سياسية

الدول الكبرى حازمة حيال ايران واحمدي نجاد يلقي كلمة استفزازية

تبنى قادة الدول الكبرى وعلى رأسهم الرئيسان الاميركي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي الاربعاء موقفا حازما حيال البرنامج النووي الايراني، فيما القى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خطابا مثيرا للجدل في الجمعية العامة للامم المتحدة بنيويورك.

وحذر اوباما في خطابه امام اكثر من 120 رئيس دولة وحكومة يشاركون في الجمعية العامة السنوية للامم المتحدة من ان ايران وكوريا الشمالية تهددان ب"جر" العالم "الى منزلق خطير".
وقال "اذا ما اختارت حكومتا ايران وكوريا الشمالية تجاهل القواعد الدولية، اذا وضع هذان البلدان السعي لامتلاك اسلحة نووية قبل الاستقرار الاقليمي والامن، اذا تجاهلا مخاطر السباق لحيازة الاسلحة النووية في شرق اسيا والشرق الاوسط، عندها سيتوجب عليهما الخضوع للمساءلة".
واشار الى انه "يبقى من المحتمل فرض عقوبات جديدة صارمة" على نظام طهران ان لم يعلق نشاطاته النووية الحساسة.
كذلك وجه ساركوزي تحذيرا لايران من منبر الامم المتحدة معلنا "اود القول للقادة الايرانيين انهم برهانهم على تقاعس المجتمع الدولي لمواصلة برنامجهم النووي العسكري، انما يرتكبون خطا فادحا".
وامهل ايران حتى كانون الاول/ديسمبر لتغيير سلوكها.
وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون بدوره "اننا مستعدون لدرس عقوبات جديدة".
اما الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الذي لزم حتى الان تحفظا شديدا بشأن اي عقوبات جديدة على ايران، فلم يستبعد هذا الاحتمال وقال ان "العقوبات نادرا ما تؤدي الى نتائج مثمرة، ولكن في بعض الحالات فان (فرض) عقوبات امر لا بد منه".
ودعا نظيره الصيني هو جينتاو الى اتخاذ "تدابير ذات صدقية" لمكافحة انتشار الاسلحة الذرية والتقدم في اتجاه نزع الاسلحة النووية، بدون ان يذكر ايران او كوريا الشمالية.
وادلى هو بتصريحه عشية تبني مجلس الامن قرارا بناء على اقتراح اميركي يدعو الى التعاون من اجل قيام عالم خال من الاسلحة النووية.
وتشتبه الدول الكبرى منذ 2002 بسعي ايران لامتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني، الامر الذي تنفيه طهران بشكل قاطع متمسكة بحقها في تخصيب اليورانيوم.
وغادرت وفود 12 بلدا يتصدرها الوفد الفرنسي وبينها الوفد الاميركي مساء الاربعاء القاعة الكبرى للجمعية العامة للامم المتحدة احتجاجا على خطاب احمدي نجاد الذي اعتبر "معاديا للسامية".
وحمل الرئيس الايراني في خطابه مطولا على وضع العالم الراهن، مستيعدا بكلام مبطن خطابه التقليدي المعادي لاسرائيل والولايات المتحدة. وقال "لم يعد مقبولا ان تهيمن اقلية صغيرة على السياسة والاقتصاد والثقافة في اجزاء كبرى من العالم من خلال شبكاتها المتشعبة، وان تقيم نوعا جديدا من العبودية وتضر بسمعة دول اخرى بما فيها حتى دول اوروبية والولايات المتحدة، من اجل تحقيق اهدافها العنصرية".
وتجمع في هذه الاثناء الاف المتظاهرين امام مقر الامم المتحدة للتنديد بوجود الرئيس الايراني في الولايات المتحدة.
ومن المقرر ان تستأنف الدول الست المكلفة بحث الملف النووي الايراني (المانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) المفاوضات مع المندوب الايراني في الاول من تشرين الاول/اكتوبر في جنيف بعد توقف استمر 14 شهرا.
واصدر وزراء خارجية الدول الست مساء الاربعاء بيانا مشتركا يطالب ايران باعداد ردود جدية حول برنامجها النووي في جنيف.
ولم يتضمن النص اي اشارة الى فرض عقوبات جديدة او الى مهلة زمنية قد تفرض على ايران.
ويرى بعض الخبراء ان ايران قد تكون على مسافة بضعة اشهر من امتلاك القدرة على صنع قنبلة ذرية وحذرت اسرائيل من انها لن تسمح بذلك بدون ان تستبعد الخيار العسكري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى