سياسية

ملف إيران..ساخن في الجمعية العامة للأمم المتحدة

دان المرشح الديمقراطي للرئاسة الامريكية باراك أوباما بشدة تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي شن فيها هجوماً على إسرائيل خلال كلمته التي ألقاها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووصف أوباما هذه التصريحات بالمشينة وأنه محبط لكون نجاد يحظى بمنبر
 بمنبر للتعبير عن مواقف معادية للسامية، حسب رأيه.
وحول ردود الفعل داخل الولايات المتحدة على كلمة الرئيس الإيراني في الجمعية العمومية قالت مراسل قناة "روسيا اليوم" في نيويورك انه صدر تصريح خطير من المرشح الديمقراطي للرئاسة الامريكية باراك أوباما دان فيه بشدة تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي شن هجوماً على إسرائيل في كلمته التي ألقاها في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال أوباما "أدين بشدة هذه التصريحات بالمشينة" وأضاف أنه محبط لكون نجاد يحظى بمنبر للتعبير عن مواقف معادية للسامية حسب رأي أوباما.

ودعا أوباما منافسه جون مكين المرشح الجمهوري إلى اتخاذ موقف حازم من هذه التصريحات لتقديم موقف مشترك إلى الكونغريس يهدف الى زيادة الضغط على إيران، ومن شانه اتاحة الفرصة امام الولايات المتحدة الأمريكية والشركات الخاصة الأمريكية التي تتعامل مع إيران بقطع علاقاتها الاقتصادية والمالية. واعتبر أوباما اسرائيل حليفاً مهماً جداً بالنسبة لإسرائيل.

وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ألقى كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة دعا فيها إلي إنشاء لجنة مستقلة لمراقبة نزع السلاح. وقال نجاد موضحا دعوته " ان الدول الكبرى التي تصنع أجيالا جديدة من الأسلحة الفتاكة ويمتلكون مخزونا كبيرا من الأسلحة النووية، لا تخضع لمراقبة منظمات دولية. ومأساة هورشيما وناغازاكي هي جريمة إحدى هذه الدول"

و هاجم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الولايات المتحدة وحملها مسؤولية عدم الإستقرار في العالم. مستعرضا غزو الولايات المتحدة للعراق ليخلص إلى ان واشنطن تصر على الاستمرار باحتلاله رغبة فيما سماه تعزيز موقفها في الجغرافيا السياسية للمنطقة والسيطرة على احتياطات النفط، مشددا في الوقت نفسه على الأهداف السلمية للبرنامج النووي لبلاده.

وأضاف الرئيس الإيراني قائلا: " فيما يخص البرنامج النووي الايراني السلمي فعلى الرغم من حق جميع الدول بما فيها الامة الايرانية في انتاج الوقود النووي للاهداف السلمية ورغم شفافية جميع الانشطة النووية الايرانية وتعاون دولتنا الكامل مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتأكيد الوكالة الدولية مرارا وتكرارا على ان برنامج ايران سلمي فان عددا من القوى المستبدة تبحث عن وضع عقبات امام أنشطتنا النووية السلمية عن طريق الضغوط السياسية والاقتصادية علينا وبتهديد الوكالة الدولية والضغط عليها. الامة الايرانية باصرارها وبدعم اصدقائها ستقاوم وستدافع عن حقوقها".

من جهته سارع الوفد الأمريكي إلى المغادرة حال اعتلاء الرئيس نجاد منصة الأمم المتحدة.

يذكر أن الولايات المتحدة ماضية في الضغط على إيران عبر تشديد الحصار عليها من خلال التحضير لجولة رابعة من العقوبات ضدها. كما كانت اشارت إلى ذلك وزارة الخارجية الأمريكية في مستهل الشهر الجاري، حيث ذكرت أن الدول الكبرى وافقت على مناقشتها نظرا لعدم رد إيران على حزمة الحوافز التي عرضت تعليق إيران انشطة تخصيب اليورانيوم مقابل حصولها على منافع اقتصادية.

بالإضافة إلى ذلك تطالب واشنطن المجتمع الدولي بدعم تحركاتها واتخاذ مواقف أكثر حزما ضد طهران، ولذلك لم يفوت الرئيس الأمريكي المناسبة الأخيرة للحديث أمام الجمعية العامة للهجوم على إيران فاتهمها بدعم الارهاب كما لم ينس المطالبة بالوقوف بحزم ضد ما سماه طموحاتها النووية، حين قال: "يجب على المجتمع الدولي الوقوف بحزم ضد طموحات كوريا الشمالية وإيران النووية".

أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فقد إنضم من المنصة نفسها إلى الرئيس الامريكي بوش في التشديد على خطورة البرنامج النووي الإيراني، معتبرا انه يمثل أزمة حقيقية للمجتمع الدولي، ومشيرا إلى أن الأوروبيين لن يتسامحوا مع تسلح إيران النووي الذي اعتبره تهديدا مستقبليا للسلام والاستقرار في كل المنطقة خاصة مع ما سماه دعوة إيران لتدمير اسرائيل.

وأضاف ساركوزي: "أعتقد أن الوقت ليس في مصلحة ايران ولا في مصلحة السلام. المسألة ليست في يد السيد بشار الأسد. السيد بشار الاسد يمكنه نقل رسائل لأن إيران تثق به. خوفي .. هو أن المجتمع الدولي لا يعطي اهتماما كافيا لما أعتقد أنه احتمال لوقوع أزمة جدية ، لنستيقظ ذات يوم لنجد أننا نواجه أزمة حقيقية".

وفي مواجهة البرنامج النووي الايراني تشهر الولايات المتحدة وحلفائها سلاح العقوبات، فيما ترفض إيران وقف تخصيب اليورانيوم كشرط لتطبيع العلاقات معها ورفع حزم العقوبات المفروضة ضدها، مما يشير إلى أن المواجهة لن تخف حدتها في المستقبل القريب.

زمن احادية القطبية قد ولى

قال ألكسندر بيكايف رئيس قسم نزع السلاح وحل الأزمات في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية بموسكو في حديث خاص لقناة "روسيا اليوم" إن خصوصية الدورة الـ 63 للجمعية العامة للأمم المتحدة في الظروف الراهنة انها أتت بعد انتهاء العدوان الجورجي على أوسيتيا الجنوبية وأنه أصبح من المعروف للجميع أن العالم أحادي القطب الذي كان الأمريكيون يتحدثون عنه في السنوات السابقة قد ولى الآن. وأن الأوضاع الدولية تتغير وخير دليل على ذلك الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي والذي يعد محصلة لـ 8 سنوات قضاها في سدة الحكم أمام الجمعية العمومية اعترف فيها لأول مرة بأن الحرب في العراق تجري بصعوبة جداً،وهو بذلك اعترف عملياً بالخسارة التي لحقت بأمريكا.

بالإضافة إلى أن الجمعية العموية تجتمع في جو عدم التفاهم وعدم تطابق في وجهات النظر بين روسيا وأمريكا، وخصوصاً بعد لقاء رؤساء وزراء الخارجية للثمانية الكبار. ولم تتم لقاءات حول الملف الايراني ولكن على الأغلب ستجتمع الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط بعد عدة أيام وسوف تناقش مسألة التسوية بين العرب والإسرائيلين.

المصدر
روسيا اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى