سياسية

من يفك أسر سلوى وسارة الرهينتين في القفص الإسرائيلي

دعت منظمات حقوقية إسرائيلية أمس سلطات الاحتلال إلى إطلاق سراح طالبتين فلسطينيتين من بيت لحم في السادسة عشرة من عمريهما بعد مرور أربعة شهور على خطفهما من منزليهما واعتقالهما إداريا.

وطالب "ائتلاف النساء من أجل السلام" إسرائيل في بيان عممه أمس بالتوقف عن ممارسات غير ديمقراطية وتعسفية وإخلاء سبيل الطالبتين سلوى صلاح وسارة سيوري من بيت لحم، اللتين تخضعان لاعتقال إداري في سجن الدامون منذ اختطافهما في الخامس من يونيو/حزيران الماضي.

وندد الائتلاف بعملية اعتقال الطالبتين بعد اختطافهما فجرا من قبل جيش الاحتلال الذي مدد اعتقالهما الأسبوع الماضي ثلاثة شهور أخرى دون تبيان أي تبرير لذلك.

وشدد الائتلاف على أن مصلحة السجون الإسرائيلية والنيابة العسكرية قد أقرتا قبل شهور أن سجن الدامون بمنطقة حيفا داخل أراضي 48، لا يصلح لإقامة البشر. فالسجن كان عمارة غرفها كالأقفاص، استخدمت زمن الانتداب لتخزين التبغ.

وتنظم منظمات حقوقية إسرائيلية مظاهرة مقابل سجن الدامون اليوم الأربعاء احتجاجا على اعتقال سلوى وسارة، وبموازاة ذلك بعث المئات من طلاب المرحلة الثانوية في منطقة تل أبيب يافا مذكرات احتجاج لوزير الدفاع الإسرائيلي تطالبه بالإفراج الفوري عنهما.

هناك 276 معتقلا إداريا دون سن الثامنة عشرة (الجزيرة-أرشيف)
وبموجب معطيات منظمة "بتسيلم" لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، فهناك 750 معتقلا فلسطينيا إداريا من بينهم 276 دون سن الثامنة عشرة.

ترهيب وملاحقة
وفي تصريح للجزيرة نت نفت سحر فرنسيس محامية الطالبتين وجود أي منطق لاعتقال القاصرتين إداريا بعد انتزاعهما من مقاعد الدراسة، ورجحت أن يكون ذلك ضربا من الترهيب والملاحقة التعسفية.

ولفتت إلى أنها تمنع من الاطلاع على ملف التحقيق باعتباره "سريا"، وقالت إن هناك شكوكا بوجود صلة بين الاعتقال وبين قرابة تربطهما بأحد مبعدي كنيسة المهد قبل ثماني سنوات.

ونوهت فرنسيس إلى أن الاحتلال لا ينسب الطالبتين لأي تنظيم أو نشاط، ويرفض ممثلوه الرد على أسئلتها داخل المحكمة حول شرعية ومنطقية الاعتقال، وقالت "رفض مندوب النيابة العسكرية الرد على أسئلتنا عن مدد اعتقالهما وقدم لنا اقتراحا أكثر غرابة، بعرض الطالبتين على أخصائي نفسي من أجل التثبت مما إذا كانت لديهما نوايا بتنفيذ عملية إرهابية".

وروت سهام محمد صلاح والدة الطالبة المعتقلة سلوى صالح أن الأسرة استيقظت على جلبة كبيرة وصراخ جنود الاحتلال الذين داهموا المنزل عند الثانية قبل الفجر في يونيو/حزيران الماضي.

ظروف غير إنسانية
وفي تصريح للجزيرة نت أشارت سهام إلى أن الجيش رفض الإفصاح عن سبب الاعتقال وأصر على إيقاظ سلوى من نومها واعتقالها، وأضافت "عندها طلبت من قائد القوة المداهمة أن يعتقلني بدلا من ابنتي الصغيرة، ولكن دون جدوى فقد حشروني في زاوية البيت واعتقلوها عنوة".

وأكدت أن ابنتها تدرس في المرحلة الثانوية ولا تنتمي لأي تنظيم، وأنها منغمسة في دراستها ولفتت إلى أنها تمكنت من زيارتها بواسطة الصليب الأحمر، منوهة لصعوبة السفر من بيت لحم إلى الدامون في الكرمل داخل أراضي 48.

وأوضحت أن الطالبتين سئلتا خلال المعتقل عن خالد صلاح وهو قريب لهما كان من مبعدي كنيسة المهد إلى غزة، وأضافت "لم أتمكن من التحدث مع ابنتي خلال الزيارة لأن الجنود والحراس كانوا أمامنا، ويخضعون حديثنا للمراقبة فكانت سلوى خائفة ومترددة في التعبير عن ذاتها".

وتبدي الوالدة استغرابها لاعتقال سلوى وسارة ونوهت إلى أن ابنتها قاصرة ولا ينطبق عليها القانون، وأضافت "توقعنا أن يطلق سراحهما ثالث أيام العيد، لكن قرار المحكمة صدمنا بتمديد الاعتقال ثلاثة شهور أخرى، وكل ذلك عدوان، ولا أدري من يفك أسر الرهينتين سلوى وسارة".

وينظم ائتلاف النساء من أجل السلام ومنظمات حقوقية أخرى مظاهرة احتجاجية قبالة سجن الدامون اليوم الأربعاء.

المصدر
الجزيرة نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى