ثقافة وفن

جنون الحياة .. بقلم أنس محمد رمضان

الآن وبعد الآن اليوم وبعد اليوم ..

في الماضي والحاضر والمستقبل
بلحظاتي ودقائقي وأيامي وسنين عمري
الآن وبعد الآن
في صوري الجميلة
وكتبي القديمة
وذكرياتي المهترئة
اليوم وبعد اليوم
بولادة جديدة لأطفال البراءة
وموت كثير لأحقاد البشر
من هنا أو من هناك
أجلب معي كل الأشياء
من زوايا وطرق وأمكنة
قصصاً أشبه بالخرافية
أشبه بحياة منسية
تتراكم عبرها ضياع السنين المنسية
لحظة أو أكثر تجعلك أكثر حباً واشتياقاً
تملؤك فرحاً بالوجود الجميل
تشعرك بنفسك بحبك ودفئك
تشعرك بالقمر المنير
وضوء الشمس مع زقزقة العصافير
ونشوة عاشق أسير
بأحلام الفضاء المجنون
ساعة أو أكثر يوم أو أكبر
سنة وتجر معها سنة
ليبدأ عذاب القمر وموت الشمس
ومرض حناجر العصافير الحزينة
ليقف الجواد عن حيويته
ليسكن العالم ويقف
تتغير الألوان الزاهية وتصبح
بلون أسود دامي
الوقت وأي وقت مر بسرعة
سحب معه كل العمر
دون أن يشعر أحد
مستاء أو ندمان أو أفظع
لم يعد أي شيء أروع
كل شيء رحل حتى الابتسامة البريئة
التي أخفتها أنياب شرسة
الدفء أصبح برداً قارص العظام تزعزعت
العقل توقف عن التفكير
الحب أعمى بصير ليشعر بكبره المستثير
إنه ضياع…
تصميم أو أكثر من قوة تصميم
كان يريد أن يبدأ في لملمة ذاته المبعثرة
صدمة وصدمتين جعلته ينهار
عندما أدرك نفسه
الآن وبعد الآن أنه خسر جولة
أي جولة حتى تلك… لا يوجد غيرها
وقتها وقف… أصبح يتأمل
أبعد… أو أبعد من ذلك…
ليشخص نظره ويقع على وجهه
وبعد أن صحى
أوهم نفسه أنه كان في حلم
أو كابوس أو حلم شيطاني
لكن للأسف
أصبح يلمس يديه النحيفتين
ركض إلى المرآة ليجد وجهه المتجعد
فأدرك أنه لا زال في حقيقة
أصبح يبحث عن أثر يتركه
بعد موته لعله يُحسب له أنه فعل شيئاً
أصبح يبحث عن شيء يتركه
لم يجد سوى عبارات لخص حياته فيها
ليضيفها إلى جبال الشتات
ليطفي بها آخر الكلمات
وتنهي حياته قبل الممات
ليقول: (عجوزاً ستموت إذا أحببت)
(الحياة جميلة للحظات وقاتلة فما تبقى)
(والركون في الحياة يصنع منك عاجزاً) 

حلب 18/1/2008م

بواسطة
أنس محمد رمضان
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى