القضية الفلسطينية

القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية امام امتحان ( اين انتم من علي اسحق ) .. بقلم جمال ابراهيم

في اللحظات الحاسمة، والمفاصل التي تقتضي أخذ موقف حاسم، واضح، مبدئي، لا يكون مقبولا، لا من الفرد، ولا من التنظيم، نتفاجأ بان السيد علي اسحق المسمى امين عام للقيادة المركزية وممثلها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
  ، لايزعل رئيس سلطة التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني، وعندما يسال في رام الله يقول انه يعمل في ضميره، بينما يقف الممثل الاخر لجبهة التحرير الفلسطينية واصل ابو يوسف المحسوب على سلطة الامر الواقع ليتحدث بلغة اكثر واقعية ويؤكد على موقفه الرافض للعودة الى المفاوضات او يتحفظ على ذلك . 

ان محطات بارزة تمر بها جبهة التحرير الفلسطينية وخاصة ان ابو نضال الاشقر وفريقه يتحدث بلغة مختلفة امام فصائل التحالف في دمشق بينما امينه العام اسحق يجامل ابو مازن. ومن هنا اقول ان الشهيد ابو العباس الذي كان دائما ينأب اسحق على ما يفعله من مواقف كان على حق وخاصة بعد ان تخلى اسحق عن ابو العباس من خلال تقديمه استقالته قبل اكثر من احد عشر عاما . 

نعم اليوم جبهة التحرير الفلسطينية اولا بحاجة الى قيادات واسماء كبيرة ، على المستوى الوطني والقومي، امثال الشهيد ابو العباس والشهيد طلعت يعقوب والشهيد عمر شبلي ومئات الكوادر والقادة، شهداء، وأسرى، ومناضلون أحياء يمتازون بالصلابة والاستقامة ليحافظوا على مداميك الجبهة، ليحافظوا على مداميك الجبهة. 

وهنا لا يفتوني ان احي مواقف ابو نضال الاشقر وعلي عزيز واطلب منهم العمل من اجل ان لا يبقى هناك اسمين يحملان نفس اسم التنظيم وان يعملوا بكل جهد لتميز اسمهم ، لأن اليوم اصبحت جبهة التحرير الفلسطينية الموجودة في الداخل الفلسطيني مدافعة عن القيادة الرسمية في منظمة التحرير الفلسطينية،ويقودها واصل ابو يوسف صاحب المواقف المشهورة .. 

وانا على ثقة كاملة ان ما اقترفته الجبهة في (مؤسسات المنظمة) من أخطاء فادحة، بتغطيتها عمليات تزوير، كما حدث عند استكمال أعضاء اللجنة التنفيذية، وهو ما شكل صدمة لمحبي الجبهة بقيادة ابو نضال الاشقر، فإصبح من الحرص على مناضلين معروفين ان يسعوا الى تميز اسم تنظيمهم. 

ليس سرا أن قواعد الجبهة، وأطرها ، لا مصلحة لها في ( مسايرة) سلطة أوسلو ـ من غير الخافي أن هناك شخص اسمه علي اسحق له مصالح مادية ووجاهية تقيده ، وهذا يدعو إلى وقفة حازمة امام مسيرة الجبهة في سنوات الاخيرة، تعيد النظر وتحدد من جديد الوجهة التي هي في جوهرها تلبية لخيارات الجماهير الفلسطينيّة، خاصة وقد بات جليا بأنه لا يمكن تحقيق السلام مع الكيان الصهيوني، وهو ما أثبتته مسيرة أوسلو، وفي كل أدوار الحكومات الصهيونية المتعاقبة، وأن هذه المسيرة خسرت الشعب الفلسطيني أرضه، ووحدته الوطنية، وتواصله الجماهيري العربي، ومع ذلك فها هي نفس القيادة تمضي للمفاوضات المباشرة، وهو القرار الذي لم يحظ بموافقة اللجنة التنفيذيّة للمنظمة وحتى واصل ابو يوسف ، وعدد من الأعضاء الحاضرين لهذه المفاوضات، بينما علي اسحق بقي صم وبكم. 

من هنا ارى امام الرفاق الاعزاء ابو نضال الاشقر نائب الامين العام ورفاقه ان يختاروا ، الطريق الصحيح ، فهناك قوى فلسطينية جادة في خيار المقاومة، تتقدمها الجهاد التي يُضيق عليها في غزة من قبل سلطة الامر الواقع، وتطارد في الضفة من قبل سلطة اوسلوا، ومع ذلك فهي ثابتة على خيارها، لم تغوها السلطة وامتيازاتها المريحة.
إن بروز تنظيم مقاوم بحلة جديدة يتجاوز سلطتي رام الله وغزة، سيستقطب العديد من شرائح الشعب الفلسطيني ويحافظ على ثوابت القائد الشهيد طلعت يعقوب ورفاقه الشهداء ، ويؤسس الى هوية فكرية ووطنية ونضالية، وسيؤسس لقوة تتجاوز الطرف المتساوق مع الأوامر والضغوطات الأمريكية، والطرف المهيمن على قطاع غزة والمشغول بمطاردة كل من لا ينصاع لأوامره في القطاع، تحديدا عن حملة مطاردة لمن يملكون سلاحا غير شرعي!. 

دور الجبهة القيادي لا يستعاد بالحرد، ولكنه يستعاد بالانحياز لما يريده الشعب الفلسطيني، لما ينقذ القضية الفلسطينية. 

لذلك امامكم سؤال مطروح في الجبهة اين انتم من علي اسحق ، وخاصة ان الساحة الفلسطينية تعيش مخاض عظيم، نراه، ونلمسه، ونسمع هديره. وكأصدقاء حرصاء على الجبهة ننصح بأن تحدد دورها الوطني والقومي .

بواسطة
جمال ابراهيم
المصدر
زهرة سورية / فلسطين

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. انااتساءل بصدق اين قواعد واطر الجبهة داخل الوطن غير تصريحات د واصل ابو يوسف الدي لايمر يوم دون ان يصدر بيان او تصريح صحفي

زر الذهاب إلى الأعلى