اقتصاديات

قمة العشرين تتعهد باستعادة الثقة بالنظام المالي

أقر قادة مجموعة العشرين اعتماد خطة عمل لاستعادة الثقة بالنظام المالي العالمي ومنع حدوث أزمة مالية مستقبلية، وتعهدوا بالعمل معا لإعادة إطلاق عجلة النمو الاقتصادي العالمي وإعطاء دور أكبر للدول الصاعدة.
وحسب البيان الختامي للقمة التي اختتمت أعمالها في واشنطن أمس، أكد القادة عزمهم العمل على المدى القريب على تحفيز حاجات الاقتصاد، وتعهدوا بإطلاق معايير تحفيزية عديدة، بينها الاقتطاع من فوائد المصارف المركزية حول العالم وتوسيع دعم الدول التي تنوء تحت عبء الأزمات الاقتصادية.

كما دعوا لاتخاذ تدابير سريعة تتعلق بمراقبة المؤسسات المالية واتخاذ إجراءات عاجلة من أجل ضمان شفافيتها، ووضع قائمة سوداء بالمؤسسات المالية التي تشكل ممارساتها خطرا على الاقتصاد العالمي.

كما تبنوا حزمة من التدابير التي تعد ذات أولوية قصوى يفترض إنجازها قبل نهاية مارس/ آذار 2009 من أجل استعادة الثقة بالنظام المالي، واتفقوا على العمل على عدم إقامة حواجز تجارية جديدة بين الدول على مدى الأشهر الـ12 المقبلة.

كذلك تفاهموا على التوصل إلى اتفاق قبل حلول نهاية العام يتعلق بمفاوضات الدوحة، التي أطلقت في العام 2001 من أجل التوصل لاتفاق لتحرير التجارة العالمية. وحثوا المؤسسات المالية العالمية للعب دور أكبر في مواجهة الأزمة المالية العالمية الحالية.

القمة القادمة

واتفق قادة الدول العشرين على الاجتماع مجدداً في 30 أبريل/ نيسان القادم، من أجل مراجعة التقدم في مجال الإجراءات التي أعلن عن اتخاذها في القمة.

وخول القادة وزراء ماليتهم لوضع سلسلة من التوصيات بحلول 31 مارس/ آذار القادم لعرضها أمام القمة القادمة، تتناول خاصة تنظيم أقسام الأسواق التي فاقمت الأزمة المالية وتعزيز الشفافية وتقييم معايير المحاسبة العالمية والاحتياجات المالية للمؤسسات الدولية.

وقد اقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن تعقد القمة المقبلة للمجموعة في العاصمة البريطانية لندن مع تولي بريطانيا رئاسة المجموعة.

لكن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون امتنع عن تأكيد استضافة لندن للقمة القادمة، وقال إن مكان القمة سيتحدد في غضون الأيام العشرة القادمة.

تصريحات بوش

في السياق قال الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جورج بوش إن إدارته اتخذت إجراءات "كبيرة ومهمة" لمعالجة أزمة القروض لتجنيب بلاده أزمة أسوأ من الأزمة المالية الكبرى في نهاية عشرينيات القرن الماضي.

وأشاد بوش بنتائج قمة العشرين، وقال إنه وقادة العالم اتفقوا على تنسيق وتحديث أنظمتهم المالية لمنع تفاقم الأزمة وإصلاح المؤسسات المالية الدولية.

وأشار إلى أن "الأزمة المالية لم تظهر بين ليلة وضحاها ولن تحل أيضا بين ليلة وضحاها. ولكنها ستحل إذا واصلنا تعاوننا وأثبتنا عزمنا على مواجهتها".

من جهته أكد الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما في حديث عبر موقعه الإلكتروني على أهمية المعالجة الداخلية للأزمة المالية، وحث الكونغرس على تمرير خطة إنقاذ جديدة تهدف إلى مساعدة الأميركيين المتضررين.

وقال مستشارون لأوباما إنه يؤيد إعلان رد منسق على الأزمة المالية العالمية، وهو مستعد للعمل مع دول مجموعة العشرين بشأن تحسين النظام المالي لدى توليه السلطة.

من جهته قال مدير منظمة التجارة العالمية باسكال لامي إن قادة العالم أعطوا جولة الدوحة الخاصة بتحرير التجارة العالمية دفعة اشتدت الحاجة اليها من خلال التعهد ببذل جهد لتحقيق انفراج هذا العام، لكنه دعا لتحويل هذه التعهدات إلى أفعال على طاولة المفاوضات.

من جانبه رحب رئيس البنك الدولي روبرت زوليك بالالتزام الذي قطعه قادة دول مجموعة العشرين تجاه الدول الأكثر فقرا، وحث على "استجابة عالمية ومنسقة وسريعة" من جانب زعماء العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى