سياسية

المفاوضات تتواصل بين المحافظين والاحرار الديموقراطيين في بريطانيا

استأنف المحافظون والديموقراطيون الاحرار الاحد مفاوضاتهم من اجل التوصل الى اتفاق –تحالف آني او تقاسم سلطة– بغية حلحلة الازمة الدستورية
الناجمة عن عدم افراز الانتخابات
التشريعية البريطانية غالبية مطلقة.
واجتمع المفاوضون المحافظون والديموقراطيون الاحرار عند العاشرة ت غ في محاولة لتحقيق تقدم في المفاوضات التي انطلقت مساء الجمعة على اثر تقديم زعيم المحافظين ديفيد كاميرون "عرضا شاملا" للديموقراطيين الاحرار.
وصرح عضو حزب المحافظين وليام هيغ المرشح لمنصب وزير الخارجية في الحكومة المقبلة ان المحادثات ستجري "وفقا لاحترام مواقف كل فريق".
واضطر المحافظون الى تقديم هذا العرض بعدما فشلوا في الحصول على الغالبية المطلقة في انتخابات الخميس حيث فازوا ب306 مقاعد نيابية متقدمين على حزب العمال بزعامة رئيس الوزراء غوردن براون (258 مقعدا)، الا انه ينقصهم 20 مقعدا للحصول على الغالبية المطلقة.
وحل الديموقراطيون الاحرار في المرتبة الثالثة بحصولهم على 57 مقعدا، ما وضعهم في موقع "صانعي الملوك".
ومساء السبت اجرى زعيم المحافظين ديفيد كاميرون اول لقاء على انفراد مع زعيم الديموقراطيين الاحرار نيك كليغ منذ اجراء الانتخابات وقد وصف الطرفان اللقاء بانه "ودي وبناء".
وكان النواب الديموقراطيون الاحرار "صادقوا" السبت على "مقاربة نيك كليغ" الذي كان اعطى الجمعة "الاولوية" للمحافظين لتشكيل الحكومة الجديدة.
وكان محافظون استبعدوا امكانية التوصل الى اتفاق قبل الاثنين على اقرب تقدير، في استباق لامكانية انعكاس الامر سلبا على الاسواق التي تأثرت الجمعة بشكل كبير.
ومن المقرر ان يجتمع النواب المحافظون الاثنين عند الخامسة ت غ.
وشدد المتحدث باسم المحافظين مايكل غوف لشبكة بي بي سي على انه "من المهم اظهار حصول تقدم بحلول الغد (الاثنين) مع اعادة افتتاح الاسواق".
من جهته، رفض كليغ صباح الاحد الالتزام بموعد محدد مكتفيا بالاشارة الى رغبته في "اداء دور بناء في هذه الاوقات التي تشهد تقلبات اقتصادية كبيرة".
وحددت المهلة القصوى للتوصل الى اتفاق في 25 ايار/مايو، وفي هذا الموعد تطرح الملكة برنامج الحكومة الجديدة التي يتم تقليديا التصويت على منحها الثقة.
في هذا الوقت، يبقى مصير رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون معلقا. وهو كان ابدى الجمعة استعداده للحوار مع الديموقراطيين الاحرار في حال فشلت محادثاتهم مع المحافظين. كما اجرى براون السبت، بناء لطلبه، اجتماعا مع نيك كليغ. الا ان هذا اللقاء لن يحول دون تقارب الحزب مع المحافظين حيث اكد متحدث باسم الحزب ان "الديموقراطيين الاحرار سيواصلون المقاربة التي ارادها نيك كليغ".
ويرى عدد من المحللين ان الاتفاق بين المحافظين والديموقراطيين الاحرار يجب ان لا يتحول الى ائتلاف وانما الاقتصار على تحالف آني. في حين يرى ديموقراطيون احرار ان "زواجا" بين المحافظين وحزبهم يبدو مخالفا للطبيعة. فالحزب الوسطي يميل اكثر الى اليسار ونقاط الاختلاف كثيرة وفعلية مع المحافظين ولا سيما في مجال اصلاح قانون الانتخاب الذي يصفه الديموقراطيون الاحرار بالجائر.
ويطالب الديموقراطيون الاحرار بالنسبية بدلا من نظام الغالبية الاحادية القائم بينما يقترح المحافظون البحث في الموضوع. وقد يكون عرض حزب العمال اكثر اغراء بالنسبة الى الديموقراطيين الاحرار حيث وعدهم براون باستفتاء حول اصلاح النظام الانتخابي.
وقال النائب في حزب الديموقراطيين الاحرار سايمن هيوز، وهو احد الوجوه اليسارية في الحزب، ان المحافظين "ليسوا تقدميين"، متابعا ان "نجاح المفاوضات ليس مضمونا.. واذا فشلت يجب اللجوء الى خيارات اخرى"، مشيرا الى "امكانية" التفاهم مع حزب العمال.
وجاءت رسالة داخلية لحزب المحافظين لتوسع الهوة مع الديموقراطيين الاحرار بشان نقطة حساسة اخرى: وهي اوروبا. فالوثيقة التي حصلت صحيفة اوبزرفر على نسخة منها تدعو الى التشدد حيال الاتحاد الاوروبي، وتكرر التأكيد على عدم التخلي "ابدا" عن الجنيه لمصلحة اليورو. في حين يضع الديموقراطيون الاحرار هذا الخيار (اعتماد اليورو) هدفا لهم "على المدى البعيد".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى