تحقيقات

كهرباء المواطن الحلبي تحت رحمة تجار الأمبيرات …. فهل من مجيب ..؟؟

يبدو أن ظاهرة تجار الأزمات أصبحت تتفاقم في محافظة حلب ، وأصبحت أكثر انتشارا في ظل تطنيش بعض المعنيين ، وغياب دور الجهات الرقابية المعنية بقمع المخالفات على مختلف أنواعها .
..وآخر هذه الظواهر ما يتعلق منها بالكهرباء ، وخاصة حينما يصرح المعنيون أن هنالك اعتداء على خطوط التوتر أو الشبكة ، الأمر الذي يضطر شركة الكهرباء إلى إتباع سياسية التقنين ، وبالتالي يتم توزيع الكهرباء على الأحياء السكنية بنسب متساوية أو متفاوتة ، وضمن أوقات ليس لها أي ضابط أو ميعاد …
ووفق كل هذه المعطيات نجد أن المواطن الحلبي راض عن كل ذلك ، ولكن بدأ ناقوس الخطر يدق أكثر وأكثر حينما ارتبطت هذه الظاهرة بزيادة وانتشار ظاهرة بيع المولدات ضمن المناطق الآمنة ، وزادت ساعات التقنين ، وزادت حالات الاعتداء على الشبكة الكهربائية وتخريبها ..
وحتى هذه الحالة أصبح المواطن الحلبي راضياً بها على حد المثل القائل / الرمد أحسن من العمى / ، ولكن الكارثة الكبرى كانت من خلال قيام بعض تجار الأزمات بتركيب مولدات في العديد من الأحياء السكنية ضمن المناطق الآمنة لبيع الأمبيرات للمواطنين ، وبحسب النظام الذي أصبح يتبعه هؤلاء التجار وأعوانهم فإنهم يبيعون الأمبيرات يومياً وضمن الفترة الواقعة بين الساعة / 4 / عصراً ولغاية الساعة / 12 / منتصف الليل ، وبسعر قدره / 100 / مئة ليرة سورية لاغير عن هذه الفترة …
وما زاد تخوف المواطنين هو ما تقوم به شركة الكهرباء بحلب بقطع الكهرباء طوال هذه الفترة ، ولا يبدأ التيار بالعودة – طبعاً وبمعدل ساعة أو أكثر بقليل – إلا بعد الساعة / 12 / ليلاً ، الأمر الذي يطرح عدة إشارات استفهام وتساؤلات عن مدى العلاقة بين سياسة الأمبيرات وسياسة التقنين والقطع ..
ربما يقول المعنيون في حلب أن هذه الظاهرة غير موجودة ، والإنسان مخير في أن يستجر الكهرباء من تجار الأمبيرات ، أو أن يعيش في ظلام دامس طوال الليل ، ولشركة الكهرباء سياستها في التقنين ، وعن معظم هذه التساؤلات والنقاط نقول :
1- الظاهرة موجودة ومنتشرة في العديد من أحياء حلب / السبيل – الفرقان – الأشرفية …../ وجولة واحدة ليلاً للجهات الرقابية من خلال عناصر يمتلكون الحس الوطني ، سيكتشفون العديد من الحالات ..
2- المواطن الحلبي يمتلك حساً وطنياً ولا يريد أن ترتبط مستلزماته الحياتية اليومية إلا بالدولة التي ينتمي إليها ، ولا يرضى أن يتحكم تجار أزمات وبعض المعنيين من أصحاب النفوس الضعيفة بمصيره ..
3- شركة الكهرباء ومن خلال سياسة التقنين إذا نظرت إلى المواطن على أنه غاية الحياة ومنطلقها ، فإنها تعطيه الأولوية في المنح والرعاية ، لا أن تقصم ظهره وتخلق هوة بينه وبين دولة المؤسسات التي يؤمن بها ..
4- إن أفضل طريقة يجب أن تتبعها شركة الكهرباء بحلب إذا أرادت أن تبعد عن نفسها الشبهات – وأن لا يقول المواطن أنه ربما توجد شراكات بين هؤلاء التجار وبعض أصحاب النفوس الضعيفة من المعنيين – هي أن تقوم بقطع الكهرباء طوال فترة النهار ، وأن تقوم بوصل التيار بدءاً من أذان المغرب ، ولغاية الساعة / 12 / ليلاً ، وحينها تتقي الشبهات ، وتعزز لدى المواطن انتماءه الوطني وارتباطه بالوطن الذي يعشقه وينتمي إليه ..

بواسطة
فؤاد العجيلي
المصدر
الثورة أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى