صدى الناس

حق الطريق .. حق الجار .. أين ثقافة النظافة ..؟

إن كنت عابراً في شارع ما، وسمعت دويّاً أعقبه تناثر القمامة ، وفضلات البيوت، تتمدد على مساحة كبيرة في طول الشارع وعرضه فلا تفزع ..

فذلك مردّه إلى أنّ إحدى السيدات الفاضلات ممن يسكن الطوابق العليا تمارس هوايتها المفضلة وهي أن تجمع فضلات بيتها ونفاياته،وتضعها في كيس أسود كبير دون أن تحكم إغلاقه ثم تصطحب صغيرها المدلل إلى الشرفة تأخذ وضع الاستعداد تلوح بالكيس في الهواء مرات عدة ثم تلقيه في وسط الشارع دون أن تكلّف نفسها عناء النظر إلى من يمر في الشارع فالسيدة على عجل من أمرها والوقت لا يساعدها على جمع فضلات بيتها وإيداعها في الحاوية المجاورة لبيتها , فما عليها إذاً سوى أن تختصر الوقت والجهد وتلغي من قاموسها حق الجار وحق الطريق .. 

وإن كان بيتها خالياً من شرفة تشرف على الشارع العام تأتي إلى نافذة مطبخها وترمي ما بيدها إلى حديقة جارها الذي يسكن في الطابق الأرضي فعلى الجار أن يتحمل جاره وإن كان غير مهذّب أو مسؤول عما يقترفه بحق جاره لذلك إن وقعت قمامة جيرانك على حديقتك أو غسيلك المنشور أو وقعت على رأسك أو بالقرب منك فإياك أن ترفع رأسك وتزعج جارك غير المهذّب بالصراخ والشتائم أو حتى بالاعتراض على ما يبدر من ساكني الطوابق العليا فالمرأة التي رمت كانت غافلة وإن كان طفلاً فهو صغير لا يعرف حق الجار وإن كان صاحب البيت فهو على عجل من أمره.. ولذلك ما عليك سوى أن تلوذ بالصمت وإلا فكيف يتسنى للذباب والحشرات والزواحف والكلاب والقطط الشاردة أن تجد طعاماً دون مشقة وكيف يتسنى للأوبئة والأمراض أن تنتشر ثم ألا تؤدي النظافة إلى قطع أرزاق الأطباء والصيادلة ويتوقف عمل عمال التنظيفات وحرمانهم من رواتبهم، وإن كنت جاهلاً بوسائل تشويه حيّك فإليك بعض الأمثلة ..

قام مجلس المدينة مشكوراً بتركيب عدد من السلال المعدنية على أعمدة الكهرباء في شوارع المدينة وبعض أحيائها لاسيما الشوارع التي تستقطب الناس من هواة المشي كشارع خالد بن الوليد الذي إن مررت به لوجدت معظم هذه السلال مرمية على الأرصفة  ..

وإن وجدت سلّة سليمة وجدتها فارغة بينما أكياس الفضلات تجمعت حول عمود الكهرباء حتى الحاويات الكبيرة لم تسلم من العبث والاستهتار لاسيما بعد أن أصبحت مورد رزق لبعض الشباب الذين يقلبون محتوياتها رأساً على عقب ويرمون محتوياتها على أطراف الحاوية دون رادع تربوي أو أخلاقي ..

إن العبث بالقمامة وعدم احترام الجار وحق الطريق مظهر غير حضاري لأنه يمسّ سلوكنا وأخلاقنا وتربيتنا وهذا ما يستدعي الاهتمام بثقافة النظافة العامة والخاصة هذه الثقافة يجب أن تبدأ مراحلها الأولى في البيت وذلك عن طريق تعزيز ثقافة العيب في الأبناء عندما ترمي فضلات منزلها أمامهم على الجيران أو في وسط الشارع ثم تبدأ بتنمية غريزة السلوك الحميد الذي يقوم على احترام الذات والآخر. 

وفي هذا المقام أتساءل .. 

لماذا اختفت كلمة « عيب » من آباء وأمهات هذا الزمن , هذه الكلمة التي كنا نسمعها إزاء أي تصرف غير تربوي أو أخلاقي ؟
 ثم يأتي دور المدرسة في تعزيز هذه الثقافة من خلال توجيهات المربين التي تضع حداً فاصلاً بين السلوك التربوي الصحيح، والسلوك المعيب. إننا في مسيرة حياتنا لا يمكن أن نتطور إلّا إذا عرفنا كيف نقضي على مثل هذه السلوكيات الخاطئة وهذا لا يكون بفرض العقوبات على مرتكبيها وإنما بتعزيز ثقافة النظافة وسلوكها التربوي والأخلاقي. ومن هذا المنطلق فإننا نطلب من كل أب وأم،ومعلم ومعلمة أن يعززوا هذه الثقافة لأنها الوسيلة الفضلى لحياة نظيفة خالية من الأمراض والأوبئة ..

بواسطة
سونيل علي
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. شكرا كتير ا\ع الحكي بس مو بدو مين يسمع هل حكي
    اكيد الي بفوت ع نت وبيقرا وبسمع وبشوف لازم يعرف العيب من غير العيب بس الحسرى على ؟؟؟؟ انت بتعرف عمين تسلم ايدك

زر الذهاب إلى الأعلى