علوم وتقنيات

نهاية العالم و يوم القيامة أخبار هزت العالم فهل من حقائق

أوشك عام 2012 على الاقتراب والضجة الإعلامية التي أثارتها العديد من الكتب والتكهنات و المقالات الصحفية حول سيناريوهات نهاية العالم ما زالت تأخذ زخماً قوياً بين الناس ..

ولعل عرض فيلم يتناول تلك الكارثة العالمية المرتقبة يحمل عنوان 2012 ومن إخراج " رونالد إميريتش " سيصل بتلك الضجة إلى ذروتها القصوى إعلامياً , فمن السهل إشاعة الرعب والقلق من المستقبل ولكن يبقى من الصعب إعادة الطمأنينة إلى القلوب ..

إن لم تكن على الإيمان أو الدراية الكافية بحقيقة تلك المزاعم , و من الجدير بالذكر أن فكرة فيلم 2012 لم تكن أصلاً موضوعة لعام 2012 فيمكن أن تحدث في عام 1995 أو في عام 2013 , إلا أن الضجة حول عام 2012 أعطت الفيلم عاملاً ترويجياً ضخماً , و لأن شعب المايا القديم الذي برع في الفلك تكهن بنهاية العالم في 21 ديسمبر من عام 2012 فتقويمهم الفلكي ينتهي عند ذلك التاريخ ..

ونتساءل بهذا الخصوص ..؟

هل سنشهد خلال العامين القادمين تغييرات تتجاوز الإعلام المرئي والمسموع والمقروء فتطال أيضاً المؤسسات الحكومية والأمن القومي في دول العالم ؟ هل سيؤدي هذا حتماً إلى حالة هستيرية في المجتمعات مع أن ذلك الاحتمال مستبعد أو غير وارد حالياً خصوصاً مع عدم توفر إشارات توحي بالخطر القادم على كوكب الأرض ، لكن الحال سيتغير مع ورود إشارة تحذير ما , والخطر هو إساءة تفسيرها من قبل البعض بحيث تأخذ منحى هستيري يوتر العلاقات ويهوي بالاقتصاد العالمي بشكل أسوأ مما هو عليه الآن , وقد تكون إشارة التحذير تلك مذنباً يتجه نحو الأرض بسرعة هائلة أو تفاعلات جاذبية ناتجة عن حركات الكواكب قد تؤثر على حركة الأرض حول الشمس أو حول محورها مما يسبب كوارث بيئية عظيمة على الرغم من أن وكالة الفضاء الأمريكية تنظر إلى الأمر على أنه خرافة وسط عدم وجود مؤشرات إلى أخطار كارثية ..

مزيد من الكتب القادمة ..

بغض النظر عن ما سيأتي إلينا به عام 2012 كتفجر البراكين أو الفيضانات العملاقة , فأنه بلا شك سيأتي بفيض كبير من الكتب القادمة فالكثير من الكتب التي تتناول نهاية العالم أو يوم القيامة ما زالت تطبع حتى هذه اللحظة ، ولا نغالي إن قلنا أنها بالآلاف ..

وفيما يميل بعض الكتاب وخبراء عام 2012 إلى التنويع في سيناريوهات الكارثة فإن البعض الآخر يرى أن عام 2012 لن يجلب معه الكارثة فقط بل أيضاً حقبة جديدة من حالة الانسجام والانصهار العالمي التي توقع حدوثها سابقاً في عام 1987 على أمل انتهاء الحرب الباردة أو الصراعات في العالم ، ويبدو الآن أن كل من يمتلك رأياً عن 2012 ولوحة مفاتيح أمام حاسبه يريد الانتفاع المادي من تلك الضجة ..

ومن سيكون من المثير للاهتمام رؤية عدد كبير من الكتب معروضة للبيع في موقع ( Amazon.com ) الشهير بدءاً من الأول من يناير عام 2013 , ولكن من الجدير بالذكر أن شعب المايا لم يقولوا أبدأ أن العالم سينتهي مع عام 2012 وأثار ذلك استياء خلفاء شعب المايا الحاليون عندما علموا كيف تحولت ثقافتهم القديمة إلى مادة شعبية تستهلكها حملات الترويج الهولويودية , يقول " جون ميجر جنكينز " الدارس لحضارة شعب المايا ومؤلف رواية " قصة عام 2012 " أن : " عندما بدأ فيروس عام 2012 يلتهم الصحافة الواسعة الانتشار وبدأ ظهور المزيد من الكتب الأخرى كان المؤلفون ومعهم الإعلام يجعلون من موضوع 2012 يتخذ مناح غريبة بعيدة عن واقع الأمر " إن صلة عام 2012 مع شعب المايا ليست خبراً ملفقاً بل إن تقويمهم ينتهي عند 2012 , فشعب المايا لا يختلف عن شعوب الأرض الأخرى من حيث أنه بنى حضارة عظيمة ولكن في نفس الوقت لا يوجد سبب عملي لدينا يجعلنا نفترض بأن تقويم المايا أكثر التقويمات الكونية دقة أو أنه أفضل من مئات التقاويم التي أتت بها حضارات البشر المتلاحقة عبر التاريخ ..

لماذا هذا التركيز حول المايا ؟

يكمن السبب في أن جماعات New Age تعاطفت مع تقويم المايا (عوضاً من التقويم الهندوسي مثلاً ) لأنه يتطابق مع أفكارهم عن حكمة قديمة اسمها " البدائي النبيل " وهو اعتقاد بأن الحضارات القديمة ( مثل الفراعنة وشعب المايا ) كانوا متقدمين جداً وهي فكرة يجدونها مثيرة إضافة إلى الفكرة التي جذبتهم وفحواها " أن المايا الغامضون علموا بنهاية العالم قبل ألف سنة " ..

كوكب نيبيرو – سيناريو آخر ..

ظهر أيضاً عدد من الأخبار تربط عام 2012 مع كوكب " نيبيرو " ( كوكب غير موجود ويعتقد بأن السومريين القدماء اكتشفوه ) وحسب تلك الأخبار فإن " نيبيرو " سيضرب الأرض ويحدث دماراً هائلاً فيها ويؤدي إلى عكس قطبي الأرض , واتهمت وكالة الفضاء الأمريكية NASA بأنها تخفي حقيقة وجود " نيبيرو " لمنع ظهور حالة هلع جماعي عالمي ( تلك الفكرة واردة في فيلم 2012 ) ، وأخيراً نقول بأن نهاية العالم تحدث وتنتهي لكن نظريات المؤامرة لا تموت أبداً ..

بواسطة
رانيا كيالي
المصدر
زهرة سورية / حلب

مقالات ذات صلة

‫10 تعليقات

  1. يعطيكي ألف عافية يا مراسلتنا الغالية , شكرا لزهرة سورية اللي عم تفرجينا هيك مراسلين حلوين …
    بس بتمنى الاستمرار ونحو الأفضل …

  2. ياريت يكون نهاية العالم لأنه ما وصل اليه الناس اليوم من جشع وكره قد محى معاني الانسانوالله وحده ادرى بموعدها

  3. إن كل ما يكتب عن نهاية العالم واقتراب يوم القيامة كله تكهنات و أكاذيب يبتدعونها للحصول على المال و الشهرة ونحن امة الاسلام نؤمن فقط بما جاء به نبينا ذو الخلق العظيم عليه افضل الصلاة وازكى التسليم و على اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين اشراط الساعة التي جاءت من القران و من السنة

زر الذهاب إلى الأعلى