أخبار البلد

الطلب على الكبريت قائماً .. الفجوة 400 ألف كروز

سارعت المؤسسة العامة للصناعات الهندسية الى تبرير انخفاض مستوى التنفيذ الانتاجي لشهر كانون الثاني الماضي عن الخطة المقررة لشركاتها بشكل عام وتعليق هذه التبريرات على جملة اسباب
من بينها توقف الانتاج في شركة الكبريت لوجود مخزون كبير تعجز هذه الشركة عن تسويقه في الوقت الذي لا يجد فيه السيد وزير الصناعة مبررا او بابا للحديث عن هذه الشركة الا ويطلق النغمة التي سمعناها مرارا وتكرارا وهي ضرورة العمل على تغيير النشاط الانتاجي والاقتصادي لشركة الكبريت والاستفادة من البنى التحتية لديها طبعا دون ان يفعل شيئا لا هو ولا غيره.
ولكن المثير للانتباه هو انه وعلى الرغم من هذه (البهدلة) التي لاقتها شركة الكبريت ازاء زيادة مخزونها ما ادى الى توقفها عن الانتاج نهائيا وعلى الرغم من حملة الترويج المركزة التي تشنها كل من وزارة الصناعة ومؤسستها الهندسية بان اقطعوا املكم من هذه الشركة التي لا فائدة منها ولا طعم لها ولا لون ولا رائحة ولا امل فيها اطلاقا ويجب ازاحتها من طريق الصناعة السورية لانها معرقلة وتمتص خيرات الاخرين كما ان اي احد -بالاصل- لم يعد يتعاطى مع الكبريت .
على الرغم من ذلك كله نتفاجأ بان وزارة الاقتصاد والتجارة اعلمت هيئة تخطيط الدولة بضرورة ان تضع باعتبارها ان السوق السورية تحتاج في عام 2008 الجاري الى اربعمائة الف كروز من الكبريت وهذا يوازي تقريبا حجم انتاج شركة الكبريت فيما لو انها تعمل غير انها متوقفة عن الانتاج منذ منتصف العام .2000‏‏

من غير المعقول ان تبقى شركة- بحالها- متوقفة عن الانتاج لثماني سنوات دون ان تكون وزارة الصناعة قادرة على ان تفعل شيئا لاجلها.‏‏

ولكن .. حتى هذا التوقف صار مشكوكا في مدى صحته فقد كان بامكاننا ان نفعل شيئا ان نتحرك لاسيما وان الطلب على الكبريت ما يزال مستمرا وليس صحيحا ان احدا لم يعد يتعاطى مع هذه المادة.‏‏

وانما هناك من يتعاطى وهناك فجوة في السوق صارت واضحة من خلال تقدير وزارة الاقتصاد بان السوق يحتاج الى 400 الف كروز.‏‏

اذن المشكلة صناعية.. وليس تجارية والاكداس المكدسة من منتجات شركة الكبريت حاليا لاتباع ليس لانها غير مطلوبة وانما لانها سيئة الصنع وهي كذلك فعلا فلم ار في حياتي اسوأ من ذاك الكبريت الذي تنتجه تلك الشركة كل شيء فيه مثيرا للازعاج في الشكل وفي الاداء فعلى الرغم من ان اللوغو جميل واقصد ذلك الحصان الاسود المطبوع على الكبريت نرى بان جميع العلب التي تحمل اعواد الثقاب وتدخل في الدرج الخارجي- نراها علبا مقلوبة كما ان الاعواد غير متسقة وترى بعضها بدون كبريت او نقاط قادحة وبعضها الاخر ملوثة بالقليل من هذه النقاط فتنس نسا في الوقت الذي نجد البعض الاخير يكون عليه كميات كبيرة من هذه النقاط فما ان (نشخطها) على الطعم حتى تشتغل بقوة وتكاد ان تحدث انفجارا.‏‏

مازلنا نتذكر ذلك الكبريت جيدا والآن ما هو الحل الممكن..?‏‏

الحل ليس بتغيير النشاط اطلاقا فالسوق يحتاج الى هذه المادة وانما الحل.. بتغيير خطوط الانتاج والعمل الجاد المخلص على تصنيع نوعيات ليست مقبولة وحسب .. وانما مرغوبة.. فهناك من علب الكبريت ما هو جدير لان يكون زينة على الطاولة كالوردة اما ان نقتصر على هذا النوع من الانتاج الذي نعرفه فالافضل ان تبقى الشركة مغلقة او ان يتغير نشاطها وان لم يحصل.. فبامكانكم ان تبيعوها ايضا..!

المصدر
جريدة الثورة السورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى