مقالات وآراء

هل هذه هي أسباب الانتفاضة على الرئيس مبارك ؟

يقولون كان على الرئيس مبارك بعد أن بلغ من العمر عتياً. أن يتعظ ويتدبر, بدل أن يتكبر ويطغى ويتجبر. وأن يعي جيداً ما يدور من حوله. حيث حناجر الملايين من المصريين تشق عنان السماء,وترتج لها الساحات والشوارع في مدن مصر وقراها,وهي تردد بصوت واحد: أرحل أرحل يا
مبارك ,وأرحنا منك ومن وجودك ومن أزلامك فما عدنا نطيقك. ويوجهون له الشتائم والسباب وهم يحرقون صوره,أو يلفون حبل المشنقة على دمى يطلقون عليها أسمه. بينما نفس الحشود خرجت بالملايين تودع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى مثواه الأخير يرفعون صوره,وبملءحناجرهم يهتفون: ما تسبناش يا ريس.
فبعد حكم مبارك لمصر الذي أستمر لعقود ثلاث.خرج الشعب المصري بجموعه الغفيرة يطالبه بالرحيل عن مصر. وهو الآن على ما يبدوا في وضع مزري, وأكثر قتامة وسوداً من سابقيه, وممن هم على شاكلته,كشاه إيران وزين العابدين بن علي. ممن سخروا أنفسهم لخدمة مصالح إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.فسابقيه إن وجدا الملجأً,بينما هو مطارد من شعبه لا يجد ملجأً يؤوي إليه,كي يقضي ما تبقى له من أرذل سنين عمره.
يتهموه معارضوه بتهم كثيرة. ومنها تورطه بالفساد,وارتكابه الأخطاء والتجاوزات والموبقات.وهذه بعضاً منها:
• يقولون عنه بأنه نسي الله هو ومن هم على شاكلتك.وأتبعوا الشيطان فأنساهم أنفسهم.وراح يتبرأ منهم,ويقول لهم لا تلوموني بل لوموا أنفسكم.فأنا دعوتكم,فاستجبتم لي,بعد أن غرتكم الحياة الدنيا.
• وأنه هدر سنين عمره كفرعون جديد لمصر.همه خدمة مصالح أعداء بلاده والأمتين العربية والإسلامية.وفي التآمر على كل نظام وطني, وعلى كل حركة مقاومة وطنية. وأعلنها حرباً ضروساً على كل مؤمن بالله, وعلى كل وطني يأبى الانصياع لمطالب إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية.
• وأنه كان صديقاً لشاه إيران يوم كان الشاه بصادق إسرائيل ويتآمر على الأمة العربية.بينما هو يعادي الثورة الإسلامية الإيرانية التي تناصر الأمة العربية في قضاياها المصيرية, وتحرير أراضيها المغتصبة.
• وأنه كان يستقبل القتلة والخونة والعملاء, الذين يتآمرون على أوطانهم, وعلى الأمة العربية .
• وأنه كان يعادي سوريا وقيادتها ورئيسها لتصديهم للمخططات الإسرائيلية والأمريكية العدوانية.
• وأنه راح يحكم إغلاق المعابر على قطاع غزة ,ويبني الجدار المعدني ليحكم حصار إسرائيل على مليون ونصف فلسطيني بدون شفقة أو رحمة.كي يذيقهم العذاب الأليم بصنوف شتى.وراح يسعى لمطاردة كل من يسعى لنجدتهم,أو بالتخفيف عن بعض معاناتهم, أو لفك الحصار عنهم.
• وأنه كان يعتبر نفسه الفرعون الجديد لمصر العربية.ومن حوله هامان جديد اسمه عمر سليمان.
• وأنه جمع من حوله قوارين مال ونفوذ.راحوا يعاملون الناس بفظاظة,كما عامل قارون النبي موسى.
• وأن فرعون مصر أضطهد بني إسرائيل ,بينما الفرعون مبارك اضطهد شعب مصر والأمة العربية.
• وأنه بسياساته الضالة والمنحرفة دفع بشعبه كي يتضور جوعاً, ويكابد شظف العيش بمرارة وقسوة.
• وأنه حول الحزب الوطني ومؤسسات الدولة إلى شركات أمنية ومرتزقة كي يحموا سلطته ووجوده.
• وأنه بسياساته المنحرفة والخاطئة, أساء لمصر ولشعبها ولتاريخها وتراثها, وللأمتين العربية والإسلامية.
• وبتصرفاته الإرهابية والإجرامية والغوغائية ضد شعبه الذي خرج يتظاهر بشكل سلمي وحضاري, ليعبر عن رأيه فضح نفسه, وفضح أعوانه وأسياده في واشنطن وتل أبيب.وعرى معه النظام الامبريالي.
• وأن الشعب المصري لم تعد تنطلي عليه حيل وألاعيب الرئيس محمد حسني مبارك ونظامه. بعد أن لبس في مصر سنين عدة تآمر فيها على مصر وشعبها وأمتيها العربية والإسلامية, وعلى القضايا العربية والإسلامية, وعلى رأسهما القضية الفلسطينية.
• وأنه ممن تآمروا على العراق, ووفروا ظروف غزوه واحتلاله من قبل القوات الأميركية.
• وأنه مع أنظمة العمالة والتواطؤ العربية والإسلامية وإدارة جورج بوش وإسرائيل كانوا السبب في ما هدر من دماء العراقيين الطاهرة.وسيحاسبهم الله عليها. ورب العزة يمهلهم كي يمد للظالمين مدا.
• وأنه هو من جمع اللصوص من حوله كي يسرقوا مقدرات مصر. وفرضهم وزراء ونواب وعناصر أمن وبوليس. فأسس كل منهم شركة أمنه الخاصة والتي تعج بالمرتزقة,كي تحميه وتحمي ما نهبه.
• وأنه هو من أصدر الأوامر لأجهزة أمنه وهو من دعا لإطلاق شركات الأمن الخاصة والمرتزقة ككلاب ضالة على المواطنين المصريين المتظاهرين في الساحات كي يمزقوهم أرباً أرباً.
• وأنه هو من أرسل الغوغاء والمرتزقة إلى الساحات والميادين. بعد أن سلحهم بالسيوف والهراوات والبنادق والذخيرة الحية وقاذفات الصواريخ واللهب والحمير والدواب والبغال والجمال ليفتكوا بالمتظاهرين دون شفقة ورحمة.و وهو من أمر بعض سائقي عربات الأمن والدفاع المدني بصدم و دهس المتظاهرين تحت عجلاتها.فارتكب بذلك جريمة حرب تستحق الحساب والمساءلة.
• وأنه لم يضغط على الدول الاستعمارية لتقديم الاعتذار ودفع التعويضات لمن قتلوهم من رجالات مصر الكرام,كالشهيد محمد كريم والشهيد الحلبي قاتل كليبر وغيرهم من الأبطال الميامين.
• وأنه لم يحرك ساكناً على جرائم جنود وضباط جيش إسرائيل بحق أسرى الجيش المصري الذين دفنوهم أحياء في مقابر جماعية في سيناء.رغم أنها جريمة حرب, واعتداء سافر لاتفاقية جنيف.
• وأنه كان يبيع الغاز المصري ليؤمن لإسرائيل 40% مما تحتاجه,وبأسعار تقل كثيرا عن السعر العالمي.
• وأنه هو من حول مصر من معقل للوطنيين والشرفاء.إلى ساحة يرتع فيها جواسيس الموساد ووكالة المخابرات المركزية الأميركية.وكل شاهد زور ودجال و أفاك ومجرم وعميل وقاتل وحديث نعمة.
• وأن موقفه الداعم لقوى 14آذار في لبنان كان موقف خاطئ ومنحاز ويجافي الحقيقة والموضوعية.
• وأنه هو من وقف على الملأ يجاهر بدعمه العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006م. وعدوانها على قطاع غزة كي تحرق العباد بالقنابل والصواريخ وقذائف النار الملتهبة.
• وأنه سخر أجهزة أمن مصر لتكون تابعاً في كل أمر للموساد ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
• وأنه تحالف مع الإرهابيين و العملاء والخونة والقتلة. وراح يستقبلهم بترحاب في داره وقصره.
• وأنه ساهم بتقزيم جامعة الدول العربية.كي تكون منظمة لا قيمة ولا معنى لها, ولا فائدة منها ترجى.
• وأنه حول مصر من قلب العروبة النابض, إلى تابع لا تملك شيئاً من زمام قرارها وأمرها.
• وأنه جمع السحرة والمشعوذون من حوله.فنصبهم رجال دين يفتون بما يناسب كل من إسرائيل والإدارات الأمريكية. ووزراء يشدون بالموشحات والأغاني التي تكتب لهم الإدارات الأمريكية كلماتها, وتعزف لهم جوقة حكام وجنرالات وساسة إسرائيل ألحانها.
• وأن حكمه شهد ارتفاع معدلات البطالة وتراجع في الزراعة إلى نسب لم تشهدها مصر من قبل.
• وأن سياسته في الخصخصة للقطاع العام ألحق أضرار فادحة بالصناعة والاقتصاد المصري.
• وأن سنوات حكمه شهدت ارتفاع كبير في أسعار المواد التموينية والسلع والعقارات والمحروقات.وتدني كبير في الخدمات . مع زيادة كبيرة على الرسوم والضرائب.
• وأن جيل الشباب بات يشعر بأن مستقبله بات غير مضمون نتيجة سياسات الحكومات المتعاقبة.
وأنه لن يحزن أو يجزع لسقوطه وسقوط نظامه,سوى قوى الاستعمار وإسرائيل والإدارة الأميركية, والمحافظون الجدد المتصهينيين, وأنظمة والاعتدال العربية والإسلامية,وزمر الفساد في أسرته وبطانته وحزبه ونظامه,وأجهزة أمنه,وطابور مرتزقته, ومن أصبحوا حيتان المال والنفوذ والسلطة في عهده.
• وأنه ازدواجي في طبعه. ففي العلن يقول لموفد الرئيس أوباما انه لا يريد النصيحة من احد ,ولن يسمح بأن يتدخل بشؤونه وشؤون مصر مصر.فهو قوي وقادر على الاستمرار بدون مساعدة من أحد. وفي السر يتودد إلى الإدارة الأمريكية عن طريق وسطائها, ووسائط إعلامها, ليثير قلقهم وخوفهم من أن سقوطه معناه سيطرة حركة الأخوان المسلمين على الحكم في مصر.وكذلك سقوط اتفاقية سيناء المذلة التي في حمايتها أفنى عمره.وأنه إن سقط ستتهاوى أنظمة معسكر الاعتلال (الاعتدال) العربي واحدة أثر أخرى بحيث لن يبقى منها أحد.
• وأن البعض يتهم الرئيس مبارك بأنه أستغل مناصبه لتقاضي كثير من العمولات في بعض المجالات.كما أنه باع ديون مصر على شكل سندات كي يضمن لأبنه تحقيق الكثير من الأرباح.
• وأنه يستجدي حالياً إسرائيل كي تضغط على حلفائها ليقدموا له الدعم والمساعدة. عرفاناً منهم بما قدمه هو ونظامه للقوى الاستعمارية والامبريالية والصهيونية من مكاسب لا تعد ولا تحصى.
• وأنه هدر وقته ووقت نائبه عمر سليمان من أجل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي شاليط. ولم يسعيا لإطلاق سراح الفلسطينيين المعتقلين والمخطوفين والمحتجزين بالسجون الإسرائيلية.
• وأنه كان يتلاعب بالمصالحة الوطنية الفلسطينية التي كان يدعي أنه يسعى إليها لتحقيق مآرب أخرى.
• وأن قلبه آثم.لأن قاتل أنور السادات حين وجده مختبئاً ومنبطحاً تحت مقاعد المنصة كي ينجو بجلده. قال له اذهب بحالك,فلست أريد قتلك.وحين طلبه للشهادة أمام المحكمة على ما قاله له. رفض الحضور وكتم الشهادة. ومن يكتم الشهادة فآثماً قلبه.
• وأنه هو وآخرون معه ابتدعوا ترويج الفتن الطائفية والمذهبية في العقدين الأخيرين . وراحوا يتمترسون في المواقع الطائفية والمذهبية مدعيان حمايتها من الأخطار المحيقة بها. ومع انه لا خطر على المذاهب والطوائف الإسلامية و المسيحية والقبطية سواه ومن هم من أمثاله.
• وأنه أمر بقتل بعض مراسلي وسائط الإعلام وتدمير أجهزتهم الإعلامية,ومطاردة باقي رجال الإعلام من مراسلين ومصورين لأنهم حرموه من تنفيذ المجازر بحق المتظاهرين .
• وأنه وضع الولايات المتحدة الأمريكية في حالة من الحرج .حين وجدت أن المساعدات المالية التي تقدمها لمصر سنوياٌ. تتسرب إلى جيوبه وجيوب زوجته وبنيه وبطانته إلى حساباتهم في البنوك الأجنبية.
• وأنه يعتبر أنه بنخبة من الفاسدين ورجال الأعمال والمال حديثو النعمة يمكنه حكم البلاد والعباد.
• وأنه دخل على الحكم وهو لا يملك سوى راتبه,بينما تكشف الصحف البريطانية بأن حساباته وحسابات زوجته وبنيه في البنوك السويسرية والأوروبية والأمريكية,وفي الاستثمارات العقارية والسياحية تفوق حالياً السبعون مليار دولار, والخافي ربما أكبر!!!!!!
• ويقول محمد حسنين هيكل عن الرئيس مبارك: أن أسوأ شيء في مصر راح يقتل أنبل شيء في مصر. ويصف حال مبارك بقوله:بأن الرئيس مبارك أشبه بطاووس ضربته ريح الانتفاضة فنتفت ريشه.
• وانتفاضة شعب مصر على نظام الرئيس مبارك,دليل على رفض شعب مصر لمواقف العداء التي يتبعها نظام مبارك ضد دولة الصمود والممانعة,و قوى المقاومة الوطنية.
• وأعداد القتلى والجرحى ستشكل حرجاً كبيراً للإدارة الأميركية التي تدعي أنها تدعم أنظمة ديمقراطية.وستفضحها على أنها إنما تدعم أنظمة طغيان وديكتاتورية وفساد وعمالة.
والسؤال الذي يطرح في الشارع المصري اليوم :أين المفر أيها الرئيس محمد حسني مبارك؟ فانتفاضة الشعب العربي المصري, وانتقادات الشعبين العربي والإسلامي وشعوب العالم لسياسته تحد من حركته.والتعنت بمواقفه لن تجدي له نفعاً. وهاهم حلفائه يتخلون عنه,وينفضون من حوله, ويفرون منه كما يفر السليم من الأجرب.
مقولتان تجاهلهما الرئيس مبارك وهما: مقولة الرئيس جمال عبد الناصر التي كان يكررها في خطبه, بأنه يتكل على الله,و يحترم شعبه,ويثق بقدرات شعب مصر, ودعم الجماهير العربية له.ومقولة الرئيس الخالد حافظ الأسد.الذي كان يقول فيها: إرادتان لا تقهران إرادة الله وإرادة الشعب. وإقرار الرئيس محمد حسني مبارك بعدالة المطالب التي يرفعها المتظاهرون دليل على أن سياسات نظامه إنما كانت خاطئة وقاصرة وفاسدة.
جاهد كثير من الرؤساء والقادة والزعماء الوطنيون والشرفاء مرراً وتكرراً كي يكونوا للرئيس مبارك ناصحين.وكانوا يعاملونه بأسلوب شبيه لما كان يعامل فيه سيدنا إبراهيم والده آزر.إلا أنه أصم أذنيه, معتبراً أن سياساته إنما هي الرشيدة .وأن ناصحيه إنما هم سحرة يريدون أن يخرجوه بسحرهم عن طريقته المثلى.
حتما ً هو على علم بأن ابنة شاه إيران انتحرت منذ عامان ,وكذلك ابنه انتحر العام الماضي. بعد أن يأسا من إمكانية أستردداهم للسلطة في إيران. وتركا أموال الشاه وكنوزه التي سرقها كي تنعم ذريته من بعده.وستؤول الأموال لغيرهما,وسيحاسبهما الله عليها مع والديهما, يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وحكيم قال: الاعتراف بالخطأ فضيلة,ودليل على رجاحة العقل والإيمان والتقوى.والإصرار عليه ظلم ورذيلة.

بواسطة
برهان إبراهيم كريم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى