الرئيس السوري

كلمة الرفيق الدكتور بشار الأسد بتاريخ21/6/2000

جاء هذا المؤتمر بغياب أهم رموز الحزب وقادته الأمين العام للحزب القائد الخالد حافظ الأسد الذي انتقل إلى جوار ربه في العاشر من شهر حزيران عام 2000 ، غير أن حضور القائد الراحل كان وسيبقى موجودا في جميع مؤتمرات الحزب بفكره وقيمه ونضاله وحكمته وشجاعته ..

وضمن أعمال المؤتمر ألقى الرفيق الدكتور بشار الأسد كلمة قال فيها ..

أيها الرفاق ..

إن حزبنا العظيم الذي كان دوماً طليعة المناضلين وقلعة التحرير الحصينة سيبقى في هذا الوطن منيعاً صامداً مجيداً وسيتنامى أكثر فأكثر وسيكون عماد أي استقرار ومحور أي تغيير أو إنجاز وسيظل حزبنا أميناً لقيـم البعثي الأول القائد حافظ الأسد ..

إنني ابن البعث ربيت في أحضانه ونهلت من فكره ونشأت في أسرة مكافحة يشـكل البعث بالنسبة لها انتماءها وفكرها وعقيدتها ومرجعيتها وسيظل البعث انتماءنا وفكرنا وعقيدتنا ومرجعيتنا .
لقد عشـت أجواء المؤتمر بكل لحظاته التاريخية منذ بدء التحضيرات لانعقاده وتابعت جلساته الغنية ونقاشاته وحواراته البناءة والتي حملت تطلعاتكم وطموحاتكم التي تمثلون بها تطلعات الشعب وطموحاته وسيكون هاجسي كما كان دائماً العمل الدءوب لتحقيق كل ما فيه مصلحة المجتمع ورفعة الوطن ..

إن مؤتمرنا يعقد في ظروف داخلية أكثر استقراراً يتوحد فيها الشعب حول نهج قائدنا الخالد الرئيس حافظ الأسد وهذه نقطة قوة بحد ذاتها لصالح الحزب والمؤتمر الذي انعقد مباشرة بعد غياب قائد الوطن الأمين العام للحزب ، هذا الغياب الذي أثبت مرة أخرى وبشكل أكثر وضوحاً ثبات هذا النهج ورسوخه بالإضافة إلى متانة مؤسسات الدولة وتماسكها ، وهذا ما نراه بأم أعيننا في كل شارع مما يبرهن على أن حزبنا قوي بمؤسساتنا ونهج قائدنا ..

فالوحدة تبدو مطلباً لدول أوربا … والألمانيتان توحدتا .. وكثير من الدول تبحث عن تكتلات اقتصادية أو سياسية مع دول أخرى قد لا تمت إليها بصلة جوهرية فالأحرى بالدول العربية التي تربطها روابط تاريخية عديدة أن تتطلع إلى تحقيـق الوحدة ولو على مراحل ، وإذا لم تتحقق حتى الآن فهي تبقى هدفاً مشروعاً ..

والحرية أصبحت هدفاً مطروحاً في كل دول العالم ولكل الشعوب أكثر من ذي قبل وتحولت إلى موضوع للمزايدة لدى الكثير من الأنظمة والأحزاب والمنظمات وهيئات أخرى مختلفة وهي تبقى موضوعاً جوهرياً في الحياة ..

أما الاشتراكية فهي مفهوم يطبقه كل مجتمع على طريقته وبالشكل الذي يحقق مصلحته ، إنها مفهوم مرن لا يمكن تحديده في قالب جامد محدد ، فهناك الاشتراكية في فرنسا وقاعدتها الشعبية هي الأقوى اليوم ، واشتراكية الصين التي تذهل العالم الغربي ، وهناك الكثير من الدول تحكمها أحزاب اشتراكية أو تلعب دوراً أساسياً في حياتها السياسية ..

إن استمرار الحزب مضمون بمقدار تلازمه مع الواقع وتماشيه مع تطوراته. ففي الجانب الفكري ثمة طروحات ترى أن حزبنا أصبح من الأحزاب التقليدية التي تجاوزها الزمن ، والملفت هنا أن بعض هذه الطروحات تسربت إلى بعض أبناء الحزب وسيطرت عليهم مجموعة من الأفكار الدخيلة التي تعتقد أن عالم اليوم خال من الأيديولوجيات التي حلت محلها المصالح الاقتصادية والتقنيات الحديثة في تحديد السياسات أو أن شعارات الحزب لا مستقبل لها … وأخذوا يرددونها دون استيعاب لمضامينها ..

وكما تعلمون فإنني من المتحمسين جداً للتطوير التكنولوجي والاقتصادي ومع ذلك فإنني أرفض هذه الفكرة بالمطلق ، وأنا تعرضت لهذه النقطة في حواراتي المختلفة مع مسؤولين وصحفيين وبخاصة الأجانب منهم والذين كانوا يبادرون في طرح مثل هذه التساؤلات وكنت أجيبهم بأن عقيدة الحزب وشعاراته اليوم ما تزال تتماشى مع العصر وتنسجم معه ..

إن السؤال الذي يطرح نفسه ويطرحه البعض … كيف ننظم علاقة الحزب بالسلطة بطريقة لا يتجاوز فيها الحزب دوره بالانغماس في تفاصيل العمل الإداري والسلطوي ولا تتجاوز فيها السلطة الإدارية وظيفتها بمحاولة الهيمنة على المؤسسة الحزبية ، وهذه العلاقة بحاجة إلى دراسة موضوعية على كافة المستويات من أجل علاقة سليمة وأكثر فاعلية للمجتمع ..

أيها الرفاق .. هنالك مهام جليلة تنتظرنا وتحديات واسعة تواجهنا وسنكون جميعاً إن شاء الله على قدر المسؤولية التاريخية للتصدي لها وسنمضي معاً بثقتكم ومحبتكم ومساندتكم في سبيل إنجاز هذه المهام وتجاوز تلك التحديات ..

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى