سياسية

الغارات الجوية الغربية تخفق في ازاحة مدرعات القذافي

واصلت الطائرات الغربية ضرب أهداف ليبية لليوم الخامس على التوالي لكنها لم تتمكن حتى الان من منع دبابات الزعيم معمر القذافي من قصف بلدات تسيطر عليها المعارضة المسلحة أو تعطيل مدرعاته عن التوجه الى منطقة استراتيجية في الشرق.
وقال سكان ومقاتلون في المعارضة ان دبابات القذافي عادت الى مصراتة تحت جنح الظلام وبدأت قصف المنطقة الواقعة قرب المستشفى الرئيسي واستأنفت هجومها بعد أن أسكتت الضربات الجوية الغربية أصوات المدافع خلال ساعات النهار.
لكن القصف لم يردع قناصة القوات الحكومية في المدينة وهي ثالث أكبر المدن الليبية واستمروا في اطلاق النار بشكل عشوائي. وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة ان القناصة قتلوا 16 شخصا.
وقال طبيب في مصراتة "الدبابات الحكومية تحكم حصارها لمستشفى مصراتة وتقصف المنطقة."
وترددت أصداء انفجار مدو في العاصمة الليبية طرابلس في وقت مبكر يوم الخميس وشوهد الدخان وهو يتصاعد من منطقة تقع بها قاعدة عسكرية.
ورافق مسؤولون ليبيون الصحفيين الى مستشفى طرابلس في وقت مبكر يوم الخميس لمشاهدة جثث متفحمة قالوا انها جثث 18 عسكريا ومدنيا قتلتهم الطائرات أو الصواريخ الغربية الليلة الماضية.
وقال الجيش الامريكي انه نجح في فرض حظر الطيران فوق المناطق الساحلية في ليبيا وانه تحرك لمهاجمة دبابات القذافي. ونفذت قوات التحالف 175 طلعة جوية خلال 24 ساعة وقال قائد أمريكي ان الطائرات الامريكية نفذت منها 113 طلعة.
وقالت بريطانيا يوم الخميس انها أطلقت صواريخ توماهوك من غواصة على أهداف تابعة للدفاع الجوي في اطار خطة قوات التحالف لتطبيق قرار الامم المتحدة.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه ان فرنسا دمرت نحو عشر عربات مدرعة ليبية على مدى ثلاثة أيام.
وأضاف أن قرار مجلس الامن الدولي "ينص على أن التحالف لديه كل السبل المتاحة لحماية المدنيين. ما يهدد السكان اليوم هو الدبابات والمدفعية."
وتنفي الحكومة الليبية أن جيشها يشن أي عمليات هجومية ويقول ان القوات تدافع عن نفسها فقط في حالة تعرضها لهجوم.
لكن أحد سكان زنتان الواقعة الى الجنوب الغربي من طرابلس قال ان قوات القذافي تحضر المزيد من القوات والدبابات لقصف البلدة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وفي الوقت ذاته فان مقاتلي المعارضة في الشرق ما زالوا متمركزين في المنطقة الاستراتيجية عند اجدابيا بعد أكثر من ثلاثة أيام من محاولة استعادتها.
وذكر التلفزيون الحكومي الليبي أن طائرات غربية ضربت طرابلس والجفرة الواقعة الى الجنوب الغربي من العاصمة.
وقال التلفزيون ان "المستعمرين الصليبيين" هاجموا أهدافا عسكرية ومدنية.
ويتهم مسؤولون في الحكومة الليبية القوى الغربية بقتل عشرات المدنيين لكنهم لم يقدموا للصحفيين في العاصمة أي أدلة تؤكد ذلك. وينفي مسؤولون بالجيش الامريكي تسبب الغارات الجوية في مقتل أي مدنيين.
وبينما يستعر القتال قال دبلوماسيون ان حلف شمال الاطلسي لم يتمكن مرة أخرى من الاتفاق على تولي قيادة العمليات العسكرية من الولايات المتحدة خاصة بسبب اعتراضات من تركيا.
وقالت الولايات المتحدة التي تنخرط قواتها في عمليات عسكرية بالعراق وأفغانستان انها تريد التخلي عن دورها القيادي في ليبيا "في غضون أيام" وتريد أن يقوم حلف الاطلسي بدور مهم في قيادة العملية لكن ما زال يجري بحث الهيكل المحدد لهذا الدور.
وقال أحد كبار مساعدي الرئيس الامريكي باراك أوباما للصحفيين "أعتقد أن التحرك نحو الانتقال فيما يتعلق بالقيادة والتحكم سيكون مسألة أيام."
واتفقت واشنطن ولندن وباريس يوم الثلاثاء على أن يقوم الحلف بدور في العمليات لكن موافقة جميع الدول الاعضاء وعددها 28 لازمة. وأدت اعتراضات من تركيا الى تعطيل الاتفاق على دور الحلف لثلاثة أيام ومن المقرر أن تجرى اليوم محادثات لليوم الرابع في بروكسل.
وتقول تركيا انها لا تريد أن يقوم حلف شمال الاطلسي بتولي المسؤولية عن عمليات هجومية من الممكن أن تسبب سقوط قتلى من المدنيين أو أن يكون مسؤولا عن فرض منطقة حظر الطيران التي أصدرت الامم المتحدة قرارا بشأنها في الوقت الذي تقصف فيه طائرات الحلف القوات الليبية.
وتريد فرنسا تشكيل مجموعة توجيه خاصة من أعضاء التحالف تضم دولا من الجامعة العربية للقيام بالسيطرة السياسية. وذكر مصدر رئاسي فرنسي أن كل الدول موضع ترحيب.
وقال "يجب أن يكون هناك مكان يمكن لكل من يريدون الالتزام بمساعدة الليبيين على بناء مستقبل الاجتماع فيه وبحث اطار عمل سياسي… الامر يتعلق بأن يكون العمل السياسي مرافقا للعمل العسكري."
ومن المقرر أن تجتمع المجموعة في لندن يوم الثلاثاء المقبل.
وأضاف المصدر الفرنسي "أطلقنا فكرة تشكيل مجموعة اتصال وحققت نجاحا كبيرا فيما يبدو."

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى