صدى الناس

شهداء بلادي .. لأن تضحياتهم لا تنضب فكان لهم الـ6 من أيار يوماً مقدساَ لهم

لا فرق بين تضحيات شهداء الأمس واليوم .. ولا فرق بين شهداء التحرير وشهداء مكافحة الإرهاب .. فجميع شهداء بلادي كانت تضحياتهم عنواناً واضحاً للدفاع عن سوريا وحماية شعبها ..
في السادس من أيار عام 1916 كتب «جمال باشا السفاح» بدماء السوريين جريمته البشعة التي لا تزال عالقة في عقول السوريين عندما أمر بنصب المشانق لـ21 شخصية فكرية وعلمية وأدبية من خيرة الوطنيين السوريين في كل من بيروت ودمشق والتي لم تكن الأولى ولا الوحيد في تاريخ الاحتلال العثماني لبلاد العرب فكان قبلها جريمتهم بذبح الأرمن وتصفية الفكر العروبي وشنق كل من يدعو للفكر القومي العربي.
جريمة «السفاح» جعلت من الشعب الواحد في سوريا ولبنان أن يؤرخ هذه الجريمة ويجعل منها عيداً للشهداء .. عيداً وذكرى لتخليد الشهادة والتضحية من أجل الوطن في الدفاع عنه والصون لحفظ كرامته وكرامة الشعب, فما حدث في أيار من عام 1916 حدث في جميع أيام السنة لأن تاريخ سوريا كتبه الشهداء .. بدمائهم وتضحياتهم .. كتبوا النصر تلو النصر على الأعداء.
فمن شهداء جريمة السفاح إلى شهداء الثورات السورية بوجه الاحتلال الفرنسي إلى شهداء التحرير من الاحتلال مروراً بشهداء حرب تشرين التحريرية وشهداء الثمانيات الذين وفقوا بوجه التقسيم وتخريب البلد إلى شهداء سوريا اليوم الذين يسجل في كل يوم من تاريخ سوريا الحديث أسطورة جديدة بالتضحية والفداء وبات تاريخاً الحالي مشرقاً بتضحيات شهداء بلدي الذين يرفضون بكل يوم أي محاولات لتقسيم سوريا أو المساس بكرامتها وهلاكها.
إن كان ما صنعه شهداء الـ6 من أيار هو مفخرة للتاريخ السوري المعاصر عبر إصرارهم بأن سوريا ستبقى حرة وسيدة نفسها وبأن انتمائها للعروبة هو الأساس فإن شهدائنا اليوم يؤكدون عبر وقوفهم بوجه الإرهاب وداعميه على نفس النهج بوحدة سوريا وانتمائها العروبي الأصيل .. فما تزال قضايا الأمة العربية في قلب سوريا وسوريا قلب العروبة النابض .. وما تزال فلسطين البوصلة التي وضعتها وآمنت بها سوريا وما تزال وحدة الشعوب العربية مطلباً مهماً للحزب الحاكم فيها.
إذا كانت الدماء السورية قد نزفت فإنها نزفت لأن تراب الوطن السوري غالي الثمن لا يتعطر إلا بدماء أبنائه المخلصين .. وإذا كانت سوريا البلد والأم والوطن قد أهدر الكثير من دماء أبنائه فهذا لأن سورية القلعة الوحيد التي لم تستطع قوى العالم خرقها والنيل من هيبتها .. وإن كانت سوريا قوية فقوتها بفضل تضحيات أبنائها الشرفاء من شهداء وأبطال ووطنيين بمختلف مجالات عملهم ولنا في كل سوري شريف قصة وأسطورة لشهيد قدم تضحياته لبقاء الآخرين .. فلجميعهم الرحمة والسلام …

بواسطة
أحمد دهان
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى