سياسية

المعلم يشترط وقوف مصر على مسافة واحدة من أطراف الحوار الفلسطيني لنجاحه

وافق وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم غير العادي في القاهرة أمس على اقتراح سورية بإرسال قافلة مساعداتٍ عربية تحمل الغذاء والدواء إلى قطاع غزة.
وبينما أكد وزير الخارجية وليد المعلم أن إسرائيل لا تزال مستمرة في ممارسة سياسة العقاب الجماعي والحصار والتجويع للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، انتقد موقف القاهرة من الأطراف الفلسطينية المشاركة في الحوار الفلسطيني.
وطالبت سورية بإدراج موضوع الحصار الإسرائيلي الجائر على غزة على جدول أعمال هذا الاجتماع وباتخاذ موقف عربي موحد بإرسال قافلة مساعدات عربية مشتركة إلى القطاع عبر معبر رفح.
وقال المعلم في كلمته أمام الاجتماع الوزاري إن إسرائيل لا تزال تصم آذانها عن المناشدات الدولية لفتح المعابر، مشدداً على أن الحصار يشكل أمراً منافياً لكل القوانين الدولية، وأدى إلى تدهور خطر في مختلف مناحي الحياة وتفاقم الوضع الإنساني وازدياد معاناة الفلسطينيين.
وأكد وزير الخارجية ضرورة تحمل الدول العربية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة مسؤولية دفع إسرائيل إلى وقف ممارساتها العدوانية بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف: «إن الرئيس بشار الأسد، بصفته رئيساً للقمة العربية، كلفني بتوجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن من أجل قيام المنظمة الدولية بتحمل مسؤولياتها في وقف إسرائيل الفوري لممارساتها اللاأخلاقية واللاإنسانية بحق الشعب الفلسطيني».
وأوضح المعلم أن سورية تقترح على الدول العربية اتخاذ موقف موحد بإرسال قافلة مساعداتٍ عربية مشتركة إلى القطاع عبر معبر رفح بالتنسيق مع الأمانة العامة للجامعة العربية ومصر.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا» أن وزراء الخارجية العرب وافقوا على الاقتراح السوري على أن يكون ذلك بإشراف جامعة الدول العربية وبالتنسيق مع السلطات المصرية والأردنية.
وحول الحوار الوطني الفلسطيني، نقلت «سانا» عن المعلم تأكيده أن نجاح هذا الحوار يتطلب توفير معطيات أساسية أولها «وقوف الوسيط على مسافة واحدة من أطراف الحوار وأن يضع أمام أطرافه أطراً ويترك لهم مسألة الاتفاق عليها عبر حوارهم».
وأوضحت «سانا» أن المعلم شدد على ضرورة وجود سقفٍ زمني للحوار الفلسطيني «إذ لا يمكن أن يترك مستمراً دون نتيجة، وخصوصاً أن هناك استحقاقاً ينذر بقيام فراغ في السلطة في حال عدم نجاح الحوار»، لافتاً إلى أن الحديث عن إجراء انتخابات في ظل حالة الانقسام «سيعمق الخلاف ويزيد حدة هذا الانقسام».
وقال المعلم: «رغم الاختلافات الأيديولوجية بين الفصائل الفلسطينية، إلا أنها تجتمع على هدفٍ واحد تشكل الوحدة الوطنية أساسا له»، وتمنى لو أن الفرصة أتيحت للطرف الآخر «حماس» لعرض وجهة نظره أمام هذا الاجتماع.
وعبر عن الأمل في أن ينصب الجهد العربي على العمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال إنجاح الحوار.
بدوره، دعا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في كلمته إلى «وضع أسس» لإنهاء الانقسام الفلسطيني الراهن، مؤكداً أن انتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة يشكل «مدعاة للتفاؤل».
من جهته، أقر مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية هشام يوسف لوكالة «فرانس برس» أن العرب «لم ينجحوا ولم يقوموا بالجهد الكافي» لكسر الحصار على غزة، مؤكداً أن اجتماع الوزراء العرب «لا يهدف إلى تحميل أي طرف (فلسطيني) مسؤولية عرقلة الحوار».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى