مقالات وآراء

قصة رجل بين امرأتين .. بقلم نزار أبو حلب

بسم الله الرحمن الرحيم : ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ,
 وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)) ..

كلنا يقدر الأم ودورها القيادي في بناء الأسرة والأم العاقلة الحكيمة تبني الأسرة بداية من الاعتناء بزوجها و أطفالها وتدبير أمورها المنزلية بالشكل الصحيح وتحضير الأبناء للمدرسة ومراقبة تصرفاتهم وتوجيههم في المسار الصحيح , وفي المساء تجهز نفسها لتكون جميلة تسر عين زوجها تسامره وتعاشره حباً واحتراما وتعطي لأولادها الحنان و الدفء ..

وهنا وجب علينا أن نقف أمام أمهاتنا وأن نقدم لهم تحية إكبار وإجلال في مقالتنا هذه نستعرض طبيعة العلاقة بين الحماة و الكنه ..

من هو الزوج ..

شاب اكتملت صفات الرجولة فيه وامتلك مؤهلات تخوله ليكون رب أسرة ..

من هي الزوجة ..

فتات اكتملت أنوثتها وعاطفتها ورغبة منها بأن تكون ملكة على عرش مملكتها أم تعطي الحنان لولدها والدفء
لزوجها ، إنها المرأة الأكثر عطاءً ..

من هي الحماة ..

هي أم الزوج حملت و وضعت وليدها وأعطته الحب و الحنان و الرعاية وبذلت الغالي و النفيس لأجل ولدها لتراه
شمعة ينير ظلام الليالي التي سهرت لأجل رعايته وشفائه إن ألمّ به مرض ، ولكن مشيئة الله في الكون انه من كانت في يوم من الأيام كنه ستصبح حماه هذا هو الدهر يوم لك ويوم عليك ..

ومن هنا ننطلق لرصد طبيعة العلاقة بين المرأتين الكنه و الحماة في مجتمعنا العربي و الشرقي هناك ارتباط في العلاقات الأسرية ودائما نسمع همسات وشكوى من الكنه على الحماة ..

لماذا دائما هذه العلاقة المشحون ؟ هل هي الغيرة ؟ أم حب التملك الفردي؟

أجد أن من أهم الأسباب لعدم الفهم طبيعة العلاقة بين المرأتين يعود إلى التربية المنزلية منها هناك أحاديث بين النساء ضمن مجموعة العلاقات الأسرية كل واحدة من النساء تتناول بحديثها عن حماتها بسرد يغطي الناحية السلبية ويتم إغفال النواحي الإيجابية وبين هؤلاء النساء بنات يسمعون هذه الأحاديث وهم من سيكونون في يوم من الأيام زوجات , كل واحدة منتهم تسمع هذا السرد السلبي وتسجله في ديوانها الفكري ، مأساة كل واحدة مع حماتها ، تكبر الفتاة , وتصبح مؤهلة للزواج وتقوم بتجهيز خططها الدفاعية الإستراتيجية لحياتها إن تزوجت ماذا عليها أن تفعل لتفادي ..

مصائب حماتها ، هل تقوم بالحيلة عليها ؟ أو بإغاظتها ؟ أو بأي شيء ممكن أن تختاره مناسباً كأن الحماة عدوا  يتربص بها أو فيروس عليها اجتنابها ، هذه موروثات الجهل التي يتم اختزانها في مستودعات الفكر الشرقي , إذا الكنه ذات الشخصية الضعيفة ثقتها بنفسها مهزوزة تشك في ولاء زوجها هل هو لها فقط أم ما يمليه عليها  هو من تأثير والدته إذا عليها العمل على زرع الفتنة بين الزوج و والدته على أساس أن والدته هي أو وجودها  سبب المشاكل بينهما وإن كان لابد من وجودها عليها أن تكون قطعة أثرية في البيت وأي تفوه منها يسجل عليها  , وفي بعض الحالات تكون فيها الحماة صاحبة النفوذ المعنوي و المادي في الأسرة ، وفي هذه الحالة من الطبيعي أن تغير الكنه إستراتيجية الحرب في استعمال ذكائها للعب بعواطف حماتها لكسب ثقتها خوفاً من جبروتها ولكن ضمنياً تعيش في قهر ، ولكن بقراره نفسها تردد الصبر طيب ، تحسب لها ألف حساب لكي لا تطلق وتعمل هذه الكنه على أن ينظر إليها إنها ذلك الحمل الوديع و الضحية البريئة التي لا حول لها ولا قوة ، وفي حال أخرى تستعمل الكنه ذكائها لكسب رضا حماتها من أجل الحصول على أكبر مبلغ ما من ثروتها ، تتظاهر أنها الابنة الصالحة لها وتتفانى في رعايتها ، وإن كانت الزوجة لا تحسن التصرف مع هذه النوعية من الحماة فإن مصيرها الطلاق و العودة إلى أهلها ..

وهي تحمل الثل القائل (( أهلك اللي ربوكي ما راحوا وخلوكي )) وغالبية هذه الحالات تحدث نتيجة عدم إدراك الكنه إلى حقيقة التعامل مع حماتها في هذه الحالات جميعا تجد الزوج محتارا هل .. ((أمه ظالمة أم مظلومة )) ..

إطاعة الزوج لوالدته هو لكسب رضاها وعربون وفاء للأم التي حملته و أرضعته إلى أن أصبح زوجا أخذ من روحها حناناً وكانت له أم وخادمة اعتنت به حملت همومه لبناء مستقبله وكم بكت وتضرعت إلى الله لشفائه من مرضه إلا يحق لها قبض ثمن تعبها و حبها هو أن يكون نعم الولد الوفي لشقاء وتعب والدته وعليه أن يدفع الثمن حبا وكرامة منه طاعة لوالديه ، ومن النساء من يسال هل الطاعة هي حجة له لكي يظلمها هكذا تفكر معظم الزوجات أقول لهم لا …

الأمر مختلف تماماً هي الغيرة ، غيرة الزوجة من حماتها وغيرة الحماية من كنتها هو لسبب الرئيسي في تردي العلاقات بين المرأتين فعندما يقوم الزوج بأي تصرف تتهمه الزوجة بأنه ينفذ أوامر والدته وهنا يشعر الزوج أن زوجته قد أقصت رجولته وعقله جانباً وهو منقاد كالطفل برأي والدته ويبدأ نزيف الوفاق الأسري ويصبح بحاجة
إلى معالجة نفسية لكي لا يطيح بالأسرة إلى مقبرة الطلاق ..

ومازالت الحرب مستمرة و للقصة تتمة ..

بواسطة
نزار أبو حلب
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى