مقالات وآراء

الاستعدادات الإسرائيلية القادمة لشن الحرب على لبنان .. بقلم هشام منور

لا تزال ( إسرائيل ) تعيش على وقع الهزيمة التي منيت بها آلتها العسكرية إبان حرب تموز عام 2006م ، فالمناورات العسكرية المكثفة التي دأبت ( إسرائيل ) على إجرائها مع حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي كان آخر (شجر العرعر) ..

والمناورات العسكرية التركية (نسر الأناضول) التي رفضت أنقرة مشاركة "إسرائيل" فيها، والمناورات مع الأردن، كلها ممارسات لا يمكن أن تفسر إلا بالاستعداد لإمكانية شن حرب عدوانية جديدة، ولكن، أين وكيف ستكون هذه الحرب المقبلة؟. 

مصادر صحفية مطلعة كشفت أن "إسرائيل" تجهز لعدوان جديد على لبنان عام 2010 لاستهداف حزب الله، وأنها بدأت في استدعاء جنود الاحتياط من الخارج. وتزامنت تلميحات وسائل الإعلام الصهيونية مع ادعاء رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال (غابي أشكنازي) أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي أن حزب الله لديه صواريخ ذات مدى 320 كيلو متراً يمكنها أن تصل إلى جنوب البلاد. 

وتعهد (أشكنازي) بشن عدوان واسع على لبنان إذا ما حاول حزب الله القيام بعمليات انتقامية ردًا على اغتيال قائده عماد مغنية، مشيرًا إلى أن صواريخ حزب الله قادرة على أن تصل إلى مفاعل ديمونا النووي في العمق الإسرائيلي. 

وقد رشح عن دوائر صنع القرار الصهيونية أن الحرب القادمة ضد حزب الله العام المقبل سوف تكون برية وحدودها صيدا (عاصمة جنوب لبنان)، وذلك بعد استخلاص العبر من حرب يوليو/ تموز 2006 والتي أثبتت فشل خيار اللجوء إلى الضربات الجوية.

وكان وزير الحرب الإسرائيلي (ايهود باراك) قد صرح بأنه سوف يزج بخمس فرق من جيشه في حرب الهدف منها القضاء على بنية "حزب الله" وإبعاده عن شمال فلسطين المحتلة، ما يعني أن الحرب ستكون برية بالدرجة الأولى، إضافة إلى الدور الذي سيلعبه سلاح الطيران ولكن عن بُعد. 

وتتيح الحرب البرية حتى صيدا تعطيل القدرة الصاروخية للحزب التي ستكون بحكم "الساقطة عسكرياً" في قبضة الاحتلال بعد الزج بجيشه والعمل على تدمير المخابئ والملاجئ المحصنة في الجنوب، كما يرى محللون عسكريون. وتهدف الحرب المقبلة إلى محاولة تأكيد إسرائيل للعالم ولحزب الله أنها قد استخلصت العبر من عدوانها الأخير على لبنان، في ظل قناعة جنرالات إسرائيل أن حزب الله ومنذ انتهاء حرب يوليو/تموز 2006 تمكن من إعادة تكوين قدرته العسكريّة، بل وتحسينها كمّاً ونوعاً، حيث قام بإدخال نوع متطور من الصواريخ المضادة للطائرات من طراز "أس- أ8"، والتي تشكل خطرًا مباشرًا وفعليًّا على الطائرات الإسرائيليّة. ووفقًا للتقديرات الإسرائيلية، يملك حزب الله اليوم أكثر من 40 ألف صاروخ بعضها قادر على الوصول إلى تل أبيب، كما أعلنت صحيفة (إسرائيل اليوم) الصهيونية.
في السياق نفسه، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن السفينة التي تم احتجازها في البحر تحمل "مئات الأطنان من الأسلحة المرسلة من إيران إلى حزب الله. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك حوالي 3000 صاروخ تم نقلها عن طريق مصر ثم إلى سوريا ليتسلمها حزب الله, في ظل تشكيك في صحة الرواية الإسرائيلية وإمكانية تهريب هذا الكم الكبير من الأسلحة دون رقابة أو متابعة. وادعى وزير الأشغال والتجارة الإسرائيلي (بنيامين بن أليعازر) أن الأسلحة التي احتجزتها "إسرائيل" كانت ستمكن حزب الله من مواصلة القتال لمدة 40 يوم على الأقل. 

وأوردت صحيفة "جيروساليم بوست" الإسرائيلية تقريراً حول الاستعدادات الإسرائيلية للحرب تضمن أن القوات الجوية الإسرائيلية كانت قد طلبت في وقت سابق خلال الصيف بعض الذخائر المشتركة للهجوم المباشر الموجهة بالليزر. ورغم عدم تحديد موعد تسليم هذه الذخائر المتطورة، فإن تسريبات توقعت أن تحصل القوات الجوية الإسرائيلية على 100 وحدة من الذخائر مصممة ليتم تركيبها على القنابل التقليدية لتحولها إلى أحد الذخائر الأكثر دقة على وجه الأرض. وأوضحت الصحيفة أن هذه الذخائر المتطورة تتفوق على الذخائر الموجهة بالنظام العالمي لتحديد المواقع (GPS) بقدرتها على التوجيه بالليزر، والتي يمكن تحريكها من قبل أفراد في الجو أو على الأرض. 

فهل تتكثف سحب الحرب في سماء لبنان وتتزايد الفبركات الإسرائيلية الاستفزازية لتبرير شن عدوان جديد على لبنان المنهك أصلاً بانقسام سياسييه وتياراته؟، وهل تكون الحرب المقبلة ساحة جديدة لكسر العظام بين "إسرائيل" والمقاومة اللبنانية؟، وهل سيعرف المشهد السياسي العربي الرسمي انقساماً جديداً حول مبررات ومشروعية الدفاع عن لبنان والمقاومة بعد أن تقاطرت التقارير الممهدة للعداون المقبل على لبنان؟!.

بواسطة
هشام منور / كاتب وباحث
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى