مقالات وآراء

مغترب في الوطن .. يلتهم سمعوا كلامك يا سيد الوطن .. بقلم أحمد دهان

أن تكون غريب في بلد سافرت إليها من جديد فهذا أمر ليس بالغريب لكن تتعامل مع أبناء بلدك كما تتعامل مع الغرباء فهذه هي الغرابة بحد ذاته .. ألم تعرف غير كلمة أن تقول أنا مغترب وأمام شرطة المرور ..؟ هذا هو السؤال الذي طرحته على صديق لي مغترب جاء ليشم
رائحة بلاده التي غاب عنها طويلاً ..
قد يستفسر أحياناً شخص حينما يسمعني وأنا أخاطب صديقي بهذه الكلمات هل يعقل أن لا يكون المغترب مكرماً في بلده .. جميعنا يحترم المغترب ويقدره عالياً .. لكنني سأقول لك مستفسر الجميع ماعدا ذالك الشخص الذي يلبس لباس شرطة المرور ويقف وسط منطقة حيوية من أهم مناطق حلب تدعى باسم منطقة الموكامبو .. هذا الشخص لا يعرف قيمة المغترب ولا يقدر عالياً معنى أن المغترب جاء لبلده لأنه اشتاقا لترابه .. اشتاقا لماءها .. اشتاقا ليقبل الأرض التي نبت فيها الزرع على دماء الشهداء .. الموقف قد يبدو لنا طريف .. لكن المهزلة قد تكون أعظم وأكبر مما نتصور .. ماذا حدث مع صديقي المغترب ….؟ 

إن ما حدث .. أن فكر هذا الصديق بأن يأتي بزيارة لبلده سورية بعد فرقة عمر قد تطول ثلاثة سنوات جاء بعد أن حضنته بلاد الغربة بين كفيها وقدمت له ما لم يقدمه غيرها من البلاد .. وكنت دائماً أقول بنفسي إن السبب الرئيسي لعدم عودة المغتربين هو أن المعيشة في بلادهم التي حضنتهم مهيأة بشكل أفضل .. لكنني اكتشفت اليوم بأنه ليس السبب الرئيسي .. بل ربما الأسباب الأخرى قد تدفعني للذهاب مع صديقي دون عودة 

عذراً سيدي الرئيس فكثيراً منهم لم يسمعوا خطابك ولو سمعوه لما فعلوا ذلك ..
السيد الرئيس كان واضحاً جداً في التعبير عن حبه و امتنانه للمغتربين من أبناء شعبه من خلال كلمته أمام مؤتمر المغتربين الأول " أرحب بكم اليوم في بلدكم الذي يبادلكم الشعور بالسعادة والرضا لحرارة هذا اللقاء والأمل أن يكون فاتحة لقاءات وعلاقة وطيدة بينكم وبين الوطن لما فيه خيركم وخير أهلكم في ربوع سورية " لم يسمعوك البعض حينما حفرت في آذان المغتربين بعض الكلمات الرنانة " وإننا لفخورون جدا أننا حيثما توجهنا نرى أبناء سورية يجسدون هذه القيم ويتمتعون بسمعة طيبة هي محط اعتزاز لنا جميعا ويتكيفون في المجتمعات التي اختاروها ويشكلون في كثير من هذه المجتمعات هبة ثمينة لها حيث لم ينكفئوا على ذواتهم بل تزاوجوا وتفاعلوا وعبروا عن محبة وتفان تجاه بلدانهم الجديدة واعتزازهم بالتراث الحضاري العربي الذي ينتمون إليه ومن خلال كل ذلك عبر أبناء سورية في كل مكان عن حقيقة هامة وجلية وهي أنهم ينتمون إلى بلد واحد اسمه العالم " لكن هل استطاع البعض أن يفهم معاني هذه الكلمات … بالطبع ليس الكل
الحادثة كانت طريفة لكنها في الحقيقة فاجعة بحقنا كشعب .. 

سائر أنا وصديقي بسيارته التي جاء بها من بلده الثاني وفي جولتنا ضمن شوارع وطرقات أحياء مدينتنا الحديثة كان رجل يلبس لباس شرطة المرور في منطقة تدعى الموكامبو حيث أوقفنا وبدأ هذا الرجل الذي ينتمي لبوليس المرور بالتنبش والتهبيش للبحث عن نوع من أنواع المخالفة وبعد حيلة استطاعت أن يصل لغرضه , فنظر صديقي إلي وهو يقول .. " لسى ما بطلت هالعادة " وعندها أدركت بأننا أمام موقف سخيف .. حمل صديقي من جيبه شيئاً من الأموال وحاول أن يعطيه وهو يقول له ارحمني فأنا مغترب .. لكن للآسف كلمة مغترب بالنسبة لنا كلمة جليلة أما بالنسبة لهذا اللص الذي اختار نفسه أن يكون موضع ثقة وخدمة الشعب كلمة لها معاني كثيرة مثل أن هذا المغترب يحمل أموال كثيرة يحملها للبلد .. فرفض إلا أن يأخذ الرقم الذي يريده بعد أن قال له مغترب وتريدني أن أقتنع بهذا المبلغ ….؟؟؟؟!! 

فأعطاه تلك النقود وركب سيارته وسار بنا وهو يقول " أكبر غلط بحياتي أنو رجعت على حلب "
وهنا أناشد أصحاب الضمائر الحية .. ما ذنب البلد وشعب البلد والعاملون في البلد من إساءة مثل هذا التافه الذي لم يعني له سمعت البلد شيء .. فماذا لو عاد الكثيرون من هؤلاء المغتربون إلى أوطانهم الثانية وهم يرسمون في مخيلتهم صور هذه الكوابيس .. أتوجه لهذا العامل في شرطة المرور ولكل من يفكر بعمل مماثل له بالقول .. ليس من الضروري أن نشوه صورة بلدنا من أجل بضع الليرات .. نحن أبناء هذه المدينة تعودنا على مثل هذه الصور اليومية لكن البلد وسورية هذه الصورة الجميلة التي رسمناها في عقولنا وعقول المغتربين يجب أن نحافظ عليها .. لا أريد أن يقتل هذا الشرطي رغم إساءته الشديدة بحقي كمواطن سوري يستقبل صديقه المغترب وبحق سورية لأنها تحب أبنائها المغتربين لكن هذا الأمر يحز في نفسي كثيراً .. تالله لو أعرف بأن هذا الشرطي بحاجة للمال أعطيته أكثر مما أعطاه صديقي , لكان خير عليّ من أن أسمع صديقي وهو يودعني يسمعني هذا الكلمات الجارحة ويطلب مني الرحيل معه .. فلا أدري لربما سأفكر بكلامي صديقي وألحقه في القريب لأترك لهذا الشرطي مديتنا يسرح بها كما يشاء .

بواسطة
رئيس تحرير زهرة سورية
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. اخى الكاتب نعم يوجد من الفاسدين والمرتشين الكثير الكثير .
    ولكن هذا الأمر له حلول انت وجدت الفاسد وهو بين يديك بدلاً ان تعطيه ويأخذ اخينا المغترب فكرة سيئه عن البلد كان بأمكانك الذهاب الى فرع المرور وتقدم شكوى به وفي فرع المرور الكثير من الضباط الشرفاء يحاربون هذا العمل وتكون قد اديت خدمة للبلد بردع الشرطي ويصبح عبرة لمن اعتبر
    نحن بسكوتنا نعطي الفرصة للفاسدين بالبقاء وقلة الحياء
    تحية للكاتب

  2. اذا الكبار عم بياكلوووو هاد الصغير يالي حئو خ…… ما رح ياول
    انا مغنرب و عم ادروس براااااااا ومالي مفكر ارجع على بلادي لأشوف هيك شكيلات لمااااااااا بيتنضف الفساد و الفاسدين عادك الوئت بتصير بلاد فيا عالم حاليا بدنا 1000 سنة ضوئية لنصير بني أدمين للأسف

  3. مع احترامي ل رئي الاستاذ( نزرا أبو حلب)و ل رئيووو الشخصي اذا الكبار عم بيئبضوووو من الصغار مشان يحطون بشوراع بنص البلد و بـحارات الظاظات لانو هونيك الدفيعة بئاااااا لمين تروح لتروح اذا بالجامعات صار فيـــــــــا دفع و الصراحة وين ما بتروح عندون اسلوب خاص بهيك شي مشان يطالعوك عن دينك و طالع من جيبك يالي فيي النصيب مشان يمشولك امورك ….

  4. عزيزي المغتر ابتسم انت في سوريا وللأسف باعتقادي انك بعد هذه الحادثة وفقط في سوريا ٍتقول انا مخي خرب ولست مغترب !!!!!!!!!
    ياللاسف وياللعار
    على العموم
    صديقي مومهم مع انو وجهت نظرك ورايك هو الاعم الاغلب بس من غير الصحيح ان نتهاون ونتساهل ,
    اما انت عزيزي الكاتب انصحك بالسفر لمدة ساعة واحدة خارج سوريا لترى الويلات , سوريا والله احبها من كل قلبي , ارني بلد واحد في العالم لم ينتشر الفساد فيها بعد , هاهي اميكا بلد الديمقراطية المزعومة يحاكم اليوم فيها قاضي بتهمة التحرش الجنسي مع السجناء والمذنين غصبا عنهم والمقابل هو تخفيف الاحكام عليهم , فاعذرني انا برايي الشخصي الرشوة اشرف من اللواط المتبادل ومن ؟ للاسف قاضي .
    لكن شكرا على تشجيعكم بنصرة رأي المغتربين في ان لايعودوا الى سوريا بعد هكذا مقالات والمثال واضح مع صديقي مو مهم .
    اسف للاطالة بس الموضوع زعجني وصاير هيك الدنيا مابتعرف الصح من الخطأ …………

زر الذهاب إلى الأعلى