سياسية

محللون: التهدئة مصلحة فلسطينية وإسرائيلية

اتفق محللون فلسطينيون على أن التهدئة التي أعلن عن سريانها في قطاع غزة صباح الخميس لا تشكل مطلبا فلسطينيا فحسب،
نظرا لظروف الحصار، وإنما مطلبا ومصلحة إسرائيلية أيضا نظرا للوضع الداخلي الإسرائيلي.

 
وفي الملف الداخلي أعرب هؤلاء في أحاديث منفصلة للجزيرة نت عن أملهم بأن توفر التهدئة أجواء مناسبة لإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني وإعادة الوحدة للوطن والشعب المنقسمين منذ عام كامل.
مصلحة مشتركة
المحلل السياسي الدكتور سميح شبيب، المحاضر بجامعة بيرزيت يرى أن احتياجات أمنية واقتصادية فلسطينية أملت تهدئة يراها ثمرة جهود كل الفصائل الفلسطينية "التي اجتمعت وأجمعت على ضرورة التهدئة وإخراج غزة من الحصار".
 


"
إسرائيل بأزمتها الوزارية وانتخاباتها المبكرة بحاجة لتهدئة ولغزة ساكنة "لتتفرع القوى السياسية والعسكرية والأمنية للمعركة الداخلية
"
الدكتور سميح شبيب المحاضر بجامعة بيرزيت

ويقول إن الاتفاق لم يأت رزمة واحدة بل يفصل مختلف القضايا بعضها عن بعض، "فقضية شاليط فصلت عن التهدئة، وستجري وفق عملية تبادل للأسرى الفلسطينيين", كما فصلت قضية المعابر و"ستعود للعمل وفق اتفاق 2005 ووفق ترتيبات مع الأوروبيين وليس وفق اتفاق فلسطيني مصري فقط".

 
على الجانب الآخر يعتقد شبيب أن إسرائيل بوضعها الراهن وأزمتها الوزارية ودخولها انتخابات مبكرة تجعلها الفترة القادمة بحاجة لتهدئة ولغزة ساكنة "لتتفرع القوى السياسية والعسكرية والأمنية للمعركة الداخلية".
 
وأضاف أن "إسرائيل معنية بالالتزام بالتهدئة، لأنه لا خسارة لها على الإطلاق من توقف الصواريخ والعمليات العسكرية، وفتح المعابر الاقتصادية والتحكم بها بشكل أو بآخر".
 
ويعتقد الدكتور رائد نعيرات أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يفيدان من التهدئة، لكنه يتساءل عن المستفيد الأكبر "وهذا يحتاج إلى ظهور الاتفاق النهائي خاصة في قضية تبادل الأسرى".
ولأن الحديث يدور عن "تهدئة" توقع نعيرات التزام إسرائيل بها، لكنه أضاف "من المنطقي أنه إذا لم يلتزم طرف فالطرف الآخر لن يلتزم".
 
وعن اقتصارها على غزة دون الضفة أوضح أن التهدئة حتى الآن هي مع حماس، وحماس في غزة فيما الضفة تحكمها الرئاسة الفلسطينية، والأصل أن تخضع لمجمل عملية السلام أكثر من قضية تهدئة.
واستبعد أن ترسخ التهدئة في غزة الانقسام الفلسطيني بل يرى مؤشرات على أنه "إذا استغلت بيئة التهدئة وبيئة الواقع فإن هذا قد يؤدي إلى الوحدة ودعم وتطوير الاتفاق الفلسطيني-الفلسطيني".
ويرى نعيرات المشكلة في التزام الفصائل بتهدئة حماس, فمصداقية الحركة "باتت على المحك" ليتساءل "هل ستكون قادرة على ضبط التهدئة لفترة طويلة أم لا، خاصة إذا صعدت إسرائيل من عملياتها ضد بقية الفصائل في الضفة؟


"
حماس تريد بالتهدئة تخفيف المعاناة وترتيب أوراقها والمقاومة والتفاوض مع الجانب الفلسطيني
"
مصطفى الصواف رئيس تحرير صحيفة فلسطين

ترتيب الأوضاع
بدوره يوافق مصطفى الصواف رئيس تحرير صحيفة فلسطين الصادرة في غزة المقربة من حماس بقية المحللين الرأي بأن "التهدئة مصلحة لجميع الأطراف بما فيها الطرف المصري".

ويقول إن "حماس تريد تخفيف المعاناة وترتيب أوراقها والمقاومة والتفاوض مع الجانب الفلسطيني من جهة، ومن جهة أخرى فإن لإسرائيل ما تفيده في ظل الوضع السياسي الداخلي "وربما تعتقد أن التهدئة توفر أجواء إيجابية قد تؤدي إلى إمكانية التوصل لاتفاق فلسطيني إسرائيلي يخدم مصالحها الخاصة".
 
أما عن المصلحة المصرية فقال إن الأوضاع في مصر شبه المأزومة والتوتر في غزة والحصار تؤثر كثيرا على العلاقات المصرية الفلسطينية والعربية، "لذا ترى مصر ضرورة أن يكون قطاع غزة في حالة من الهدوء وعدم إثارة القلاقل".

بواسطة
سي _السيد
المصدر
الجزيرة نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى