مقالات وآراء

إلى أن نلتقي .. بقلم أحمد دهان

سيدتي .. إعذريني لأنني لم أعد قادر على الحب .. ولم تعد كلماتي تقبل الحب ..
فقبلاتي الأخيرة على جسدتك الموقر وعلى أوراقك المتساقطة كانت آخر قبلاتي .. لمسات يداكي بالمسة الأخيرة كانت بقايا عشقي .. ليس لأنني فاقد لرجولتي أو أنك فاقدة لأنوثتك .. بل لأنني قادم من وطن مذبوح .. لأنني فقدت إحساسي الذكوري .. وفقدت مشاعري الهياجة .. وفقدت كل عواطفي ومشاعري الصبيانية .. إلى أن نلتقي وقد لانلتقي .. فعليك أن تخبريهم بقصص الحب القديم .. أخبريهم عن قبلاتي الضائعة بين أواصل الجسد السوري .. أخبريهم عن قصة النهد واللحد المهد .. أخبريهم عن عاشق كان يجيد رسم خارطة الوطن .. أخبريهم عن قصة الطائر المذبوح على قمة قاسيون .. أخبريهم عن ألون علم خفق فوق الجولان في بداية السبعينيات .. أخبريهم عن حكايا الجنوب وأهل الجنوب .. أخبريهم عن ليالي العشق وقبلاتي الساخنة .. أخبريهم عن نبض الفؤاد حينما كنا نلتقي ودار زمريا .. أخبريهم بأن الحب والعشق ليسا ككأس نبيذ جيد أو كوب عصير كنا نرتشفه أمام أسوار القلعة .. أخبريهم بأن الحب ليس ذكر مايذكر أو فعل مالايفعل .. أخبريهم عن لحظات قضيناها حول الجامع الأموي ونحن نشتري ولانبيع ولن نكون بيوم بائعون .. أخبريهم عن توب الحرير الذي تسوقناه من خان الحرير لتلفي به خصرك المائل تحت نهديك .. أخبريهم وأخبريهم وإن لم تتمكني من إخبارهم فليعلم من يقرأ عن قصص حبنا بأننا إلتقينا لكن ليس على تراب الوطن

بواسطة
أحمد دهان / رئيس التحرير
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى