سياسية

رئيسا الوزراء الهندي والباكستاني يجريان محادثات مباشرة في بوتان

اجرى رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ مع نظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني الخميس في بوتان محادثات مباشرة ما انعش الامال بتحريك محادثات السلام المجمدة بين الجارين اللدودين.
وعلى الرغم من ضعف التوقعات بتحقيق اختراق ملموس، فان مجرد جلوس الزعيمين وجها لوجه يشكل خطوة الى الامام على طريق تحريك العلاقات المجمدة بين البلدين منذ اعتداءات بومباي في 2008.
والتقى سينغ وجيلاني على هامش قمة جنوب آسيا المنعقدة في تيمبو عاصمة بوتان عقب مائدة غداء لقادة دول جنوب آسيا دون ان يسبق هذا اللقاء اي اعلان عن جدول اعمال.
واوقفت الهند كافة اشكال الحوار مع باكستان بعد تفجيرات بومباي 2008 التي اسفرت عن مقتل 166 شخصا على الاقل والقيت مسؤوليتها على مسلحين متمركزين في باكستان.
ورفضت الهند منذ ذلك الوقت الدعوات الباكستانية لمعاودة الحوار مشددة على ان اسلام اباد لم تبذل جهدا كافيا لمكافحة الجماعة المسلحة المتمركزة في باكستان والتي تتهمها بومباي بتنفيذ اعتداءات 2008.
ويعود اخر لقاء بين سينغ وجيلاني الى تموز/يوليو على هامش قمة عدم الانحياز في شرم الشيخ.
وكان اعقب اللقاء صدور بيان مشترك جاء فيه ان مكافحة الارهاب "لا يجب ان ترتبط" بمحادثات السلام، ما عرض سينغ للانتقاد في بلاده للتقليل من اصرار الهند على ضرورة قضاء باكستان على الجماعات المسلحة قبل معاودة الحوار.
ونتيجة لذلك، لم يتجاوز لقاء الزعيمين في واشنطن في قمة الامن النووي مطلع نيسان/ابريل مجرد المصافحة وتبادل للمجاملات.
واستؤنفت الاتصالات بين الجانبين بشكل موقت في اجتماع لمسؤولين كبار من وزاتي الخارجية في نيودلهي في شباط/فبراير.
ويقول كليم باهادور البروفسور المتقاعد في جامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي والمتخصص في الدراسات الجنوب الاسيوية ان محادثات بوتان تشكل "تطورا ايجابيا".
وقال باهادور لوكالة فرانس برس "لن نعقد امالا كبيرة، قد نتوقع ان يفتح الزعيمان الباب لمزيد من الحوار بين وزارتي الخارجية".
ويقول مراقبون ان قرار اجراء محادثات في بوتان يأتي نتيجة ضغط باقي اعضاء الرابطة الذين يشعرون ان التوترات بين الهند وباكستان غالبا ما ادت الى تعطيل جهود الرابطة لتعزيز التعاون في المنطقة.
وكان رئيس المالديف، اصغر دول الرابطة، محمد نشيد اعلن في افتتاح القمة انه "يأمل ان يتمكن الجاران من ايجاد السبل لتذليل خلافاتهما" و"المضي قدما". وتابع نشيد "انني بالطبع اشير الى الهند وباكستان. آمل ان تقود هذه القمة الى حوار اوسع بينهما".
وخاض البلدان الخصمان ثلاثة حروب من اصل اربعة منذ تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947 بسبب اقليم كشمير الذي لا تزالان تتنازعان السيادة عليه.
وتضم الرابطة افغانستان وبنغلاديش وبوتان والهند والمالديف والنيبال وباكستان وسريلانكا.
وفي تصريح لوكالة "برس تراست اوف انديا" الهندية قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي ان اصرار الهند على تأخير محادثات "بناءة قد طال امده".
وقال قريشي ان رئيس الحكومة الهندية منموهان سينغ يريد تحريك المحادثات الا ان المواقف السياسية المحلية في الهند كما في حزبه الحاكم تعرقل مساعيه.
وتابع قريشي "اعتقد انه (سينغ) صاحب نية طيبة، لديه رؤية (…) ويفهم النتائج الايجابية التي تنعكس على المنطقة في حال تطبيع العلاقات بين العضوين الكبيرين في الرابطة". وختم قريشي "ولكن يبدو ان اعضاء مجلس النواب الهندي لا يمنحه الدعم الذي يحتاجه".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى