أخبار البلد

حلبي يتساءل هل من مترو لنا؟ باصات النقل الداخلي في حلب تنافس سيارات الأجرة!

غيرت باصات النقل الداخلي الجديدة التي دخلت الخدمة في الشهر الأخير على بعض خطوط مدينة حلب الاعتقاد النمطي السائد بأنها ليست أهلاً لتقوم بهذه المهمة بعد نحو ثلاثة عقود قضتها في شوارع المدينة تاركة قصصاً ونوادر وانطباعات غير إيجابية لمستخدميها.

ووجدت الباصات الصينية الحديثة، والتي قد تغيّر انطباع المتسوقين عن جودة البضاعة الصينية، مناصرين في صفوف الركاب الذين عزفوا عن سيارات الأجرة واستقلوا وسيلة نقلهم المفضلة آملين بأن تعمم التجربة على باقي الخطوط التي يشتغل على بعضها باصات هرمة كما هي حال باصات الدائري الجنوبي والتي لم تلق رضا واستحسان الطوابير المنتظرة قدومها.
المثير في القصة انتظام مواعيد قدوم الباصات الجديدة بخلاف العادة التي درجت عليها، وغالباً لا يضطر قاطنو حي سيف الدولة إلى الانتظار طويلاً عند مواقف الباصات قبل قدومها، الأمر الذي خفف من عدد الركاب الواقفين داخلها، وهي وفّرت مقاعد مريحة ولائقة لهم أغنتهم عن مقاعد السرافيس المحشورة والتي راحت أعدادها تتناقص تدريجياً ضمن خطة للاستغناء عن خدماتهاً «الجليلة» نهائياً. «لماذا لم يتدخل من قبل المعنيون عن النقل الداخلي لإيجاد مثل هذه الحلول عبر باصات جديدة توفر الراحة والأمان للركاب،
وهل مستثمرو القطاع الخاص أفضل من تولي القطاع العام لمهام توفير وسائط النقل داخل المدن، ومتى سننتهي من حل أزمة النقل عبر المترو الذي لم تجرَ إلى الآن أي دراسة في حلب لتنفيذه كما هو الحال في العاصمة دمشق»، يتساءل أحد ركاب باصات حلب الجديدة التي عهدت إلى أحد مستثمري القطاع الخاص. سائقو التكسي أكثر المتضررين من العملية، إذ تعتمد دخول هؤلاء ركاب خطين رئيسيين هما حلب الجديدة المتسعة بمساحة رقعتها الجغرافية وسيف الدولة التي تضم سوقاً تجارية يقصدها المتسوقون من أحياء المدينة المختلفة، ولسوء حظ السائقين سيّرت الباصات الحديثة على الخطين ليخسروا زبائنهم التقليديين وخصوصاً في فترة المساء.
«لم اعد أقصد سيف الدولة إلا بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً وقت توقف حركة الباصات، وبالتالي، تناقصت أعداد الركاب الذين كنت أقلهم في رحلتي الذهاب والإياب من وإلى الحي وانخفض دخلي بمقدار الربع»، يقول أحد سائقي التكسي الذي كشف عن مخاوف زملائه في المهنة من أن تعميم الفكرة على بقية خطوط المدينة المزدحمة «فيخسر نحو مليون مواطن مصدر رزقهم من عمل التكسي في المدينة وحدها»، في إشارة إلى أن مهنة قيادة تكسي الأجرة «مهنة من لا مهنة له»!.
وكانت مديرية النقل الداخلي بحلب استلمت الشهر الماضي 170 باصاً صينياً دفعة أولى لتدخل الخدمة محل باصات النقل في خطوط محددة مستهدفة تنفيذ خطة بإخراج السرافيس من الخدمة لتقليل الازدحام والضغط الذي تعانيه محاور المدينة وشوارعها الرئيسة جراء ازدياد عدد المركبات في المحافظة والبالغ عددها 267 ألف آلية، تستحوذ المدينة على معظمها الذي يصنف كوسائط نقل.

بواسطة
سي _السيد
المصدر
الوطن السورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى