سياسية

إيران تختبر بنجاح شيطان البحر

في موازاة التهديدات الغربية تجاه برنامجها النووي تكشف ايران من حين لآخر عن انتاج جديد تدعم بها ترسانتها العسكرية.
فبعد أن أعلنت ايران في مطلع الأسبوع الحالي عن افتتاح خطوط إنتاج لنوعين من الصواريخ، وإنتاج سلاح مضاد للـ"أباتشي"، سيحد من قدرات هذا النوع من المروحيات القتالية الأمريكية، كشفت عن تصنيع طائرة "شبح" جرت تجربتها بنجاح الأحد بعد فشل أجهزة الرادار في رصدها، حسب ما أوردته "سي إن إن"، لتضاف إلى الترسانة العسكرية للجمهورية الإسلامية.

وقال مساعد قائد القوات الجوية للجيش لشؤون التنسيق، عزيز نصير زادة، عن نجاح تجربة أول طائرة إيرانية دون طيار لا يكتشفها الرادار قائلا إن: "الاختبارات التي أجريت علي الطائرة تمت بنجاح تام حيث كانت وفق المعايير التي كنا نتطلع أليها وحلقت دون أن يكتشفها الرادار"، وفق وكالة "فارس" للأنباء.

وأوضح نصير زادة، أن الطائرة التي أطلق عليها "سفره ماهي" أي – "شيطان البحر"- صنعت بالاستفادة من التكنولوجيا المتطورة للغاية وسيتم إنتاجها رسمياً بعد إتمام مرحلة الأبحاث وتزويدها بالأجهزة الإلكترونية والعتاد، حسبما نقل موقع "العالم" الإيراني.

وقال مساعد قائد القوة الجوية الايرانية لشؤون التنسيق خلال مراسم تجديد ذكرى البيعة التاريخية لمنتسبي القوة الجوية للإمام الراحل الخميني، إن تحليق هذه الطائرة يعد ذروة التطور التقني في العالم الذي حصلت عليه إيران.

هذا وقد أعلنت إيران السبت عن خطوة جديدة على صعيد تعزيز وضعها العسكري، تمثلت في افتتاح خطوط إنتاج لنوعين من الصواريخ، الأول مضاد للمدرعات، في حين أن الثاني موجّه ضد المروحيات، كما لوحت بقدرة قواتها الجوية على مواجهة كل التحديات.

وجرى افتتاح الخطين برعاية وزير الدفاع، العميد أحمد وحيدي، وتحمل الصواريخ المضادة للدروع اسم "طوفان 5" أما المضادة للمروحيات فقد سميت "قائم،" ووصف وحيدي "طوفان 5" بأنه "من أحدث الصواريخ المضادة للدروع وأكثرها تطورا حيث لها القدرة في اختراق المصفحات والدبابات والمدرعات وتدميرها تماما."

وشرح وزير الدفاع أبعاد صاروخ "قائم" المضاد للمروحيات قائلا: "هذا الصاروخ شبه الثقيل الذي يتم توجيهه باستطاعته تدمير الأهداف الجوية وخاصة المروحيات الهجومية المزودة بشبه الدروع المقاومة.. وهو يطلق بأشعة ليزرية، ومن خصوصياته قدرته علة مقاومة الحرب الالكترونية وهو يطلق ذبذبات تشويش على أهداف العدو."

وأعرب وحيدي عن أمله بأن يتم تعزيز القدرة الدفاعية للقوتين الجوية والبرية من خلال الإنتاج المكثف لمثل هذه الأسلحة المتطورة، وفقاً لما نقلته وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية.

بالتزامن مع تقارير نشر الولايات المتحدة لصواريخ دفاعية في منطقة الخليج تحسباً لهجمات إيرانية، لوحت الجمهورية الإسلامية الأربعاء الماضي بقدراتها العسكرية بالإعلان عن تطوير سلاح جديد يقلص سيادة مروحيات "الأباتشي" الهجومية الأمريكية على الأجواء.

وقال مدير مؤسسة الاكتفاء الذاتي للقوات البرية لحرس الثورة، العقيد ناصر عرب بيكي، قوله إنه ينبغي للأعداء أن يدركوا بأن طائراتهم الأباتشي التي تحلق في العراق وأفغانستان لن يكون لها نفس تلك الكفاءة إذا ما هاجمت إيران.

ولم يفصح المسؤول العسكري الإيراني عن نوعية السلاح الجديد الذي كشفت عنه طهران، وسط تصاعد التوتر في المنطقة إثر الكشف عن نصب الولايات المتحدة لصواريخ دفاعية في أربع دول خليجية.

وفي خطوة أخرى نحو التصعيد وزيادة التوتر قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية ان ايران تعتزم بناء عشر منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم خلال العام الفارسي القادم. ومن المرجح ان تزيد هذه التصريحات من التوتر القائم بين طهران والغرب.

وجاء اعلان علي أكبر صالحي مساء الاحد بعد ان اصدر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد توجيهاته للمنظمة بالبدء في انتاج وقود نووي عالي التخصيب لمفاعل أبحاث.

وزاد ذلك من حدة خلاف ايران مع الغرب لكن أحمدي نجاد قال إن المفاوضات لاتزال ممكنة بشأن عرض لارسال اليورانيوم الايراني للخارج مقابل حصول ايران على وقود نووي عالي التخصيب وهو العرض الذي قدمته القوى الدولية لتهدئة مخاوف من أن الجمهورية الإسلامية تصنع قنبلة نووية.

وصرح صالحي أمس الأحد أيضا بأن إيران ستبدأ في انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة غدا الثلاثاء في وجود مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ونقل تلفزيون العالم الإيراني الناطق بالعربية عن صالحي قوله إن بلاده ستبلغ الوكالة التابعة للأمم المتحدة ومقرها فيينا رسميا بشأن هذه الخطوة في خطاب اليوم الإثنين. وأشار صالحي في وقت سباق إلى أن الانتاج سيجري في منشآة نطنز الإيرانية.

لكنه لمح أيضا الى أن الانتاج سيتوقف إذا تلقت إيران وقودا مخصبا بنسبة 20 بالمئة من الخارج. وأبدت طهران استعدادا لتبادل مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب مقابل الحصول على وقود عالي التخصيب لكنها ترغب في ادخال تعديلات على خطة صاغتها الأمم المتحدة بهذا الشأن.

وقال صالحي "ستوقف طهران عملية التخصيب الخاصة بمفاعل طهران البحثي في أي وقت تتلقى فيه الوقود اللازم له."

وأعلنت إيران في نوفمبر تشرين الثاني خططا لبناء عشر منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم في عملية توسع كبيرة لبرنامجها النووي لكنها لم تذكر إطارا زمنيا محددا لذلك. ويخشى الغرب أن يكون الهدف من وراء أنشطة إيران النووية هو صنع قنابل ذرية. وتنفي طهران هذا الاتهام.

ونقل تلفزيون العالم عن صالحي قوله "ايران ستبدأ اقامة عشرة مراكز لتخصيب اليورانيوم العام القادم."

وتبدأ السنة الفارسية الجديدة في 21 مارس آذار.

وأعرب محللون عن تشككهم في قدرة إيران المكبلة بالعقوبات وتواجه مشكلات في الحصول على المواد والمكونات من الخارج على تجهيز وتشغيل عشر منشآت جديدة.

ويمكن أن يستخدم الوقود المخصب كوقود لمحطات الطاقة النووية وإذا جرى تخصيبه بدرجة أعلى يمكن استخدامه في صنع قنابل نووية. وتخصب إيران اليورانيوم عند مستوى 3.5 بالمئة في الوقت الراهن. وتحتاج القنبلة النووية إلى وقود مخصب بنسبة 80 بالمئة أو أكثر.

المصدر
وكالات

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى