مقالات وآراء

المعارضون السوريون … أكل العنب أو قتل الناطور!

جميعنا نحن السوريون انتظر إطلالة إخواننا في المعارضة، وكانت فرحتنا بهم لا توصف، بإعتبار هذه المعارضة إنطلقت من وسط دمشق، وهو أمر لم نكن نحلم به يوماً.
قبل بداية اللقاء تفاجأنا بطريقة تعاملهم مع الإعلام، فقد كنا نتوقع أن تكون جلسة التشاور على الهواء مباشرة، كخطوة أولى في خطوات الشفافية المحرومين منها، وإذا بهم يمنعون المصورين من التصوير، ويرفضون الإدلاء بتصريحاتهم للإعلام المتواجد للتغطية سواءً كان عربياً أو محلياً، والأنكى من ذلك الطريقة الخشبية والفوقية التي تعاملوا بها مع الإعلام المتواجد! الغريب في الأمر أنهم وبعد إنتهاء المؤتمر تهافتوا على قنوات الجزيرة وأخواتها ليدلوا بدلوهم ويستيفضيون ويؤكدون مساعيهم الجادة لعدم تمكين الإعلام السوري من إستخدام المؤتمر لغايات تصب في مصلحته. وهنا لابد لنا من سؤال: ماهو الضرر الذي سيلحق بكم إذا كان المؤتمر يصب في مصلحة الإعلام السوري؟! لقد بثت الإخبارية السورية لقاءات من تكرم عليها بكلمة أو بهمسة كاملة حتى بدون مونتاج!!
ألستم أنتم أنفسكم، ونحن نؤيدكم، من اشتكى من اللغة الخشبية ومن لغة إقصاء الآخر التي تعامل بها الإعلام السوري على مدى قرون؟! ولكن هل كانت لغتكم عندما واجهتم الإعلام تختلف عن تلك الطريقة؟! و هل كنتم تتمتعون بروح الديمقراطية التي تنادون بها ليل نهار؟! وهل إختلفت لهجتكم ولغتكم عن لغة إخوانكم البعثيين، التي تدعون مقتكم لها في كل شاردة وواردة؟!
أما بالنسبة لبنود اللقاء، الذي تهيأ لنا أنه تم الإعداد لها قبل بداية الأزمة في سوريا وليس في الوقت الراهن، ففي هذه الحالة فقط نستطيع أن نفهم ما جاء في بيانكم.
عند ذكر الأخوة المشاركون في اللقاء أن الحل الامني يجب أن يتوقف ويتم سحب الجيش من المدن التي دخلها، و أن الإنتفاضة (كما أسموها) يجب أن تستمر، مع إصرار أغلبية المعارضين على عدم الإعتراف بوجود عصابات مسلحة، لا بل تطرق بعضهم للقول أنه ربما تكون دبابة إسرائيلية هي من دخلت وقتلت عناصر الأمن في جسر الشغور.
ليعذرني الأخوة المعارضون على سذاجتي، فلقد كانت جسر الشغور خير مثال على عدم إستعمال الحل الأمني، وعدم تواجد الجيش. ولكن على ذمة أهالي شهداء المفرزة الأمنية، وحسب روايات أبنائهم لهم قبل إستشهادهم أن مئات المتظاهرين الذين تدعون سلميتهم لم يهاجموهم بالورود وأغصان الزيتون. ويمكن للإخوة المعارضين التأكد من ذلك بزيارة قرية بجانب مصياف تدعى بعرين، وسؤال أهالي الشهداء الذين بلغ عددهم 16 شهيد من هذه القرية، الذين كانوا يتواصلون مع أولادهم حتى اللحظات الأخيرة قبل إستشهادهم، وتأكيدهم أن العصابات المسلحة هي من هاجمتهم وقتلتهم، وليست الدبابات الإسرائيلية أو أغصان الزيتون التي كان يحملها السلميون أو الشبيحة أو أفراد الجيش أو…
أما بالنسبة لمطالبة إخواننا بالتظاهر بدون إذن مسبق، لايمكننا إلا أن نقول هل المطلوب هو تقدم سوريا على جميع دول العالم المتحضرة التي تتبع هذا القانون؟ ألا يبدو لكم أنه من الشروط التعجيزية التي لا تمت لأرض الواقع بأية صلة؟
وبالعودة إلى كلمة بعض المشاركين الذين نكنُ لهم كل إحترام، لا بد لنا من المرور على مقولة الاستاذ ميشيل كيلو لكارل ماركس "النظام الذي لا يفهم الواقع، يتجه نحو السقوط". ونحن نوافق الأستاذ كيلو على مقولته، ولكن ألم يعكس خطاب السيد الرئيس بشار الأسد في جامعة دمشق تفهمه لهذا الواقع، من خلال الإصلاحات التي بُدء ببعضها ووضع جدول زمني لغيرها.
وماذا عن كلمة المعارض منذر خدام "بأن هناك طريقان يرتسمان: "مسار واضح غير قابل للتفاوض نحو تحول سلمي آمن لنظامنا السياسي، نحو نظام ديمقراطي وفي ذلك إنقاذ لشعبنا ولبلدنا أو مسار نحو المجهول وفيه خراب ودمار للجميع".
وهنا نقول أليس من حقنا كسوريين أن نختار المسار الأول الواضح للإنتقال إلى نظام ديمقراطي؟ ولكن هل بالضرورة كما تفضلتم أن يكون عبر التظاهر؟ إذا كان سيادة الرئيس أكد في خطابه الأخير، أن طلبات الجماهير هي مُحقة وأنه بنهاية هذا العام سيكون قد تم إنجازها. ألا يستطيع من انتظر كل هذه السنوات، أن ينتظر أشهر فقط؟! نحن ندرك أن المشكلة هي أزمة ثقة مع الحكومة، ولكن كلنا ثقة أن هذه المرة، هي جادة في كل كلمة قالتها، وإذا لم تكن جادة ولم تٌحقق ما وعدت به، فها هي الساحات مازالت أمامكم و الفضائيات العربية بإنتظاركم، وعندها ستجدون الكثير من الشباب السوري يساندكم.
لذلك نرجو منكم الإستماع إلى صوتنا و ندعوكم للتفكير ملياً بهذه المسألة، فنحن لا نريد أن ننتقل من سوريا الإخوان المسلمون والإخوان البعثيون إلى سوريا الأخوان المعارضون.

بواسطة
وفاء موسى

مقالات ذات صلة

‫12 تعليقات

  1. نعم يا سيدتي، نحن نريد سوريا جديدة، وليس سوريا أسوء، حيث اللغة الواحدة وإلغاء الآخر. نعم لم يكن هناك أية ديمقراطية في طريقة تعاملهم وإطلاق تصريحاتهم.شكراًهديللندن

  2. قديما لم يكن احد الجهر بانه معارض ولكن كان عبيمشي حالووو مع الحكم يعني بيلعب على الحبلين الله يسامحهم بس هلق لاوالله وقت الدولة سمحت وبشكل علني باجتماعهم وسهلت الامر لهم ليكونوا فعلا رجالا ليساعدوا ببناء سوريا الحرية والديموقراطية والله ماعاد يتحكووا ولاعاد يعجبهم العجب والله شي بيحير انتمائهم لبلدهم ام للأملاات الخارجية ماعاد حدى عجبن لله في خلقه شؤون

  3. أتمنى من التلفزيون السوري والفضائية السورية ان تعرض المعارضة السورية بشكل دائم لانه مهما تكلم الانسان لايمكن ان يصفهم بطريقة حديثهم وتعاملهم وعجرفتهم لقد سألني الكثير من الاصدقاء عن هذا المؤتمر فجاوبتهم انا لاأستطيع التعليق أرجو منكم مشاهدتهم والتعليق وكما يقولون ياعمي الشوف غير السمع وإلى الاخت وفاء لما هذا اللطف في اختيار العبارات لاتريدين تجريح بحكم تجربة جديدة لنا في سورية انا واثق من انك ضحكتي عليهم كما ضحك الكثيرررررر من السوريين والله نحن الؤيدين لبشار الاسد معارضين اكثر منهم ونعرف معنا المعارضة اكثر مما يعرفوهامو ناقصو مدري ناقصها يلي كان واقف عا لباب غير مسدس أو شبرية بالنهاية شر البلية مايضحك

  4. اولا تشكر الدوله لأنها اعطت هؤلاء المتملقين الرماديين فرصة كانو في الماضي يحلمون بها ويظهر انهم فهمو ان الدولة باتت ضعيفة ومهزوزة فظهر فرعونهم وهنا تم كشف زيفهم وكذبهم وهذا جيد اتمنى ان تتجاهلهم الدولة ولا تعطيهم هذا الاهتمام فهم كما ظهرو لا يختلفون عن معارضة انطاليا مطالبهم نفسها واغلبها تعجيزيه وغير منطقيه ولا يفهم منها الا انهم يريدون سقوط النظام برمته وهذا بعيد المنال عنهم وعن امثالهم ستبقى سوريا حرة ابية بقيادة الرئيس بشار الاسد وتماسك ابناء الوطن مووووواطن شريف.

  5. صعقتنا المعارضة التي ظهرت على التلفاز وطريقتها الهمجية بالتعامل مع الإعلام السوري، لا نعرف ما علاقتهم بالديمقراطية التي يطالبون فيها. في جميع الأحوال هم إخوة لنا، ولكن ليتهم لا يتذاكو علينامهيارالسعودية

  6. الإخوة المعارضون، شو رأيكم بلا إستعراضات ومراجل، قلبنا من العجور منجور. بدكون تشاركونا في همومنا ومشكالنا، أهلا وسهلا، والماشي الله يخليوكن حلو عنا. نحنا ما صدقنا أنو الأمور بلشت تهدأ، إذا بتحبوا سوريا صحيح، نصحوا العشرات أللي عم تنزلهون عا الشارع ينضبو ببيتوهن أحس من نحنا نضبهون.هناء الجمالأستراليا

  7. حسبي الله و نعم الوكيل يا أخي أنتو المعارضين والمؤيدين ناس أنانيين ولا يمكن لكم أن تكونوا سنداً للوطن . يا أخي أعتبرو. الوطن أغلى من كل شي, بس للأسف الصراحة حلوة و كتير بتريح القلوب ,>>> الحقيقة أنه صارت الأزمة بالبلد مين اللي رح ينتصر بالنهاية

  8. نعم يا سيدتي، إنها معارضة 3 نجوم، ولكن سؤالي أنا عن الشابة الممثلة اللئيمة التي أدلت بدلوها للتلفزيون السوري الذي على حد ثقتها لا يمكنك الوثوق به، وكذلك أنصحها بالذهاب للعمل بالجزيزة، فوجهها الذي ينقط سماً ذكرنا بوجوه مذيعات الجزيرة وبالمذيعة المسترجلة منتهى الرميحي من العربية.عمارالسعودية

  9. تفاجئنا بفايز سارة عند ظهوره على الإعلام السوري، فقد أشاح بوجهه عنه ولم يرد أن يعطيه أي لقاء، بينما نراه يُعامل معاملة الـ… على القنوات الأخرى. نقول له والله البعثيون الذي لا تترك مناسبة إلا وتهاجمهم كانوا ديمقراطيون أكثر منك. سهىكندا

  10. الله يهدي ها المعارضة، وما تكون على شاكلة المعارضة اللبنانية، أللي هلكونا بلبنان. أصعب شي هوي عند ما تصدق المعارضة حالها، أنو هي بيدها القرار وفيها تحكم وتحسم.الله مع سورياقلبنا معكم، ومع الأسدميشيل لبنان

  11. يبدو انه الممارسات الدكتاتوريه عششت في اذهان الشعب السوري لذلك انا راي يلي بتعرفو احسن من يللي بدك تتعرف عليه وخلينا هيك بلا ديموقراطيه بلا كلام فارغ حتى يجي جيل انضج واحسن بلا ما يصير فينا متل ديمقراطية لبنان ولا مصر وفكرو بالطريقه التركية لعلها تكون اقرب الينا من غيرها مع بعض الرتوش لتناسب شعبنا وبلدنا والله الموفق

  12. للاسف الشديد رايت من هذه المعارضة سلوك متعجرف غير لبق لايمت للتربية السورية باية صلة ، أخي المعارض قل رأيك ولك كل الاحترام لكن لاتدعي الحديث باسم الجميع ولاتمارس الاستذة وكأن لااحد يفهم غيرك نرجوكم تواضعوا ولاتنغشوا فدولتنا قوية وقادرة واتمنى من كل قلبي ان لااسمع باسم يتصل مع السفارة الامريكية كما صرح السيد فورد فهذا يسيء لكم جدا بنظر الجمهور شمرا لكم

زر الذهاب إلى الأعلى