سياسية

مؤتمر الحد من الأسلحة النووية: خسرت اسرائيل وربحت إيران

كانت اسرائيل الخاسر الأكبر وإيران كانت الرابح الأكبر في مؤتمر الأمم المتحدة حول الأسلحة النووية.
و بحث المؤتمر قضية الحد من انتشار الأسلحة النووية لكن دون الإعلان عن إجراءات حاسمة،
مكتفيا ببعض الإجراءات المحدودة التاثير لتعزيز اتفاقية الحد من انتشار الاسلحة النووية.الهدف الوحيد الذي لاقى شبه إجماع من حكومات العالم هو جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، وقد أصيبت إسرائيل بخيبة أمل بسبب عدم معارضة الولايات المتحدة لعقد مؤتمر عام 2012 بهدف مناقشة الموضوع.وقد جاءت الدعوة الأولى بهذا الخصوص قبل 15 سنة، ولكنها أهملت حتى الآن.كما أشير في المؤتمر الى كون إسرائيل خارج معاهدة الحد من الأسلحة النووية وإلى عدم خضوع نشاطاتها النووية لرقابة دولية وتفتيش، وهذا يعتبر "هزيمة دبلوماسية" بالمعايير الدولية.وقد وصفت إسرائيل الاتفاقية بانها "منافقة".وعبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن معارضته "للتركيز على إسرائيل" وإن كان تجنب استخدام حق النقض (الفيتو).وتحوم شكوك حول إمكانية عقد المؤتمر، وكذلك حول إمكانية أن يتمخض عنه نتائج عملية إذا عقد. وتعارض إسرائيل فكرة "المنطقة الخالية من السلاح النووي" بغياب معاهدة سلام، وكذلك الولايات المتحدة.وتمكنت الدول العربية بقيادة مصر من كسب الولايات المتحدة، خصوصا أن واشنطن لم ترغب في أن يوجه اللوم إليها فيما لو فشل المؤتمر خوفا من أن يهز هذا المصداقية التي سعى أوباما الى بنائها على مدى عام كامل من خلال الجهود التي قام بها لتقليص الترسانة النووية الأمريكية.ولم تذكر إيران بالرغم من مخالفتها لتعليمات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن الدولي بخصوص تجميد عمليات تخصيب اليورانيوم، بل كانت هناك إشارة غير مباشرة للدول التي لا تلتزم في إشارة غير مباشرة الى إيران.وكان يمكن أن تكسر إيران الإجماع الدولي لو ذكرت بالإسم.وقال مارك فيتز باتريك من معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن"من حسن الحظ أن الإجماع لم يكسر، فقد كانت معاهدة الحد من الأسلحة النووية في خطر، وقد ضخت بها دماء جديدة الآن، ومع ذلك لم يحرز أي تقدم، فالمعاهدة تراوح في مكانها".وفي دليل على عدم إحراز تقدم أن الولايات المتحدة اقترحت اتخاذ إجراءات بحق الدول التي تلغي عضويتها في المعاهدة ولكن الاقتراح لم يقر.ومثال آخر هو أن المؤتمر لم يتمخض عن أمل في تعزيز التفتيش الدولي على المنشآت النووية وهو ما أرادته الولايات المتحدة، كما لم يتفق على مهلة محددة ولا حتى هدف لتخلص الدول التي تملك أسلحة نووية من ترسانتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى