سياسية

القمة السورية الرومانية تبحث الآليات والخطوات المستقبلية لتمتين العلاقات ال

تناولت محادثات القمة السورية الرومانية بين السيدين الرئيسين بشار الأسد وترايان باسيسكو في اجتماعين أحدهما ثنائي والآخر موسع علاقات التعاون والصداقة التاريخية التي تجمع سورية ورومانيا والآليات والخطوات المستقبلية التي تمتن هذه العلاقات في المجالات كافة
وجرى تبادل وجهات النظر حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ولاسيما في العراق والأراضي المحتلة ولبنان وعملية السلام حيث أشاد الرئيس باسيسكو بالدور الإيجابي والمهم لسورية في حل قضايا المنطقة وسعيها الدائم لإحلال السلام وثمن الجهود التي تبذلها فى مساعدة اللاجئين العراقيين.

وأكد الرئيس الأسد على الدور الذي يمكن أن يقوم به الاتحاد الأوروبي ومن ضمنه رومانيا بالتعاون مع دول المنطقة في إيجاد الحلول العادلة لمشكلات الشرق الأوسط معتبراً سيادته أن تحقيق السلام العادل والشامل من خلال عودة الأراضي المحتلة يرسي الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة الأمر الذي ينعكس إيجاباً على أوروبا والعالم.

كما تناولت المحادثات مشروع الاتحاد من أجل المتوسط والخطوات التي قطعت فيما يخص اتفاقية الشراكة بين سورية والاتحاد الأوروبي حيث أكد الرئيس باسيسكوأن رومانيا تدعم بقوة توقيع هذه الاتفاقية وتأمل بأن يتم ذلك بأقرب وقت ممكن.

وجرى الاتفاق خلال القمة السورية الرومانية على استمرار التشاور والتنسيق بشأن القضايا التى تهم البلدين الصديقين سورية ورومانيا.

الرئيس الأسد: استقرار الشرق الأوسط أساسي لاستقرار بقية المناطق في العالم

بعد ذلك عقد الرئيسان الأسد وباسيسكو مؤتمراً صحفياً مشتركاً استهله الرئيس الأسد بالقول: أرحب بالرئيس الرومانى والوفد المرافق له ضيوفاً أعزاء في سورية.. إن العلاقات بين سورية ورومانيا هي علاقات تاريخية وعمرها أكثر من 5 عقود وكانت دائما تتصف أو تتسم بالصداقة العميقة والمتينة وبالاحترام المتبادل وان زيارة الرئيس باسيسكو اليوم تأتي في إطار تجديد هذه العلاقة القديمة ودفعها نحو الأمام خاصة في هذه الظروف الخاصة التي يعيشها العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص في المجالات السياسية والاقتصادية وانعكاساتها المختلفة وأن هذه الظروف الجديدة التي ستؤثر على كل العالم دون استثناء تستدعى المزيد من المشاورات والمزيد من التعاون فى المجالات المختلفة خاصة في السياسة والاقتصاد.

وأضاف الرئيس الأسد.. تحدثنا عن العلاقات الثنائية بين البلدين وماهي الاتفاقيات المطلوب توقيعها بهدف فتح الأبواب أمام المزيد من التعاون بين سورية ورومانيا وتم الاتفاق على أن تجتمع اللجنة المشتركة السورية الرومانية فى أقرب وقت من أجل مناقشة تفاصيل هذه الاتفاقات والإجراءات اللاحقة لتعزيز هذا التعاون.

وقال الرئيس الأسد: شرحت للرئيس باسيسكو المدى الذي وصلت إليه مفاوضات السلام غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية وأكدت على الموقف السوري المعروف بدعم عملية السلام التي تؤدي لاستعادة كل الأراضي المحتلة وتطبيق قرارات مجلس الأمن وفي مقدمها القرار242.

طبعاً هذا الموضوع كان موضوعاً مهماً في النقاش لأن استقرار الشرق الأوسط هو أساسي لاستقرار بقية المناطق في العالم وبالتالي السلام هو موضوع ذو أولوية خاصة بالنسبة لنا وأعتقد كذلك بالنسبة للكثير من الدول الأوروبية أيضاً تحدثنا عن الوضع الإيجابي المستجد فى لبنان أو التطورات الإيجابية المستجدة في لبنان وفي العراق وفي عملية السلام كما قلت وكيف يمكن أن نحافظ على التقدم الذي حصل في تلك القضايا.

وأضاف الرئيس الأسد.. تحدثنا أيضاً في الدور الأوروبي الذي بدأ يأخذ منحى أكثر فاعلية في الأشهر القليلة الماضية وعبرت عن ارتياحنا في سورية لهذا الدور الذي تقوم به الدول الأوروبية وننظر لهذه الزيارة كعلاقة ثنائية من جانب وكعلاقة مع الاتحاد الأوروبي من جانب آخر.

مرة أخرى أرحب بالرئيس باسيسكو وأترك الحديث له.

الرئيس باسيسكو: ندعم بقوة توقيع اتفاقية الشراكة بين سورية والاتحاد الأوروبي

بدوره قال الرئيس باسيسكو.. شكراً فخامة الرئيس أريد أن أغتنم الفرصة لأتقدم لفخامة الرئيس بشار الأسد بالشكر على الدعوة التى وجهها لي لزيارة سورية والرسالة الرئيسة التى أريد أن أنقلها إلى فخامة الرئيس وإلى ممثلي الصحافة مفادها أن العلاقات القائمة بين رومانيا وسورية قديمة وتاريخية ونريد أن نواصلها ونعززها ونطورها في المستقبل.

وأضاف الرئيس باسيسكو.. أعربت عن رغبتي في تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين علماً أن زيادة حجم المبادلات التجارية الثنائية هي العنصر الرئيس لهذه العلاقات الاقتصادية وأكدت لفخامة الرئيس أن الجانب الروماني يحفز الشركات الرومانية المعنية على إيجاد فرص تعاون في سورية في المجالات مع شركاء سوريين.

وقال الرئيس باسيسكو.. أوجدنا مثل هذه الفرص للتعاون الثنائي في مجالات مثل النقل والنفط والغاز والمعلوماتية والزراعة تناولت أيضاً موضوع أمن الطاقة علماً أن رومانيا تسعى إلى إيجاد ممرات توريد الطاقة المختلفة وليس من جهة واحدة والنقطة الأساسية الثانية هي التعاون الإقليمي إذ قمنا باستعراض المسائل الرئيسة المتعلقة بالسياسة الدولية وخاصة منطقة الشرق الأوسط وقدمنا مواقف البلدين من هذه القضية وحاولنا إيجاد السبل التى يمكن للبلدين أن يتعاونا فيها في المستقبل كما أعربت عن شكري للرئيس الأسد على كيفية تعامل المجتمع السوري مع الجالية الرومانية التى تعيش هنا وأعربت عن تقديري الكبير لأبناء الجالية السورية الموجودين في رومانيا والذين اندمجوا مع المجتمع ويشاركون إلى جانب الرومانيين في جميع النشاطات.

وأضاف الرئيس باسيسكو.. أود أن أعبر مرة ثانية عن تقديري لموقف سورية في المنطقة هذا الموقف الذي ساهم في إحراز تقدم ملحوظ في الفترة الأخيرة في سبيل إحلال السلام وهو الأمنية الرئيسية لهذه المنطقة مشيراً إلى أن المحادثات تناولت أيضاً الملف الإيراني وهنا أريد أن أقدم لكم موقف رومانيا من البرنامج النووي الإيراني وأقدر أنه من حق كل دولة أي دولة أن تطور برامج نووية مدنية وبالتالي فهذا الحق لإيران أيضاً ولكن على إيران أن تبدي الشفافية في علاقاتها مع المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذا الخصوص لإبعاد أي شكوك من احتمال أن يكون للبرنامج النووي الإيراني أهداف عسكرية.

بعد ذلك أجاب السيد الرئيس والرئيس الروماني على أسئلة الصحفيين إذ أكد الرئيس الأسد أن آفاق العلاقة الآن بين سورية ورومانيا واسعة جدا وليس لها حدود سواء في مجال العلاقة الثنائية بين البلدين أو بين سورية والاتحاد الأوروبي.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الرئيس باسيسكو عبر بشكل واضح عن دعمه لتوقيع اتفاقية الشراكة بين سورية والاتحاد الأوروبي ونستطيع أن نقول بأن هذا الأفق واسع أيضاً لأن رومانيا عضو فاعل في الاتحاد وبنفس الوقت لديها مواقفها المستقلة تجاه قضايا عديدة ظهرت خلال السنوات الماضية وقد قام الرئيس باسيسكو بعدة زيارات في السابق ربما كانت تعبر عن موقف روماني يختلف عن دول أخرى موجودة فى أوروبا أما فى الجوانب الأخرى فهناك جالية رومانية موجودة في سورية وهناك جالية سورية موجودة في رومانيا وهذا عامل مهم جداً والاستثمارات السورية في رومانيا تزداد بشكل مستمر وبلغت رقماً جيداً ونسعى لزيادة الاستثمارات الرومانية في سورية وتعزيز التعاون في مجال القطاع الخاص بين البلدين فإذا الآفاق واسعة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى.

بدوره اعتبر الرئيس باسيسكو أن آفاق التعاون بين سورية ورومانيا واسعة جداً خاصة في المجال الاقتصادي والاستثماري مؤكداً أن رومانيا شريكة مع فرنسا وتدعم المساعي الرامية إلى المصادقة على توقيع اتفاقية الشراكة بين سورية والاتحاد الأوروبي.

الرئيس الأسد يقيم مأدبة عشاء تكريماً للرئيس الروماني

وأقام السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته مأدبة عشاء تكريماً للرئيس الروماني ترايان باسيسكو والسيدة عقيلته حضرها أعضاء الوفدين الرسميين السوري والروماني وكبار المسؤولين في الدولة وبعض الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وكان في استقبال الرئيس الروماني والسيدة عقيلته في مطار دمشق الدولي السادة وليد المعلم وزير الخارجية والدكتور عامر حسني لطفي وزير الاقتصاد والتجارة رئيس بعثة الشرف والدكتور وليد عثمان سفير سورية في رومانيا والسيد دان ساندوفيتش سفير رومانيا في سورية وأعضاء السفارة. وكان الرئيس الأسد والسيدة عقيلته رحبا بالرئيس الروماني ترايان باسيسكو والسيدة عقيلته وتحدثوا خلال اللقاء في قصر الشعب عن علاقات الصداقة بين سورية ورومانيا.

وقد جرت للرئيس الروماني والسيدة عقيلته اللذين وصلا الى دمشق قبل ظهر اليوم في زيارة رسمية إلى سورية تستغرق يومين تلبية لدعوة من السيد الرئيس بشار الأسد مراسم استقبال رسمى فى قصر الشعب حيث كان الرئيس الأسد والسيدة عقيلته فى مقدمة مستقبليهما. وبعد أن توجه السيدان الرئيسان إلى منصة الشرف عزف النشيدان الوطنيان لرومانيا وسورية ثم جرى استعراض حرس الشرف بينما كانت المدفعية تطلق إحدى وعشرين طلقة تحية للرئيس الضيف.

بعد ذلك صافح الرئيس باسيسكو أعضاء الوفد السورى الرسمى السادة فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية ووليد المعلم وزير الخارجية والدكتور عامر حسني لطفي وزير الاقتصاد والتجارة والوزيرة الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية فى رئاسة الجمهورية وعبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية ومنصور عزام أمين رئاسة الجمهورية والسفير السوري في رومانيا.

بدوره صافح الرئيس الأسد أعضاء الوفد الروماني الرسمي المرافق للرئيس باسيسكو والسفير الروماني في سورية.

ثم عقد السيدان الرئيسان اجتماعاً ثنائياً مغلقاً تلاه اجتماع موسع حضره أعضاء الوفدين الرسميين السوري والروماني.

وأكد الرئيس الروماني في تصريح لـ سانا لدى وصوله إلى المطار أهمية موقف سورية الصائب والدور الذي تؤديه في منطقة الشرق الأوسط معرباً عن تقدير بلاده العالي لهذا الدور كونه يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال الرئيس باسيسكو إننا نرغب في التعاون مع سورية في المجال السياسي وذلك من أجل خلق منطقة تنعم بالأمن والسلام موضحاً أن سورية هي شريك مهم في مكافحة الإرهاب.

ووصف الرئيس الروماني العلاقات الثنائية بين سورية ورومانيا بأنها عريقة معرباً عن الرغبة في تنمية هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وأضاف.. نود أن نعزز علاقاتنا الثنائية في المجالات الاقتصادية موضحاً أنه سيتم خلال هذه الزيارة التصديق على الاتفاقيات الموقعة بين البلدين خلال الأشهر الماضية بالإضافة إلى مناقشة توقيع اتفاقيات أخرى.

الرئيس باسيسكو يبحث مع عطري والأبرش علاقات التعاون المشترك

إلى ذلك استعرض الرئيس ترايان باسيسكو رئيس رومانيا والمهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء علاقات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين وافاق تطويرها في الميادين التنموية والثقافية.

وبحث الرئيس باسيسكو خلال استقبال المهندس عطري له سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين سورية ورومانيا وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة والتأكيد على تفعيل عمل اللجنة السورية الرومانية المشتركة

إضافة إلى تقويم الاتفاقيات المبرمة وآلية تفعيلها ورفدها باتفاقات جديدة حضر اللقاء وزراء المالية والاقتصاد والتجارة والعدل والنفط والثروة المعدنية والداخلية والنقل ورئيس هيئة تخطيط الدولة والسفير السوري في رومانيا والوفد الرسمي المرافق للرئيس باسيسكو .

كما بحث الرئيس باسيسكو والدكتور محمود الأبرش رئيس مجلس الشعب في مبنى المجلس افاق العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ولاسيما في المجال البرلماني وسبل تفعيل عمل لجان الصداقة بين البرلمانيين بما يسهم في تعميق أواصر الصداقة التاريخية السورية الرومانية.

حضر اللقاء وزير الاقتصاد والتجارة ورئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية في مجلس الشعب ورئيس جمعية الصداقة البرلمانية السورية الرومانية وسفيرا سورية في بوخارست ورومانيا بدمشق والوفد المرافق للرئيس باسيسكو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى