الزاوية الإجتماعية

مسير جبل الثلج

الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تأسست رسمياً في 7 كانون الثاني من عام 2008، بترخيص رقم 133 صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل،
وقد تمت الموافقة على أن تكون نشاطات الجمعية شاملة لكافة الأراضي السورية يتألف مجلس الجمعية من كل من الدكتور باسل حكيم كرئيس لمجلس الإدارة، نائب الرئيس المهندس رضوان نويلاتي، أمين سر الجمعية وقائد نشاطاتها خالد نويلاتي تقوم الجمعية سنوياً بمسيرات بمعدل مسير كل شهر، إضافة إلى مبيتين شتويين الأول في أول السنة والثاني في آخرها، بالإضافة إلى المخيم الصيفي و من أشهر مكتشفات الجمعية العام الماضي 2009 مغارة سؤادا في محافظة السويداء والتي تعتبر من أكبر المغر الموجودة في سوريا .
استكمالاً لأهداف الجمعية السورية انطلقت نشاطاتها مع بداية هذا العام 2012 بمسير الثلج في محافظة السويداء بمنطقة ظهرالجبل وتحديداً من بلدة (الكفر تل القليب) وإلى (بلدة سالي).
حيث شارك في هذا النشاط مجموعة من المتطوعين بالجمعية وقد بلغ عددهم اثنان وثلاثون متطوع من محافظة دمشق واللاذقية وحمص. زهرة سوريا رافقت الجمعية في نشاطها الممتع ..
عن أهداف هذا النشاط يقول خالد نويلاتي قائد نشاطات الجمعية:
1 – التعرف على منطقة ظهر الجبل في محافظة السويداء في مثل هكذا فصل من السنة ( فصل الشتاء)
2 – رفع القدرة للمشتركين والأعضاء واستعدادهم من الناحية البدنية والنفسية لخوض النشاطات الخلوية الصعبة وخصوصاً في فصل الشتاء وفي منطقة ذات مناخ قاسي بارد .
3 – التعرف على أهم مصدر من مصادر تغذية المياه الجوفية للقاطع الجنوبي من سورية.
زهرة سوريا كان لها بعض المشاهدات والملاحظات في هذا النشاط وعن محافظة السويداء :
1 – منطقة جبل السويداء في فصل الشتاء هي من أكثر المناطق برودة وتتمتع بهطولات ثلجية ذات نسب عالية وذلك بسبب مباشرتها لفتحة الجولان القادمة من البحر من جهة الغرب مما يسمح لدخول المنخفضات الجوية وهي محملة بمياه الأمطار والثلوج بشكل كامل ولذلك تعتبر من أهم مصادر تغذية المياه الجوفية في المنطقة الجنوبية بالإضافة إلى أن ارضها خصبة وتربتها بركانية حمراء داكنة تصلح لجميع الزراعات

2 – أهم المزروعات التفاح والكرز
3 – البراري المحيطة بظهر الجبل غنية بالحيوانات البرية النادرة مثل الثعالب والذئاب والضباع
وقد شوهد أحد هذه الضباع بالعين المجرد وعلى مسافة أقل من عشرين متر بالإضافة إلى مجموعة كبيرة
من الطيور البرية
4 – تمتاز هذه المنطقة بالآثار المتنوعة والتي يزيد عمرها عن أربعة الاف سنة قبل الميلاد ولكنها تعاني من الإهمال.
زهرة سوريا ومن قلب النشاط وفي بلدة الكفر أستقبلنا رئيس بلديتها وتوقفنا في ساحتها للتعرف على النصب التذكاري لشهداء الثورة السورية ضد المحتل الفرنسي حيث حدثنا رئيس البلدية عن أهمية بلدة الكفر والمعارك التي خاضها الثوار لطرد المستعمر الفرنسي وبعد الصلاة على أرواح الشهداء توجهنا إلى نقطة البداية قرب تل قليب في غابات السرو والصنوبر والتي يحيط بها مساحات واسعة من المزارع المغطاة بالثلوج الكثيفة, بدأ توزيع العتاد على جميع المشتركين وإعطاء بعض الملاحظات الهامة عن هذا المسير ,وبعد ذلك بدأ المتطوعين بالسير في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً حيث كان هدفنا الأول هو (المطار الزراعي) الذي يبعد عن بلدة الكفر مسافة 1.5 كم ، هنا بدأ المتطوعين بالدخول إلى عمق البراري والطبيعة وبدأوا بالسير على الثلج والذي كانت سماكته في بعض المناطق تزيد عن ( 50 ) سم , من أهم الأمور التي كانت قد ساعتنا على السير في هذه الطبيعة القاسية هو طريقة التجهيز الصحيح للمشتركين من حيث معداتهم الشخصية والمعدات التي تم توزيعها عليهم من قبل مستودع الجمعية بالإضافة إلى أن الحالة الجوية كانت ممتازة حيث أن الطقس كان غائم جزئياً طوال هذه الفترة وكانت الرياح خفيفة واتجاهها من الغرب إلى الشرق أي انها لم تعاكسنا , وخلال سيرنا كان الأستاذ أكرم بين الحين والآخر يرشدنا إلى بعض المواقع الأثرية الهامة
ومنها بعض المستوطنات البشرية القديمة والتي يقدر عمرها بأكثر من ثلاثة ألاف عام وكانت هذه  المواقع عبارة عن بيوت مبنية من الحجر البازلتي على شكل قبب وكلها مهجورة ومهملة في قلب هذه الطبيعة
استمر السير في هذه البراري ما يزيد عن أكثر من ساعة ونصف كان اللون الطاغي على هذه الطبيعة هو زرقة السماء وبياض الثلج الذي غطى معظم الأراضي التي كنا نسير عليها وكنا كلما تعمقنا في هذه البراري متجهين إلى هدفنا الثاني في الشرق إلى بلدة سالي كانت سماكة الثلج تزداد بشكل غريب بسبب صعودنا إلى المنطقة الأعلى والتي يزيد ارتفاعها عن 1750 م
وبعد ما يزيد عن الأربع ساعات من السير بدأنا ندخل في بساتين بلدة سالي وبدأ الغوص في الثلج يرهق المتطوعين وبدأت أثار الوحوش تظهر أمامنا بوضوح مما يدل على أن المنطقة التي نسير فيها كانت منطقة عذراء ما زالت تمتلك كل معالم الطبيعة الحقيقية وهنا قرر المنظمين توحيد صفهم خلال عملية السير وتم توجيه تعليمات دقيقة إلى كل المتطوعين إلى ضرورة السير ضمن نسق واحد لأجل أن يكون الجميع في مجموعة واحدة منعاً للدخول في مشاكل لايحمد عقباها بالإضافة إلى أن طريقة السير في نسق واحد سيسهل عملية فتح مسرب سير بمساعدة الكادر التنظيمي المختص بذلك ليتمكن الجميع من السير عليه وكأنه نفق ممهد
بقينا نسير على هذه الطريقة ما يقارب الساعتين والنصف وقبل غروب الشمس بنصف ساعة تمكنت كامل المجموعة من رؤية بعض من معالم بلدة سالي وكانت عبارة عن بعض المنازل الريفية القريبة من البلدة وهنا كان دور الكادر التنظيمي للبحث عن الطريق الاسفلتي فهذه البيوت حتماً سيكون لها طريق يؤدي إلى بلدة سالي ولكن سماكة الثلج كانت من أحد العوائق التي توهتنا ولكن وبمهارة الكادر التنظيمي وصلنا في النهاية إلى الطريق الإسفلتي وكان ذلك في التوقيت المناسب حيث أن الشمس بدأت في الغروب تجهزنا للاسوأ وأخرجنا معدات الإنارة الخاصة بنا وسرنا على الطريق حتى وصلنا إلى مفرق بلدة سالي حيث كان رجال الأمن بإنتظارنا وبعد قليل وصلت الحافلة وتوجهنا إلى مضافة رئيس بلدية سالي الذي استقبلنا هو ومجموعة كبير من أهالي تلك البلدة بحفاوة شديدة وكرم تعودنا عليها طوال زياراتنا المتكررة لمحافظة السويداء
بلغت المسافة المقطوعة ضمن خط سيرنا هي 12 كم بزمن وقدره ثماني ساعات.
وفي النهاية كان مسير نموذجي رائع على كل المستويات وخصوصاً التنظيم والتخطيط ونشاط المتطوعين وهمتهم العالية
هو مسير ثلج بكل معنى الكلمة حيث أن الثلج فرض جماله وحلته البيضاء على كامل الطبيعة وغطى كل خط سيرنا الذي بلغ 12 كم وتحديداً من بلدة ( الكفر تل قليب ) وحتى (بلدة سالي) أما عدد المتطوعين فقد كان 32 متطوع
جمعهم حب الوطن والطبيعة وشغف المغامرة والاستكشاف.

بواسطة
منار بكتمر

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. شكر كبير لإدارة موقع زهرة سورياوألف شكر للأرض التي حضنتنا ألف شكر لجبل العرب وأهلها الكرماء ألف شكر لأرض السويداء الأبية وأهلها ولكل القائمين عليها من محافظ ومدير ناحية ورئيس بلديةكان مسير نموذجي رائع على كل المستويات وخصوصاً التنظيم والتخطيط ونشاط المتطوعين وهمتهم العاليةهو مسير ثلج بكل معنى الكلمة حيث أن الثلج فرض جماله وحلته البيضاء على كامل الطبيعة وغطى كل خط سيرنا الذي بلغ 12 كم وتحديداً من بلدة ( الكفر تل قليب ) وحتى (بلدة سالي) أما عدد المتطوعين فقد كان 32 متطوعجمعهم حب الوطن والطبيعة وشغف المغامرة والاستكشافونود أن نشكر بالتحديدمحافظ السويداء السيد الدكتور مالك محمد علي رئيس المكتب التنفيذي لمجلس محافظة السويداء المحترموالأستاذ الصحفي أكرم الغطريف ( دليل الجمعية دوماً )مدير ناحية المشنفرئيس بلدية الكفررئيس بلدية ساليأهل السويداء الأشرافمجلس إدارة الجمعية ورئيسها الدكتور باسل حكيمشكراً وطني الغالي سورياأناالسوري

  2. هذا عمل رائع ومناسب جداً في هذا الوقت بالذات هل من المعقول ان يكون عندنا في سوريا شباب وصبايا بهذه الجرئنتمنى أن نكون معكم في المرات القادمةلم أرى في حياتي بسوريا أنشط من هذه المجموعة

زر الذهاب إلى الأعلى