اقتصاديات

مؤتمر الشركات العائلية يتابع أعماله لليوم الثاني عن دور الحوكمة والشفافية في إدارة الشركات العائلية

تركزت مناقشات اليوم الثاني من مؤتمر الشركات العائلية المنعقد في دمشق حول الشفافية والحوكمة وعمليات الإفصاح في إدارة الشركات العائلية، وكيفية تطبيقها .
وقال عبد القادر حصرية الشريك الرئيسي لشركة إرنست أند يونغ، خلال الجلسات، ان الحوكمة تهدف بالدرجة الأولى الى تحقيق الجودة والتميز في الأداء عن طريق اختيار الأساليب المناسبة والفاعلة في تحقيق أهداف وخطط الشركة مشيراً إلى أن وجود الحوكمة يعني وجود نظم تحكم العلاقات بين الأطراف الأساسية التي تؤثر في الأداء وتقوي المؤسسة على المدى البعيد وتؤدي الى تحديد المسئول والمسئولية.

ولفت حصرية، إلى أن حوكمة الشركات تشكل موضوعاً ساخناً منذ عدة سنوات خاصة بعد الفضائح التي عاشتها الأسواق المالية في السنوات الأخيرة موضحا القواعد والضوابط التي تعتمدها الشركات المساهمة متمثلة في تحقيق الشفافية والعدالة ومنح حق مساءلة إدارة الشركة ما يحقق الحماية للمساهمين وحملة الوثائق جميعاً مع مراعاة مصالح العمل والعمال والحد من استغلال السلطة عبر المصلحة العامة بما يؤدي إلى تنمية الاستثمار وتنمية المدخرات وتعظيم الربحية.

وأضاف الشريك الرئيسي، أن قواعد الحوكمة تؤكد على أهمية الالتزام بأحكام القانون والعمل على ضمان مراجعة الأداء المالي ووجود هياكل إدارية تمكن من محاسبة الإدارة أمام المساهمين مع تكوين لجنة مراجعة من غير أعضاء مجلس الإدارة التنفيذية تكون لها مهام واختصاصات وصلاحيات عديدة لتحقيق رقابة مستقلة على التنفيذ.
وبين حصرية، جملة فوائد على مستوى الاقتصاد والمؤسسات جراء تطبيق الحوكمة أهمها وضع الاحتياطيات اللازمة التي تعمل على منع حدوث أي تأثيرات سلبية مثل “انهيارها واندثارها” تؤثر في عملها من أجل الحفاظ عليها وعلى أنشطتها انطلاقاً من الأهمية النسبية التي باتت تحتلها في الوقت الحالي وقدم حصرية، عدة توصيات أهمها إدماج هذا النوع من الشركات مع شركات كبرى عملاقة، مع الاحتفاظ بحق الملكية والتصرف الإداري ، بينما ذهب البعض إلى ضرورة تحويل تلك الشركات إلى شركات مساهمة وهو ما حدث بالفعل في بعض الدول مثل السعودية مشيراً إلى أن التجربة لم تكتمل نظراً لأن عملية التحويل إلى شركات مساهمة تتطلب تطبيق مبادئ حوكمة الشركات بما فيها معايير الإفصاح المالي والشفافية والتدقيق السليم بما يسمح بالاستمرارية إلى الجيل الثاني والثالث لافتا إلى أن الحوكمة تتيح فرص أفضل للحصول على القروض المصرفية.

من جانبه اشار ديفيد بيسترو المدير العام لمعهد Acumen Dynamics ، الى أساسيات الحوكمة في الشركات العائلية خاصة فيما يخص الاستمرار والنمو والمتمثل في بناء نظام من الهيكليات والعلاقات وتنظيمها إذا لابد من وجود سياسات تتمتع بشفافية حيث يفهم الجميع مسؤولياته وأدواره وضرورة وجود قيمة استمرارية طويلة الأمد وهي أساسية في أي نوع من الشركات العائلية بالإضافة الى ضرورة احترام القيم الاجتماعية والإنسانية خاصة عند تغير المجتمع وزيادة عدد السكان مع ضرورة التعامل بعدالة وشفافية ومسئولية داخل الشركة.

وتحدث رئيس وحدة ريادة الأعمال في المنظمة العربية للتنمية الإدارية عن التخطيط الاستراتيجي في الشركات العائلية، عن اهمية التخطيط المتوازي لتوحيد الشركة والعائلة معاً مبيناً الحاجة إلى هذا النوع من التخطيط نتيجة التعارض بين الشركة والعائلة من ناحية النمو والتطور، فكلما تتطور الشركة العائلية تتطور العائلة لافتا إلى نمط الملكية الأمر الذي يتطلب وجود تخطيط استراتيجي لان الشركة العائلية ليست مطالبة بتحقيق نتائج اقتصادية فقط بل مطالبة بتحقيق حاجات ورغبات أفراد العائلة وسمعة طيبة في المجتمع الذي تقع فيه.

وأشار إلى أن التحدي الكبير أمام عائلات وشركات الأعمال هو القدرة على التخطيط الموضوعي للمستقبل المشترك لكل من الشركة والعائلة لافتاً إلى أهمية التخطيط الفعال في الشركة العائلية من ارتباطها بتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية تتمثل بتحقيق الأداء التنظيمي للشركة والتكيف مع العلاقات العائلية المتغيرة واستمرارية الثقة بين الشركة وأفراد العائلة.

المصدر
مصادر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى