سياسية

ليبيا:معارك عنيفة ودعوات جديدة لفرض حظر جوي

كثفت القوات الليبية هجماتها على الثوار الثلاثاء في الشرق والغرب، مع تعالي المزيد من الاصوات الداعية الى فرض حظر جوي فوق ليبيا.
واتفق الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الثلاثاء على وضع مجموعة من الخيارات بشأن ليبيا من بينها فرض حظر جوي واجراء عمليات مراقبة والقيام بجهود اغاثة، بحسب ما اعلن البيت الابيض.

ومع انتقالهم الى اعلان تاييدهم للانتفاضة الشعبية، التقى مسؤولون اميركيون واوروبيون ممثلين عن المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي شكل في بنغازي، مهد الانتفاضة الشعبية، على بعد الف كلم شرق العاصمة طرابلس.

وقال كاميرون لهيئة "بي بي سي" انه تحدث مع اوباما "حول ما ينبغي توقعه في حال استمرت (المواجهات) وفي حال قام (القذافي) بامور رهيبة ضد شعبه. لا يمكننا ان نبقى مكتوفي الايدي وان ندع ذلك يحدث".

ومع تحول العنف الى حرب اهلية في ليبيا، باتت سوق النفط تخشى اطالة الازمة التي قد تدفع الى استخدام الاحتياطات الاستراتيجية وخصوصا في اوروبا، مع الخشية من ارتفاع اسعار برميل النفط الى حوالي 200 دولار.

وحذر العقيد القذافي من اي تدخل خارجي في بلاده، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو.

وفي المساء، توجه القذافي الى الفندق الذي يتجمع فيه الصحافيون الاجانب في طرابلس لاجراء مقابلات تلفزيونية. لكنه لم يدل بأي تصريح مكتفيا برفع قبضته علامة النصر.

ورغم العقوبات الدولية المفروضة على القذافي وافراد عائلته وبعض المقربين منه، عبر تجميد الاموال والمنع من السفر، وفتح المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا في جرائم ضد الانسانية، ومطالبته بالتنحي، يتمسك الزعيم الليبي بالسلطة التي يتولاها منذ 40 عاما بلا منازع.

وتسعى قوات القذافي الى وقف تقدم مقاتلي المعارضة باتجاه الغرب بعد ان سيطروا على المنطقة الشرقية الغنية بالنفط وعلى بعض البلدات في الغرب. وتشن القوات الموالية للنظام هجمات وغارات بالدبابات والطائرات تستهدف المعارضين الاقل تسلحا.

وقصفت الطائرات مدينة راس لانوف النفطية والقاعدة المتقدمة للمعارضة في الشرق، فاصابت مبنى واوقعت جريحا واحدا.

وتعرضت الاحياء الغربية لراس لانوف على بعد نحو 300 كلم جنوب غرب بنغازي لوابل من النيران بحسب المتمردين، واصيب 3 اشخاص بجروح.

والى الغرب من طرابلس، كانت المعارضة تسيطر على زنتان التي تحاصرها القوات الموالية للقذافي، كما قال مصور فرنسي.

كما شنت قوات القذافي هجوما على مدينة الزاوية على بعد 50 كلم من العاصمة، كما قال مراد هميمة المسؤول الليبي الذي انشق عن النظام.

وقال هميمة، الذي اصبح ناطقا باسم المتمردين الذين يقاتلون النظام الليبي منذ منتصف شباط/فبراير، "هناك في كل زاوية مسلحون يطلقون النار. انه (القذافي) يريد السيطرة (على الزاوية) قبل الاربعاء. على المجتمع الدولي ان يتحرك".

واضاف هميمة الموجود في القاهرة في اتصال هاتفي اجرته معه فرانس برس ان افرادا من عائلته قتلوا واصيب اخرون في المدينة التي تحاصرها الدبابات منذ عدة ايام.

ولكن الناطق باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم نفى ذلك بقوله "لا يوجد قصف في الزاوية".

وذكر موقع المنارة الليبي المعارض ان معارك ضارية جرت الاثنين في الزاوية وان "المدنيين يشكلون اهدافا مباشرة. ذكر شاهد ان قوات القذافي قتلت كل افراد عائلته اثناء محاولتهم الهرب من المدينة بالسيارة".

ولم يتسن تأكيد هذه المعلومات من مصادر اخرى.

وامام تكثيف المعارك التي اوقعت مئات من القتلى منذ بداية الانتفاضة في 15 شباط/فبراير، يعقد ممثلو الدول الغربية الخميس والجمعة اجتماعات تشاورية في بروكسل في مقار حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي، بهدف بحث سبل تسهيل ازاحة معمر القذافي عن الحكم من دون انتهاك الشرعية الدولية او تقويض استقرار المنطقة.

ويعقد وزراء خارجية الدول الاعضاء في جامعة الدول العربية السبت اجتماع ازمة لبحث تطورات الوضع في ليبيا.

وقال دبلوماسيون ان مشروع قرار فرنسي بريطاني لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا قد يعرض في بداية الاسبوع المقبل على مجلس الامن الدولي.

وقال السفير الفرنسي لدى الامم التحدة جيرار ارو للصحافيين "ندرس كافة الخيارات مع شركائنا لحماية المدنيين في ليبيا. وفرض حظر جوي هو احد الخيارات".

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان قرار اقامة منطقة حظر جوي يجب ان يتخذ في مجلس الامن الدولي، وليس ان تتخذه واشنطن.

واضافت كلينتون في تصريح لشبكة "سكاي نيوز"، "نود ان تنتهي (الازمة) سلميا، نود ان نرى (القذافي) يرحل بهدوء، ونود ان نرى حكومة جديدة تتولى الحكم سلميا".

وقالت "ان لم يكن هذا ممكنا، سنعمل مع المجتمع الدولي، ولكن هناك دول لا توافق على ذلك" في اشارة على ما يبدو الى معارضة بعض الدول للتدخل العسكري. وقالت "الطريق طويل قبل ان نتمكن من حل هذه المسألة".

وتعارض روسيا والصين اي عمل عسكري ضد نظام القذافي، ويعتبر فرض حظر جوي عملا حربيا، كما قال دبلوماسي في نيويورك.

كما اعتبر سفير جنوب افريقيا باسو سانكو انها "مسألة صعبة، وهي مصدر قلق بالنسبة لنا".

ووافق الاتحاد الاوروبي من جهة ثانية على عقوبات جديدة بحق ليبيا تستهدف صندوقا سيادي والبنك المركزي الليبي.

في هذه الاثناء، قال محمود جبريل وعلي العيسوي الممثلان عن المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض امام البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ انهما ينتظران من الاتحاد الاوروبي ان يعترف "في اسرع وقت" بالمجلس باعتباره السلطة الشرعية الوحيدة، وذلك قبل لقائهما وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاربعاء.

وفي القاهرة، التقى دبلوماسيون اميركيون بينهم جين كريتز، السفير الاميركي في ليبيا، اعضاء في المجلس الوطني الانتقالي.

في هذه الاثناء، اعلن المجلس الوطني الانتقالي انه يرفض التفاوض مع النظام الليبي، مطالبا القذافي بمغادرة البلاد ووعده بعدم ملاحقته ان هو فعل.

لكن الحكومة الليبية نفت عرض التفاوض على المعارضة. وقال التلفزيون الرسمي الليبي ان اللجنة الشعبية العامة (الحكومة) "تسفه الشائعات التي يروجها الذين تاكدت عمالتهم وتخابرهم مع الاستخبارات الاجنبية وافادت بان الاخ القائد ارسل وفدا للتفاوض معهم".

واضاف "ان القائد لا يعقل ان يتصل بعملاء تورطوا علانية بالاستقواء بالخارج".

ومع ارتفاع عدد الفارين من ليبيا الى 200 الف بسبب المعارك، كلفت الامم المتحدة وزير الخارجية الاردني السابق عبد الاله الخطيب باجراء "مشاورات عاجلة" مع طرابلس حول هذه الازمة الانسانية.

وعلى الصعيد الاقتصادي، اعلن مصدر في سوق النفط في نيويورك ان العقوبات التي فرضتها ادارة اوباما على ليبيا بدأت تحدث شللا في صادرات النفط الليبية، حيث يخشى المشغلون اتهامهم بتمويل نظام القذافي.

وقال المصدر ان العديد من مسؤولي البنوك والشركات النفطية اوقفوا تعاملهم مع ليبيا وخصوصا لانهم غير قادرين على تسلم اموال بعد ان طلبت منهم وزارة المالية الاميركية التوقف عن ذلك.

واضاف المصدر "قد ينتهي الامر بوقف كل عمليات التصدير، الوضع يسير في هذا الاتجاه".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى