سياسية

سددت صفعة إلى الغرب في الملف الإيراني…موسكو ترد على إدانتها في الحرب

ردت روسيا على الإدانات التي وجهت إليها بشأن الحرب في جورجيا بتسديد صفعة إلى الغربيين في نيويورك من خلال إرغامهم على إلغاء اجتماع وزاري حول الملف النووي الإيراني،
حيث كان من المفترض أن يلتقي وزراء خارجية الدول الست الكبرى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم للبحث في فرض عقوبات جديدة على طهران لرفضها تعليق برنامجها النووي، إلا أن الخارجية الروسية أعلنت في بيان صدر في موسكو أنها لا ترى «ضرورة ملحة لمناقشة البرنامج النووي الإيراني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة». 
وأكدت الولايات المتحدة بعد قليل إلغاء الاجتماع، وقال المتحدث باسم الخارجية شون ماكورماك إنه «لن يعقد اجتماع لوزراء دول مجموعة 5+1». كما تلقت الدبلوماسية الغربية صفعة ثانية إذ اضطر الغربيون بسبب الخلافات مع روسيا إلى العدول عن عقد اجتماع رفيع المستوى كان مقررا الشهر المقبل في جنيف لإجراء مناقشات حول القوقاز، وسيستعاض من هذه المناقشات باجتماع على مستوى الخبراء وفق قرار اتخذ على ما يبدو لتجنب الكشف علنا عن الخلافات التي لا تزال قائمة مع روسيا.
وأوضح مسؤول كبير في الخارجية طالبا عدم كشف اسمه، أن إرجاء الاجتماع حول إيران ناتج عن خلافات حول مسائل جوهرية بين الغربيين من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، وقال: «من الواضح اليوم أنه على الرغم من تعهد جميع الجهات في مجموعة الست مواصلة الإستراتيجية المزدوجة، ثمة بلدان هما روسيا والصين، غير مستعدين في الوقت الحاضر للعمل بشكل فاعل على قرار جديد ينص على عقوبات». وأضاف المسؤول أن الصين «أبدت استعدادها لإجراء مناقشات» لكن روسيا أعادت النظر في الاجتماع لأنها «لا تشعر مثل (الغربيين) بأن الوضع ملح»، لكنه اقر بارتباط المسألة بالتوتر القائم بين روسيا والغرب حول النزاع في جورجيا، وقال: «يبدو جليا أننا نمر بمرحلة من الاضطرابات في علاقاتنا، من الواضح أن هذا هو انعكاس» للازمة الجورجية.
وألقى التوتر بين الشرق والغرب بظله على الجمعية العامة للأمم المتحدة، ففي آخر خطاب له أمام نظرائه قبل انتهاء ولايته، اتهم الرئيس الأميركي جورج بوش روسيا بانتهاك ميثاق الأمم المتحدة ولاسيما بنده المتعلق بـ«تساوي الدول في الحقوق سواء كانت كبرى أو صغرى»، باجتياحها جورجيا في مطلع آب.
من جهته حض الرئيس الجورجي ميخائيل سكاشفيلي الأمم المتحدة على عدم «ترك مبادئها تسحق تحت عجلات دبابات الغزاة وتحت أحذية الذين يقومون بالتطهير العرقي»، مشيراً إلى أن الهجوم الروسي الذي أدى الشهر الماضي إلى طرد القوات الجورجية من منطقتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين المواليتين لروسيا، إنما يشكل «تحديا للعالم».
وعلى الرغم من أن روسيا حليف قديم لصربيا واستخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن في محاولة لعرقلة استقلال كوسوفو الذي حاز تأييد الولايات المتحدة ودول أوروبية، إلا أن صربيا أعلنت أنها لن تحذو حذو روسيا في الاعتراف بالإقليمين الانفصاليين كدولة مستقلة رغم التأييد الروسي لصربيا.
وقال وزير الخارجية الصربي فوك يريميتش في مقابلة مع صحيفة داي برس النمساوية: «نحن سعداء بشأن مساعدة موسكو في قضية كوسوفو، لكن هذا يتعلق بحماية مصالحنا الوطنية، لسنا طرفا في سياسة روسيا»، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى «إلغاء تجميد» عملية انضمام صربيا إلى الاتحاد ومكافأة مواطني صربيا على انتخاب زعماء مؤيدين للاتحاد الأوروبي.
وقال يريميتش إنه يجب تخفيف قواعد منح التأشيرات، ومن المهم للغاية الاستفادة من القوة الدافعة للحماس بشأن الاتحاد الأوروبي في صربيا»، وأضاف «يجب على الاتحاد الأوروبي أخيراً تحرير نظام التأشيرات، الناس في صربيا يجب أن يشعروا مباشرة أن الطريق المؤيد للاتحاد الأوروبي له مردود وأنهم موضع ترحيب في الاتحاد».

المصدر
صحيفة الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى