اليوم ببلورة مواقف عربية أكثر جرأة في مواجهة العدوان داعيا الى الإسراع بفتح المعابر الى قطاع غزة.

كما دعا اللجنة الرباعية الى تحمل مسؤولياتها مؤكدا ان المغرب تعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية.

من جانبه قال سليم زعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني إن ما تقومبه القوات الاسرائيلية الغاشمة من مذابح وجرائم تقشعر لها الابدان ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تلهب مشاعر وأحاسيس شعوبنا من الخليج الى المحيط وما تشهده ساحات وشوارع مجتمعاتنا لأكبر دليل على أننا جسد واحد لأمة واحدة تتألم لأي جرح يصيب أحد أعضائها وتفرح لفرحه ونحن نأمل ان ينعكس هذا الشعور الشعبي العربي العارم ضد دولة الاحتلال الاسرائيلي وما تقترفه من مجازر وجرائم بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة. ودعا البرلمانات العربية والدولية الى اتخاذ إجراءات تكفل إيقاف المحرقة الاسرائيلية التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وان تؤمن لهم المعونات الطبية والانسانية والغذائية.

وقال ان حمم اللهب التي تنصب على غزة الآن لا تفرق بين مواطن ومواطن ولا بين مقاوم ومقاوم ولا بين فصيل وفصيل فكل فلسطيني هدف صالح للقتل مؤكدا ان مخططات العدو الآثمة تطول شعبنا بجميع شرائحه وفصائله كما تستهدف كسر إرادتنا والسيطرة الكاملة على أرضنا.

من ناحيته قال نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني رئيس الوفد الجزائري محمد الصغير قارة ان الجرائم النكراء التي تمارسها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وغارات الإبادة التي ذهب ضحيتها مئات الشهداء ومئات الجرحى لا تبررها أي ذريعة ولا تقبلها أي شريعة.

وقال ان العدوان الاسرائيلي على غزة يؤكد الطابع الارهابي للاحتلال الاسرائيلي وتجاوز كل الأعراف والمواثيق والقرارات الدولية وعرقلتها لكل مبادرات السلام في المنطقة. وأضاف قارة ان البرلمان الجزائري يدين بشدة العمل الاجرامي الشنيع وحرب الابادة الوحشية التي ترتكبها اسرائيل ضد ابناء الشعب الفلسطيني في غزة ويستنكر ما تمارسه من حصار جائر وخانق وغير مسبوق عطل المرافق الحيوية وتسبب في استشهاد المئات جراء نقص الدواء والطعام والحرمان من أبسط مقومات الحياة.

وطالب برفع الحصار المفروض على قطاع غزة ومطالبة مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات لردع العدوان وحماية الشعب الفلسطيني من جرائم الابادة المتكررة والتسريع في اتخاذ إجراءات تضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في سيادته على أراضيه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

من جانبه أدان رئيس الوفد التونسي التيجاني حداد الحرب المسعورة والشاملة التي يشنها العدو الاسرائيلي ضد الشعب الفلطسيني وقال ان ما يجرى الآن في غزة هو حرب إبادة ومؤامرة إرهابية ضد الشعوب العربية وهي حرب إبادة تتمثل بالقتل والحصار والتجويع.

وانتقد عدم اتخاذ الرأي العام الدولي موقفا حازما من هذه المجزرة التي ترتكب فإسرائيل كشفت عن وجهها الارهابي البشع المتنكر للأعراف والقيم الانسانية. من ناحتيه قال عيسى بن ربيع الكواري نائب رئيس مجلس شورى في دولة قطر ان العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة مدعاة لتوحيد الجهود وتجاوز الخلافات للخروج بقرارات لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة.

ودعا الكواري الى رفع الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة والضغط على اسرائيل وحملها على احترام المواثيق الدولية وقرارات الشرعية الدولية.

وقال الكواري انه لن يكون هناك سلام دائم وشامل في المنطقة ما دامت اسرائيل تعمل على تقويض كل اسبابه وترفض الانصياع للقرارات الدولية التي تدعوها للانسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة وفق قرارات مجلس الامن.

من جانبه قال رجا حجيلان المطيري رئيس وفد مجلس الأمة الكويتي..إننا نتابع بقلق بالغ ما آلت إليه الأوضاع المأساوية في غزة على أيدي قوات الاحتلال الاسرائيلي على مرأى ومسمع من دول العالم. وأضاف ان الآلة التدميرية العسكرية الاسرائيلية تستبيح في عدوانها الهمجي دماء أبناء فلسطين مشيرا الى ان أكثر ضحايا العدوان الغاشم هم من المدنيين والأبرياء والأطفال.

ودعا الى التحرك الفوري لإغاثة الشعب الفلسطيني وتقديم المعونات والمساعدات الانسانية والمساهمة في دعم الرأي العالمي المؤيد للحق الفلسطيني.

من جانبه أدان نائب رئيس مجلس الشورى الايراني محمد حسن أبو ترابي الجريمة التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني داعيا المجتمع الدولي الى وضع حد لهذه الجرائم.

وطالب المجتمع الدولي بفك الحصار عن غزة والعمل على إنهاء ممارسات اسرائيل العدوانية والضغط على الكيان الصهيوني كي يسمح بوصول المساعدات الانسانية الى غزة والافراج عن جميع الاسرى الفلسطينيين.

ودعا الى تفكيك المستوطنات وفتح المعابر ولاسيما معبر رفح من اجل تسهيل وصول المساعدات الانسانية.

دعوة لتعليق عضوية الكنيست الاسرائيلي في الاتحاد البرلماني الدولي

كما شدد نور الدين بوشكوج الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي على الدور الذي يمكن ان يلعبه البرلمانيون العرب لوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة معربا عن إدانته بشدة للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.

ودعا بوشكوج في كلمته التي ألقاها في المؤتمر الاستثنائي الرابع عشر لاتحاد البرلمانيين العرب في مدينة صور اللبنانية اليوم الى دعم الشعب الفلسطيني واتخاذ قرارات عملية يكون من شأنها التأثير على الوضع في غزة من خلال وقف العدوان الغاشم عليها ورفع الحصار عنها تمهيدا لاستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

بدوره حذر عبد الهادي المجالي رئيس مجلس النواب الاردني من أن الحال في غزة سيئة ودعا الشعب الفلسطيني الى توحيد صفوفه.

وقال المجالي ان البرلمانيين لهم دور مهم في الضغط على العالم وخاصة لجهة علاقاتهم مع البرلمانات الاوروبية والدولية مشددا على ضرورة توزيع الادوار بين البرلمانيين العرب للقيام بالاهداف المطلوبة لوقف العدوان وانهاء الحصار ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني الذي يعاني معاناة كبيرة في قطاع غزة. بدوره طالب احمد شليب الظاهري نائب رئيس المجلس الوطني الاتحادي للإمارات العربية المتحدة الدول العربية بعدم الاكتفاء بالاستنكار، مقترحاً عدم صدور بيان ختامي يشجب ويستنكر العدوان لأن ذلك سيخيب آمال الأمة العربية.

وقال لا بد من الاتفاق على جملة خطوات عربية كمخاطبة رئيس الاتحاد البرلماني الدولي واتخاذ الاجراءات اللازمة نحو تعليق عضوية الكنيست الاسرائيلي في عضوية الاتحاد البرلماني الدولي باعتبار ان الكنيست يهدد اهداف الاتحاد البرلماني الدولي ومبادئه الخاصة في إطار ماورد في لائحة الاتحاد بشأن تنمية العمل من اجل السلام العالمي والتعاون الدولي.

ودعا الى تبصرة المنظمات البرلمانية الدولية والاقليمية وبرلمانات الدول المؤثرة بحقيقة المذبحة والجرائم الاسرائيلية في غزة.

من جهته دعا ناصر الشيخ عبد الله الفالة رئيس الوفد البرلماني لمملكة البحرين شعوب العالم وأحراره الى التحرك لوقف المجازر الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وفضح الاحتلال الاسرائيلي ورفع الحصار عن غزة.

وقال ان المحرقة الاسرائيلية لغزة تهدف الى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتصفية المقاومة وتأتي في إطار خطة مبرمجة اعدت مسبقا من قبل حكومة الاحتلال الاسرائيلي الباغية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى