اقتصاديات

العولمة تدفن حلم قادة إسرائيل في رمال صحراء النقب

قضت العولمة على حلم الرواد الصهاينة الذين كانوا يريدون ازدهار صحراء النقب، حيث نقلت مصانع إلى مواقع أخرى وتأصلت البطالة وباتت المناطق الصناعية مهملة.
بعد تأسيس دولة
اسرائيل في 1948، أرسل بن غوريون عشرات آلاف المهاجرين الى هذه المنطقة الصحراوية التي تغطي نصف مساحة البلاد لإنشاء تجمعات سكنية جديدة.

لكن آخر مؤسسة للنسيج في صحراء النقب "سينتشوري ميراكل" صرفت بسبب الأزمة الاقتصادية موظفيها الأربعين واغلقت ابوابها في تشرين الاول/اكتوبر الماضي لتنتقل الى الصين.

وقال مئير بابايوف رئيس اتحاد النقابات في النقب "كانت هذه المؤسسات تشكل احد ابرز مصادر الايرادات في المنطقة لكن الرواتب المنخفضة التي تدفع في الصين والشرق الاقصى ولدى جيراننا العرب اقصتنا من لعبة المنافسة".

واضاف "انه ثمن العولمة".

وكان بن غوريون يأمل في اقامة مستوطنات يهودية في الصحراء وتخفيف الاكتظاظ من الشريط الساحلي الضيق حيث تنتشر معظم المدن الاسرائيلية.

واراد بن غوريون تشجيع هذا الامر من خلال انتقاله الى كيبوتز سدي بوكر عند اقصى جنوب صحراء النقب.

الا ان احدا لم يسر على خطاه باستثناء مهاجرين جدد فقراء نقلتهم السلطات الاسرائيلية للاقامة في مدن صغيرة "قيد التطور".

واوفاكيم الواقعة على بعد عشرين كلم غرب بئر السبع، عاصمة صحراء النقب واحدة من هذه المدن الصغيرة. وكان سكانها الـ25 الفا علقوا آمالهم على منطقة صناعية كانت مؤسسة "سينتشوري ميراكل" آخر حصن فيها.

واليوم باتت المصانع المهجورة في مهب رياح الشتاء. ويعتبر سكان اوفاكيم ان الافق مسدود.

وقال آفي ابوتبول (56 سنة) بمرارة وهو عاطل عن العمل منذ عام بعد إغلاق مصنع الملابس الذي عمل فيه لعقدين "اننا امام طريق مسدود".

وفي نهاية التسعينات كانت صناعة النسيج تؤمن حوالي 20% من الوظائف الصناعية في المنطقة بحسب دراسة لجامعة بن غوريون في بئر السبع.

وقال الاستاذ يهودا غرادوس واضع الدراسة "كانت الرواتب منخفضة لكن عندما لم يصمد هذا القطاع لم يستبدل بآخر والآن فقد السكان مصدر رزقهم".

ونسبة البطالة في اوفاكيم تقدر بـ15% اي ضعفي معدل البطالة على المستوى الوطني بحسب الأرقام الرسمية.

وأكدت وزارة تنمية صحراء النقب والجليل انها خصصت 5.5 مليون يورو لإعادة تأهيل المناطق الصناعية وإقامة مصانع حديثة ومتطورة فيها. كما خصص مبلغ قيمته مليوني يورو لإعادة توظيف العاملين.

وصرح سيلفان شالوم الذي يتولى رئاسة هذه الوزارة "يجب الا تثبط الأزمة عزيمتنا. علينا ان نعتبر صحراء النقب محرك النمو".

ويأمل شالوم في إيجاد الاف الوظائف وتشجيع مواطنيه للانتقال الى صحراء النقب مع انتشار الصناعات المتطورة، المحرك الحقيقي للاقتصاد، الذي سمح لإسرائيل بتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية العالمية.

وقال غرادوس ان هذه الجهود لم تكلل حتى الآن بالنجاح. وأضاف بنبرة متهكمة "اننا هنا بعيدون كل البعد عن كل شيء. لا توجد هنا مطاعم سوشي".

وقال بابايوف "انه ذر للرماد في العيون. يجب إعطاء أولوية لتنمية صحراء النقب. انهم يهتمون فقط ببناء مستوطنات لا فائدة منها" في الضفة الغربية معربا عن أسفه لان تكون الحكومات المتعاقبة استثمرت مليارات الدولارات للاستيطان.

المصدر
ميدل ايست اونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى