تحقيقات

شخص يصاب بأرق وأخر يتعلم العزف على جرة الغاز .. بقلم جمال دهان

تزامناً مع الانفتاح الكبير والسريع الذي تشهده سورية ومع زمن التكنولوجيا والعلوم الأخرى المتطورة وما يحدث من تغيرات كثيرة نحو الأفضل تشمل جميع المجالات ..

يبدو أن هذا التطور والتغير لم يصل إلى الظاهرة التي سوف أتحدث عنها أو يمكن أن أقول أن هذا التغيير لم يستطيع أن يغير شيء في هذه الظاهرة المزعجة لأكثر المجتمع , والمفيدة لعدد محدود أو بالأخص لشخص الذي يمارسها ..

سوف لن أطيل في المقدمة ولأبتعد عن أسلوب التشويق سوف أدخل في الموضوع من خلال استطلاع أراء وبعد تحقيق وتمعن في هذه الظاهرة التي يمكن أن تسمى ظاهرة الإزعاج المتواصل ..

وهي قيام الكثير من البائعين المتجولين في العربات مختلفة الأوصاف وبحسب نوعية المنتج الذي يباع , ويقومون بترديد أغنية جديدة أصدروها في ألبومهم الجديد ..

لتوضيح الموضوع ..

نجد كثير من هؤلاء البائعين يستخدمون المذياع والمزود بمضخم صوت يجعل من الصوت مزيداً من الإزعاج , نراهم يتجولون لكي يحصلوا على لقمة العيش الكريمة ولكن إضافة إلى ذلك يقومون بوظيفة إزعاج الناس من خلال الكلمات التي يرددونها من أجل البيع وهم للأسف في تزايد مستمر (مثال : مازوت للبيع , خمس كليات بالمئة .. قصاب البيع الذي يعد من التراث في الطرب الأصيل لإزعاج والتوتر الحاد .. يله عندو خبز ميكن للبيع .. غاز غاز غاز .. والكثير فهم لم يكتفوا بصنف معين فدخلوا عالم التجارة المتنقلة من أوسع أبوابه فلا توجد سلعة إلا ويقومون ببيعها ) ..

وأكثر الناس لا يعارضون هؤلاء بما يفعلون مع العلم أنه يوجد في كل المناطق محلات بيع متخصصة ببيع البضائع للناس ولكن المشكلة هي بأصوات التي تصدر عنهم وهم يقومون بتنقل من شارع إلى آخر , وهي أصوات عالية جداًَ ولا يقف الموضوع على الصوت العابر فهو ليس بمشكلة كبيرة ولكن المشكلة بالصوت المتواصل الذي يقف احد هؤلاء في الشارع الواحد لأكثر من عشرين دقيقة وهو يردد بصوت العالي لتسويق البضاعة ..

وهذا النوع من طريقة البيع يسبب مشاكل للإزعاج والعصب من هذا الصوت العالي ومضخم , وقد توجهنا إلى بعض الناس الذين تؤثر بهم هذه الأصوات تأثير مباشر بغض النظر عن المشاكل التي يقومون بها أثناء بيعهم المتنقل في الحارات التي لا يحترمون وكان لنا هذه الحوارات .. 

السيد صبحي وهو موظف في أحد الدوائر الحكومية قال ..

أنا أدخل إلى منزلي بعد العصر لكي ارتاح قليلاً وأنعم ببعض الهدوء بأخذ القيلولة التي كنت معدات عليها وسرعان ما الغيتها بسبب البائعين الذين يمارسون التوتر المزعج لي أثناء نومي ولا أستطيع أن أنام خمس دقائق بهدوء …

الطالب مصطفى قال ..

لقد حفظت تقريباً المواعيد التي يمرون بها من الشارع الذي اسكن به , فوضعت برنامج استراحتي الدراسية أثناء وقوفهم تحت المنزل والقيام بعملية البيع التي يمارسونها , مع العلم إني تكلمت مع بعضهم بخصوص هذا الموضوع أثناء فحصي لأنهم كانوا جداً مزعجين بالنسبة لي , وقلت لهم بيعوا ولكن بدون صوت مرتفع أو صوت واحد يكفي أن يسمع جميع الحارات المجاورة بقدومك , ولكنهم كان يقولون حاضر ( تكرم عينك ) لا تؤاخذني وفي اليوم الثاني لا حياة لمن تنادي ..

السيدة هدى ..

لم يكونوا يزعجوني ولكنهم كانوا يزعجوا أطفالي أثناء نومهم وكانوا يسببون لهم حالة من الرعب فأنهم ليسوا واحد أو اثنان هم مجموعة كل يوم تزداد .. 

السيد انس  ..

 لقد وصلت الى مرحلة  تقربيا ً تصل الى الجنون من هذه الأصوات المزعجة .

رأي مختص في علم النفس سليم استانبولي قال ..

بعض هذه الأصوات ربما تسبب لبعض الأشخاص حالة من الأرق التي تتطلب علاج , وبعضهم تسبب له إزعاج بسيط ولكنه غير مقبول بالنسبة له فيحاول أن يتخلص منه بإزعاج أكبر بالنسبة له كالقيام بالتشغيل الموسيقى بصوت مرتفع ..

وأشخاص ينسجمون مع هذه الأصوات ولا تسبب لهم أي نوع من أنواع التوتر أو الإزعاج , ويوجد من البعض من يتأقلم مع هذه الظاهرة وتصبح له شيء طبيعي , وفي النهاية بعد ما اكتشف أنه لا سبيل إلى حل هذه المشكلة فرضيا بما هو عليه ..

و يرجع الموضوع إلى طبيعة كل شخص في استقبال مثل هذه الأمور وكيفية التعامل معها فنجد في البعض أنه مهما كانت الحركة أو الصوت وهو نائم عالية , فلا يقوم برد فعل ولا يشعر بها , والبعض الأخر من أي حركة أو صوت منخفض ربما قد تسبب له الإزعاج ..

في النهاية بالنسبة لصوت الذي يصدره هؤلاء البائعين أعتقد هو صوت لا يمكن لأي شخص إلا ويشعر به ويوثر به , ولو إلى حد بعيد , لأنه مختلف تماماً عن صوت الموسيقى المرتفعة , أو أي شيء أخر وخصوصاً من خلال استخدام المذياع , فهذه الأصوات غير مألوفة وأن أصبحت الآن مألوفة لدى معظم الناس ..

في نهاية الأمر يجب أخذ الإجراءات والتدابير اللازمة للتقليل من هذه الظاهرة المنتشرة بكثرة , لكي نحافظ على جمال مدينتنا من ناحية الشكل الغير حضاري ومن ناحية الأصوات فالمشكلة ليست مشكلة صوت وحسب , وإنما مشكلة مزدوجة فهي ظاهرة غير جيدة وتقلل من المظاهر الحضارية للبلد ..

بواسطة
محمد جمال دهان
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. فعلا ظاهرة جدا مزعجة يرجى حلها لانها تشوه مظهر البلد
    وشكرا لكاتب المقالة لانه فعلا موضوع مهم ومثير للجدل

  2. بالفعل ظاهرة جدا مزعجة وموضوع مهم ومثير للجدل نتمنى اجاد الحل للحد من هذه الظاهرة وشكرا لاستاذ الصحفي جمال على هذا الموضوع الذي يتجذر في صلب يوميات حياتنا .

  3. الزميل جمال حبيبي لفته حلوة منك على الموضوع اللي ذكرتو هي حاله تعيسة نعيشها من بياع البندورة لبياع الغاز والكل بيعمل اذاعة لحالو ولازم نسمع المواهب حتى مايقولو منقتل الابداع ممكن يتخرج مطرب او منشد او موسيقي من عملو المتواصل واكيد لمى منسمع هيك الحان ننحن مننطرب ليه لأ الحان طازجة بنكهات متعددة اللي عنا منو مفقود ببلاد تانية هيك بيكون عندنا تطورهههههههههه سلام

زر الذهاب إلى الأعلى