أخبار البلد

الرئيس الأسد لـ ثباتيرو: دور أوروبا هام إلى جانب الولايات المتحدة بإرساء السلام

تناولت مباحثات السيد الرئيس بشار الأسد مساء أمس مع السيد خوسيه لويس رودريغيز ثباتيرو رئيس وزراء إسبانيا العلاقات الثنائية والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي وجهود السلام والأوضاع في المنطقة.
وشرح الرئيس الأسد لثباتيرو متطلبات عملية السلام المتوقفة بسبب عدم جدية الطرف الإسرائيلي مؤكداً سيادته على أهمية الدور الذي يجب أن تلعبه أوروبا إلى جانب الولايات المتحدة في إرساء أسس السلام العادل والشامل في المنطقة وخاصة أن إسبانيا سترأس الاتحاد الأوروبي مع بداية العام القادم.

كما تم التطرق إلى الأوضاع المأساوية التي يقاسيها الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الإسرائيلي حيث أكد الرئيس الأسد على ضرورة تحمل المجتمع الدولي وخصوصاً الاتحاد الأوروبي لمسؤولياته لرفع المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني في غزة وفتح المعابر وإنهاء الحصار ووقف الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة.

بدوره أكد السيد ثباتيرو أهمية الدور الإيجابي لسورية وأعرب عن تقدير الملك خوان كارلوس والحكومة الإسبانية والشعب الإسباني لدور سورية الهام في أمن واستقرار المنطقة.

كما تم استعراض العلاقات الثقافية والاقتصادية بين البلدين حيث أكد الجانبان حرصهما على تشجيع الاستثمار بين البلدين والاستفادة من توسع التعاون بين دول المنطقة وخاصة بين سورية وتركيا وأن تصب رؤية وإستراتيجية الحكومات في خدمة التكامل الاقتصادي بين هذه البلدان.

حضر اللقاء السيد فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية والسيد وليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور محسن بلال وزير الإعلام ومنصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية وعبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية.

كما حضره من الجانب الاسباني السيد ميغل انخل موراتينوس وزير الخارجية وبرناردينو ليون سكرتير دولة لشؤون رئاسة الحكومة والسفير الإسباني بدمشق والوفد المرافق للسيد ثباتيرو. .

المعلم: المباحثات كانت مثمرة وبناءة ولمسنا خلالها تطابق وجهات النظر بين سورية وإسبانيا

وعقد الوزير المعلم ونظيره الإسباني موراتينوس عقب المحادثات بين الرئيس الأسد وثباتيرو مؤتمراً صحفياً مشتركاً وقال الوزير المعلم: إن مباحثات الرئيس الأسد مع السيد ثباتيرو كانت مثمرة وبناءة ولمسنا خلالها تطابق وجهات النظر بين سورية وإسبانيا وجرى البحث في الأوضاع الراهنة في المنطقة.

وتابع وزير الخارجية: وتناول الحديث بالتفصيل عملية السلام المتوقفة وسبل إحيائها وكذلك الوضع في لبنان والتعبير عن الأمل برؤية حكومة وحدة وطنية في أقرب وقت ممكن والوضع في العراق.

وأضاف الوزير المعلم إن الحديث تطرق أيضاً إلى عمق العلاقات الثنائية وضرورة تعزيزها وتطويرها في المرحلة المقبلة من خلال تنويع التبادل التجاري وتشجيع الشركات الإسبانية للاستثمار في سورية في مشاريع إستراتيجية وحيوية وخاصة في مجالات الطرق البرية والسكك الحديدية والطاقة.

من جهته اعتبر وزير الخارجية الإسباني ميغيل انخل موراتينوس أن المساعي الدبلوماسية الكبرى لسورية هي التي ستضمن تحقيق عملية السلام في الشرق الأوسط.

وقال موراتينوس: إن هناك ثلاث نتائج مهمة لمحادثات الرئيس الأسد ورئيس الوزراء ثباتيرو أولها: العلاقات الجيدة وتطويرها بين سورية وإسبانيا التي تتمتع بانسجام في الرؤى ووجهات النظر ونحن نسعى إلى عكس هذا الجو على علاقاتنا الاقتصادية والتجارية.

وأكد موراتينوس أن الرئيس الأسد وثباتيرو توافقا على دفع العلاقات الثنائية في مختلف القطاعات الاقتصادية والطاقة والبنية التحتية والنقل والصناعات الزراعية والغذائية مشيراً إلى أن وزيرة الدولة لشؤون التجارة الاسبانية ستقوم بزيارة سورية في القريب العاجل مع مجموعة من ممثلي الشركات ورجال الأعمال الإسبان ليعكفوا على دراسة ما يمكن القيام به في سورية.

موراتينوس: سورية تلعب دوراً فاعلاً وحيوياً وتلتزم بالسلام في الشرق الأوسط

وتابع موراتينوس: المحور الثاني هو كيف يمكن لسورية وإسبانيا دفع عملية السلام وتحقيق السلام في المنطقة مؤكداً أن سورية تلعب دوراً فاعلاً وحيوياً وتلتزم بالسلام في الشرق الأوسط وإنها مهتمة بإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.

أما المحور الثالث فيتمثل بعلاقة الاتحاد الأوروبي وسورية لافتاً إلى أن بلاده ستتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في كانون الثاني من العام القادم مشيراً إلى تأكيد الرئيس الأسد على دور إسبانيا الهام في العلاقات الأوروبية وفي عملية السلام.

وأشار وزير الخارجية الإسباني إلى أن ثباتيرو أكد بعد مقابلة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجوب اغتنام فرصة الإدارة الأمريكية الجديدة ودعمها لعملية السلام.

وجواباً على سؤال حول وصول كتاب رسمي إلى سورية بخصوص توقيع اتفاقية الشراكة السورية الأوروبية أشار الوزير المعلم إلى أنه تلقى رسالة من وزير خارجية السويد تحدد 26 من الشهر الجاري موعداً لتوقيع الاتفاقية لافتاً إلى أن هذا الاتفاق جمد منذ العام 2004 من قبل الاتحاد الأوروبي والموافقة الأوروبية كانت مفاجئة لسورية ولذلك لا بد أن تدرس الحكومة السورية بعد مرور خمس سنوات من تجميد هذا الاتفاق كل التفاصيل المتعلقة به وإذا أنجزت ذلك فستتمكن من التوقيع عليه سواء خلال الرئاسة السويدية أو الإسبانية والبلدان صديقان لسورية ولكن لا بد قبل التوقيع من التأكد من أننا نقف على أرض صلبة فيما يتعلق باتفاقية الشراكة.

ورداً على سؤال للوزير موراتينوس حول تقييمه لتقرير غولدستون وتهديد واشنطن باستخدام حق الفيتو في حال إدانة إسرائيل في مجلس الأمن وفيما إذا كانت زيارة ثباتيرو لإسرائيل ستقدم شيئاً جديداً لعملية السلام قال موراتينوس لابد ونحن في القرن الحادي والعشرين من تصحيح وتحسين وإصلاح عدد من آليات عمل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ولكن هذا سيكون بالنسبة للمستقبل ولا يمكن الخوض فيه حالياً مشيراً إلى أن ما حدث في غزة مأساة إنسانية.

وأضاف: إن رئيس الحكومة ثباتيرو سيزور إسرائيل اليوم من أجل عملية السلام لأن هذه الفرصة تشكل أدق وأخطر لحظة لعملية السلام وهي مسؤولية كل الأطراف الأخرى وهي مطالبة ببذل قصارى جهدها من أجل تفعيل هذه العملية وتحقيق السلام الدائم والشامل في المنطقة.

وجواباً على سؤال حول قرب تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان وموقف سورية من اتفاق المصالحة الفلسطينية عبر المعلم عن أمله بتشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان في أقرب وقت وقال: فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية نحن في سورية نريد أن تتحقق المصالحة وسندعم ونشجع كل الأطراف على تحقيقها.

وكان ثاباتير قال في تصريح لدى وصوله دمشق ظهر أمس: أحمل رسالة صداقة إلى سورية شعبا وقيادة ورسالة سلام لمنطقة الشرق الأوسط .

عطري وثباتيرو يبحثان أوجه التعاون المشترك بين سورية واسبانيا على الصعد الاقتصادية والتنموية

وبحث المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء والسيد ثباتيرو علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها وتوسيع آفاقها.

وتناول اللقاء بحث أوجه التعاون المشترك على الصعد الاقتصادية والتنموية وزيادة حجم التبادل التجاري وتفعيل دور رجال الأعمال والمستثمرين والاستفادة من الخبرات الاسبانية في مجالات تطوير الصناعة والنقل وإقامة محطات الطاقة ولاسيما الطاقات المتجددة إضافة إلى بحث الآلية المناسبة لمساهمة الشركات الاسبانية في عملية البناء والإعمار الجارية في سورية.

وعبر السيد ثباتيرو خلال اللقاء عن سعادته بزيارة سورية واصفا العلاقات السورية الاسبانية بأنها متميزة جدا داعيا في ذات الوقت إلى ضرورة الارتقاء بعلاقات التعاون الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية المميزة بين البلدين.

من جانبه عبر عطري عن ارتياحه إلى التطور الكبير الذي تشهده علاقات التعاون بين البلدين على الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية مؤكدا الحرص والرغبة المشتركة للارتقاء بهذه العلاقات في مجالات التعاون كافة.

حضر اللقاء نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزراء الاقتصاد والتجارة والخارجية والإعلام والصناعة ومعاون وزير الخارجية والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء ومدير مكتب رئيس مجلس الوزراء والوفد الرسمي المرافق لرئيس الوزراء الاسباني.

كما أقام السيد رئيس مجلس الوزراء مأدبة غداء تكريما للسيد ثباتيرو حضرها أعضاء الوفدين الرسميين.

ثباتيرو يزور الجامع الأموي ويستمع إلى شرح عن تاريخه ومراحل ترميمه

كما زار السيد ثباتيرو الجامع الأموي وتجول في أرجائه واستمع إلى شرح عن تاريخ المسجد ومراحل الترميم التي أجريت له بهدف الحفاظ على طابعه التاريخي الإسلامي الذي يعكس عظمة العمارة الإسلامية عبر العصور.

ورافق السيد ثباتيرو في زيارته الدكتور محسن بلال وزير الإعلام رئيس بعثة الشرف .

وكان في استقبال السيد ثباتيرو لدى وصوله للجامع الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف.

ثباتيرو: زيارتي إلى دمشق ستسهم في تمتين العلاقات السورية الاسبانية

وقال ثباتيرو في لقاء مع الفضائية السورية إن لدى سورية وإسبانيا علاقات إيجابية وصداقة وتعاوناً عبرنا عنها في عدة مناسبات خلال زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى إسبانيا وزيارتي إلى سورية وكذلك الصداقة العميقة التي تربط جلالة ملك وملكة اسبانيا بالرئيس الأسد والسيدة عقيلته.

وأكد ثباتيرو في لقاء مماثل مع قناة الجزيرة أن زيارته لدمشق ستسهم في تمتين العلاقات بين البلدين والمساهمة في عملية السلام بالمنطقة.

واعتبر ثباتيرو أن ترؤس بلاده للدورة المقبلة للاتحاد الأوروبي سيعطيها دوراً مركزياً بإقامة السلام في الشرق الأوسط داعياً المجتمع الدولي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتفعيل خريطة الطريق التي اقترحتها اللجنة الرباعية الدولية ودعم وتعزيز الوحدة الفلسطينية والضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

وأشار ثباتيرو إلى دعوته في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ أسابيع إلى إقامة الدولة الفلسطينية لأنها حق للفلسطينيين وسيحصلون عليه لافتاً إلى أن اسبانيا دعت إلى عدم عزل حركة حماس من مفاوضات إقامة الدولة الفلسطينية.

وقال: إن علاقات اسبانيا مع العالم العربي وإسرائيل تجعلها تتحرك بسهولة وتمنحها القدرة على تقريب المواقف ووجهات النظر.

وحول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أكد ثباتيرو أن اسبانيا لن تتخلى عن معارضتها وانتقادها لأي عمل عسكري معين لأنها تتمسك بمبادئها.

ودعا رئيس الوزراء الاسباني حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية التي لديها حضور أكبر في أفغانستان إلى وضع جدول زمني للانسحاب وترك الأمن في أيدي الأفغانيين مشيراً إلى أن الوجود العسكري الغربي في أفغانستان يتسبب بجدل كبير ومعارضة من دول العالم الإسلامي والعربي وإن الشعب الأفغاني عانى كثيراً ويجب ألا يبقى مع آفاق لا تبشر إلا بالحروب والقتل.

المصدر
سانا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى