الجولان السوري

جامعة القلمون تنظم ملتقى حواري عن الجولان بحضور الدكتور فيصل المقداد

أقامت جامعة القلمون السورية في دير عطية ملتقى حواري مع الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري حول الجولان السوري المحتل والأطماع الصهيونية في مياه الجولان وعملية السلام وموقف الأمم المتحدة من الجولان ..

وأشار الدكتور المقداد في مداخلة بعنوان رؤية سورية حول مستقبل الجولان وعملية السلام إلى أن القرار الذي أصدره الكنيست الإسرائيلي في 14 كانون الأول عام 1981 والقاضي بضم الجولان عبر عن عدوانية إسرائيل وسعيها لهضم حقوق الشعوب .. 

وقال المقداد إن مجلس الأمن أصدر بالإجماع في 17 كانون الأول 1981 القرار 497 القاضي برفض قرار إسرائيل ضم الجولان واعتباره ملغياً وباطلاً ومن دون فعالية قانونية على الصعيد الدولي طالبا منها أن تلغي قرارها فوراً وأن الاستيلاء على الأراضي بالقوة غير مقبول بموجب ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وطلب القرار من الأمين العام تقديم تقرير إلى مجلس الأمن بشأن تطبيق هذا القرار خلال أسبوعين لكي يجتمع مجلس الأمن بصورة استثنائية في حال عدم امتثال إسرائيل للقرار للنظر في اتخاذ الإجراءات الملائمة بموجب ميثاق الأمم المتحدة مضيفا انه حتى الآن وبعد مرور 28 عاما على صدور القرار لا تزال إسرائيل تماطل في تنفيذ قرار الأمم المتحدة ولا يزال القرار على طاولة مجلس الأمن ينتظر التنفيذ ..

وأشار نائب وزير الخارجية إلى أن سورية لم تتطلع يوما إلى حل قضية الجولان بمعزل عن القضايا العربية الكبرى ولاسيما قضية فلسطين انطلاقا من أن أي حل لا يشمل جميع المسارات العربية لن يؤدي إلى السلام مؤكدا أنه لا يمكن لإسرائيل أن تحصل على السلام دون إعادة كامل الجولان المحتل وأن سورية لن تتخلى عن خياراتها القومية ودعمها للمقاومة وأن استمرار إسرائيل في احتلالها للأراضي العربية يحتم بالضرورة استمرار وجود المقاومة ..

بدوره استعرض الدكتور رياض داوودي رئيس الجامعة الافتراضية السورية المراحل التي مرت بها المفاوضات السورية الإسرائيلية والعوائق التي كانت تضعها إسرائيل أمام تقدمها وصولا إلى توقف تلك المفاوضات عام 2000 .. 

وأشار داوودي إلى إن إسرائيل تماطل في عملية السلام مؤكدا أن سورية مستمرة في سعيها لاستعادة أراضيها المحتلة والتوصل إلى السلام العادل والشامل وفق المواقف التي أعلنتها منذ بدء المفاوضات في بداية التسعينيات ..

وأوضح أن موقف سورية كان منذ الإعداد لمؤتمر مدريد هو أن يكون الموقف العربي موحدا وأن يشارك العرب بوفد واحد بهدف التوصل إلى حل شامل مؤكدا أن إسرائيل كانت تعمل على تقسيم الصف العربي بهدف الوصول إلى حلول جزئية وتأجيل بحث القضايا الأساسية على المسار الفلسطيني إلى ما بعد التوصل إلى حلول جزئية وثنائية ..

من جانبه أشار محافظ القنيطرة الدكتور رياض حجاب إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وبعد مرور 42 عاما على احتلال الجولان ما زالت ماضية في ارتكاب انتهاكاتها بحق أهلنا من سرقة للمياه وزج المقاومين في السجون وإقامة المستوطنات على أنقاض القرى والمزارع في محاولة لتزوير الحقائق والتاريخ للجولان هوية وسكانا ..

وشدد المحافظ على ضرورة طرح قضية الجولان في كل محفل وترسيخها في الذاكرة الوطنية لدى جيل الشباب من خلال عقد ملتقيات ومؤتمرات تناقش قضية الجولان إضافة إلى تفعيل دور الإعلام بشكل أكبر لإيصال معاناة أهلنا في الجولان جراء الممارسات العدوانية الإسرائيلية إلى جميع المحافل الدولية ..

وفي مداخلته خلال الملتقى أوضح الدكتور سامي المبيض أستاذ العلاقات في كلية العلاقات الدولية بجامعة القلمون أن فكرة احتلال الجولان والاستيطان اليهودي فيه تعود إلى ما قبل تبلور مشروع الصهيونية العالمية في المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في سويسرا عام 1897 حيث بدأت الأنظار الصهيونية تتجه نحو الجولان ..

واستشهد المبيض بالوثائق والمستندات المتعلقة بالصراع العربي الصهيوني والتي رفعت الرقابة البريطانية السرية عنها والتي كشفت أن أول دليل على فكرة احتلال الجولان موجود في رسالة مؤرخة في الخامس من أيار عام 1918 من يهوشع حنكين ممثل الوكالة اليهودية إلى حاييم وايزمن طالب فيها الموافقة على شراء ملايين الدونمات من الأراضي في فلسطين والجولان من أجل بدء الاستيطان اليهودي في الأراضي العربية ..

بدوره اعتبر أستاذ القانون الدولي الدكتور إبراهيم دراجي أن قضية الجولان ومواقف الأمم المتحدة تشكل حالة نموذجية لبيان خرق قواعد القانون الدولي وعجز الأمم المتحدة موضحا أن الأمم المتحدة عجزت عن منع وقوع العدوان الإسرائيلي عام 1967 وعن منع قانون الضم الإسرائيلي للجولان المحتل عام 1981 ومنع الانتهاكات الإسرائيلية من نسف وتدمير للممتلكات والاستيطان وتغيير المعالم الثقافية والاستيلاء على الأراضي ودفن النفايات النووية وزرع الألغام وسرقة المياه ومحاولة فرض الهوية وقمع الأسرى إضافة إلى تغييب وعجز المنظمة الدولية عن التواجد في عملية السلام ومؤتمر مدريد.
وأوضح دراجي أن الأمم المتحدة اكتفت بإصدار قرارات حول الجولان والاكتفاء برصد الانتهاكات وتقديم تقارير سنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في الوقت الذي كان بوسعها تفعيل الفصل السابع والجزاءات وتفعيل قواعد المسؤولية الدولية وعدم تغطية الانتهاكات الإسرائيلية سياسيا وقانونيا ..

واستعرض الباحث تيسير خلف خلال الملتقى أهمية الجولان وفق المعطيات الجغرافية السياسية والمحاولات الإسرائيلية الرامية إلى طمس هويته العربية , وأشار مدير الموارد المائية في القنيطرة عرسان عرسان في مداخلة بعنوان مياه الجولان والأطماع الإسرائيلية إلى أن إسرائيل تسرق وسطيا 600 إلى 800 مليون متر مكعب من مياه الجولان سنويا موضحا أن مجموع ما سرقته وصادرته إسرائيل من مياه الجولان منذ النصف الثاني لعام 1967 وحتى بداية عام 2007 يصل إلى 32 مليار متر مكعب ..

وأشار الأسير المحرر علي اليونس إلى تجربته في السجون الإسرائيلية والانتهاكات التي يمارسها السجان الإسرائيلي بحق الأسرى والمعتقلين العرب في السجون الإسرائيلية ولاسيما استخدامهم كحقل للتجارب العلمية لافتا إلى الظروف والأوضاع الصحية السيئة التي يعيشها الأسرى ..

حضر الملتقى رئيس جامعة القلمون وعدد من أعضاء مجلس أمنائها وعميد وأساتذة وطلاب كلية العلاقات الدولية والعلوم الدبلوماسية وعدد من الفعاليات الاجتماعية والإعلامية , ورافق الملتقى معرض للصور يتناول تاريخ وجغرافية وأوضاع الجولان إضافة إلى فضح الممارسات الإسرائيلية وإجراءاتها التعسفية بحق أهلنا في الجولان ..

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى