سياسية

تنديد دولي بتقرير الخارجية الأميركية بشأن حقوق الإنسان

لاقى التقرير الأميركي لحقوق الإنسان انتقادات شديدة من دول عدة بسبب احتوائه على كثير من المغالطات وتشويه متعمد للحقائق وكونه يعكس بشكل لا لبس فيه ازدواجية المعايير في السياسة الأميركية في الوقت الذي تنتهك
فيه الإدارة الأميركية حقوق الإنسان في دول عديدة وتتدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول.

فقد أكدت الصين أنه من الأجدى للحكومة الأميركية التوقف عن وصف نفسها بحارس حقوق الانسان والتركيز اكثر على مشكلات حقوق الانسان داخل اميركا مطالبا اياها بالكف عن ممارسة اعتداءاتها مثل اصدار ما يطلق عليه اسم تقارير ممارسات حقوق الانسان في الدول والكيل بمكيالين في قضية حقوق الانسان والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى.
وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بشدة بالتقرير الاميركي الذي ينتقد أوضاع حقوق الانسان في عدد من الدول بما فيها الصين.
وقال المتحدث ان بلاده تعارض بشدة اي تدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى بحجة الاهتمام بحقوق الانسان مؤكدا ان الصين تحترم وتحمي حقوق الانسان وتتمسك بسياسة وضع الشعب في المقام الاول.
وأوضح ان التقرير السنوي الاميركي يتجاهل الحقائق الاساسية ويشوه بشكل متعمد وينتقد دون اساس الانظمة العرقية والدينية والقانونية للصين.

روسيا:التقرير الأميركي مثال لازدواجية المعايير
من جهتها أكدت روسيا ان التقرير الاميركي حول حقوق الانسان في العالم مليء باتهامات عارية عن الصحة تماما ويعتبر استعراضا جديدا لازدواجية المعايير في السياسة الاميركية.
وقال بيان لوزارة الخارجية الروسية نشر في موسكو ان التقرير الاميركي يكرر جملة الاتهامات الممجوجة ازاء روسيا بالتراجع عن المبادىء الديمقراطية في ادارة الدولة وملاحقة المخالفين في الرأي وتضييق حرية التعبير والصحافة ما يترك انطباعا ان الادارة الاميركية تضع حججا واهية لاستنتاجات مصاغة مسبقا.
واوضح البيان ان التقرير مليء باتهامات لا اساس لها من الصحة واقتباسات من مصادر غير موثوقة ومتحيزة عن سابق عمد واصرار وبأخطاء عديدة وتحريف للوقائع.
واشار البيان الى ان التقرير الاميركي هو مثال لازدواجية المعايير في سياسة واشنطن ويفصل بصورة واضحة بين حقوق الانسان داخل اميركا وخارجها وهذا ما يشرح التأويل المشوه للوضع في الدول الاخرى اذ تنفي اميركا مسؤوليتها عن جرائم الحرب وانتهاك حقوق الانسان بصورة جماعية في العراق وافغانستان وامتناعها عن المشاركة في عدد من المعاهدات المتعلقة بحقوق الانسان وتتستر بحجج نشر الديمقراطية وحماية حقوق الانسان في العالم بأسره بغض النظر عن المشاكل الداخلية التي تعانيها اميركا.
وقال البيان لم نكن ننتظر من التقرير الاميركي فارغ المضمون تقييما موضوعيا لحالة حقوق الانسان في روسيا لان قضية حقوق الانسان اصبحت منذ وقت بعيد اداة للسياسة الخارجية الاميركية.
وأكدت الخارجية الروسية قناعة موسكو بأن تسييس قضية حقوق الانسان وتشويهها في مختلف دول العالم لا يخدم حل المشكلات القائمة بل يسفر عن تهميش وتشويه مبادىء واهداف التعاون الدولي في هذا المجال.

الخارجية السودانية: التقرير غير موضوعي ومسيس

من جانبها وصفت وزارة الخارجية السودانية التقرير السنوي الامريكي بخصوص حقوق الانسان في العالم بانه غير موضوعي ولا علاقة له باوضاع حقوق الانسان في العالم وانه تقرير سياسي يعكس العلاقات السياسية للادارة الامريكية مع دول العالم.

وشجبت الوزارة في بيان لها محاولات الولايات المتحدة الزج بموضوع حقوق الإنسان في علاقاتها السياسية مع الدول لتحقيق أجندتها الخاصة ضد بعض دول العالم التي ترفض الاملاءات الاميركية مؤكدة تمسك السودان بمبادئ حقوق الإنسان والتي تأتي في صدارة كافة التشريعات الوطنية وقال البيان ان الموقف الأمريكي يأتي من أكثر الدول في العالم انتهاكا لحقوق الإنسان.

بدوره اتهم المؤتمر الوطني السوداني الولايات المتحدة الامريكية بالتخطيط والسعي للتدخل في الانتخابات القادمة عبر نظرية المؤامرة لاسقاط النظام.

وقال كمال عبيد وزير الدولة بوزارة الاعلام السودانية في حديثه خلال اختتام ملتقى العلاقات السودانية الاوروبية ان امريكا تستخدم المجتمع الدولي في الضغط على السودان وذلك باعتراف وزيرة خارجيتها.

منظمات دولية: الانتهاكات الامريكية لحقوق الانسان امتدت إلى خارج حدودها

كما اجمعت منظمات دولية متخصصة بالدفاع عن حقوق الإنسان في العالم مثل منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومان رايتس ووتش والعديد من فقهاء القانون الدولي العام في العديد من دول العالم على ان الولايات المتحدة وخاصة في عهد الرئيس جورج بوش اصبحت أكبر وأخطر دولة تهدد حقوق الإنسان في العالم.

وتشير التقارير الدولية إلى ان الانتهاكات الامريكية لحقوق الانسان امتدت إلى خارج حدودها ووصلت إلى أغلب مناطق العالم من العراق إلى افغانستان ومن المحيط الهادئ في اقصى الشرق إلى المحيط الاطلسي في اقصى الغرب وحجتها في انتهاك حقوق الإنسان انها تحارب الإرهاب.

أوضاع السجناء داخل غوانتانامو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان

يشار الى ان الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يتباكى على انتهاك حقوق الإنسان في داخل بعض الدول ويطالب بانزال العقاب الصارم عليها يمارس من موقعه في البيت الأبيض ابشع صور انتهاك حقوق الإنسان وهذا ما أكدته صحيفة لوس انجلوس تايمز التي نشرت جزءاً من التقرير الذي قامت باعداده واصداره هيئة الامم المتحدة عن معتقل غوانتانامو وجاء فيه ان الأوضاع القائمة في داخله تعتبر انتهاكاً لاحكام القانون الدولي العام والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وان التعذيب الذي ينزل بالسجناء فيه انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، ويزيد من هذا الانتهاك لحقوق الإنسان ان التعذيب الجسدي ينزل بالسجناء دون ان يعلموا التهم الموجهة اليهم ودون ان يحقق معهم ودون ان يحاكموا.

واشار التقرير إلى بعض نماذج معاملة السجناء في معتقل غوانتانامو هي بكل المقاييس والمعايير ينطبق عليها وصف التعذيب الجسدي الوارد تحريمه في معاهدة مناهضة التعذيب الجسدي التي اقرتها هيئة الامم المتحدة، ويدخل في صور هذا التعذيب الاطعام القسري للمضربين عن الطعام والسجن الانفرادي طويل الأمد وتعريض السجناء إلى درجة حرارة لا تطاق وإلى درجة برودة لا يتحملها الإنسان وإلى ضجيج يصم الاذان وإلى غير ذلك من العدوان الجسدي على السجناء.

وتؤكد طبيعة الانتهاكات في السجون العراقية وخصوصا في سجن ابوغريب أنها تأتي امتدادا لما تمارسه سلطات الاحتلال في خارج السجون وما حدث في سجن ابوغريب تكرر في ستة عشر سجنا عراقيا يديرها 3400 جندي أمريكي وبريطاني بلا رحمة ولا رقابة ولا أخلاقيات ولا قواعد دولية تحدد كيفية التعامل مع الأسرى والمحتجزين والسجناء فضلا على ما يزيد على مئة مركز للاحتجاز حيث يتم إلقاء القبض العشوائي على المواطنين العراقيين ويتم احتجازهم في مقار أقسام الشرطة او مناطق في الخلاء بجوار المعسكرات لحين نقلهم الى السجون حيث يتعرضون للتعذيب والضرب والسباب والإهانة المستمرة اللاانسانية.

منظمة العفو الدولية: بوش يستخدم الخوف المصطنع من الإرهاب لتعزيز سلطاته

وكانت منظمة العفو الدولية قد انتقدت اكثر من مرة سياسات الولايات المتحدة الامريكية واتهمتها بانتهاك حقوق الإنسان وتضمن تقريرها السنوي الذي نشرته في لندن خلال شهر ايار من العام 2007 انتقادات لاذعة للادارة الأمريكية وأدانتها صراحة بانتهاك حقوق الإنسان عن طريق التعامل مع العالم على اساس انه ساحة معركة كبيرة في حربها ضد الإرهاب.

واشار التقرير الى ان الولايات المتحدة الامريكية كانت حتى اواخر العام 2006 تحتجز آلاف الاشخاص دون اتهام أو مساءلة أو محاكمة أو ادانة في العراق وافغانستان وقاعدة غوانتانامو وغيرها. ولفت التقرير إلى ان أمريكا كانت تلجأ إلى اختطاف الابرياء الذين تشتبه فيهم مجرد اشتباه وتعتقلهم وتعذبهم اما في داخل سجونها واما في داخل سجون دول اخرى كما ان الادارة الأمريكية ابتدعت مراكز التعذيب الطائرة على متن طائراتها الحربية أو المستأجرة، حتى لا تخضع إلى المساءلة القانونية في داخل الوطن الأمريكي، وهذا في حد ذاته يدينها بممارسة الإرهاب.

واتهم تقرير منظمة العفو الدولية الرئيس الأمريكي جورج بوش باستخدام الخوف المصطنع من الإرهاب بهدف تعزيز سلطاته التنفيذية والتهرب من مراقبة الكونغرس أو الأجهزة القضائية الاخرى في بلاده وكل ذلك بهدف التلاعب باحكام الدستور الأمريكي وهذا يمثل جريمة كبرى وانتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان الأمريكي.

هيومان رايتس: السي أي إيه تمارس أبشع أنواع التعذيب في سجون سرية

وكشفت بدورها منظمة هيومان رايتس ووتش وجود اعداد كبيرة من المعتقلين في سجون سرية تديرها وكالة الاستخبارات المركزية الـ"سي اي ايه".

واشارت هذه المنظمة إلى تقرير اعدته لجنة تابعة للبرلمان الأوروبي عن أكثر من ألف رحلة سرية خاصة بالـ"سي اي ايه" عبر الاجواء الاوروبية وتوقفت بالمطارات في تلك الدول طوال السنوات الست التالية لاحداث الحادي عشر من ايلول عام 2001 على نيويورك.

وقد قامت احدى الجمعيات الأمريكية المدافعة عن الحريات المدنية برفع دعوى على شركة بوينغ الأمريكية لمساعدتها جهاز الـ"سي اي ايه" على نقل المعتقلين لمراكز احتجازهم السرية في الخارج حيث ينزل بهم أبشع صور العذاب التي تمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان.

في نفس الوقت قامت ثلاث منظمات عالمية لحقوق الإنسان برفع دعوى استناداً إلى احكام القانون الأمريكي المتعلق بحرية المعلومات لاجبار الحكومة الأمريكية على الكشف عن المعتقلين في السجون السرية، وتذهب المنظمات الثلاث إلى ان هناك من بين المعتقلين أطفالاً لا تتجاوز اعمارهم سبع سنوات وهذا في حد ذاته يزيد من حجم الجريمة باعتقال أطفال وتعذيبهم.

وكانت صحيفة الاندبندنت اللندنية نشرت تقريرا مطولا أطلقت عليه اسم "ملفات التعذيب" عن "تكتيكات التحقيق المعززة" التي يتبعها ضباط المخابرات المركزية الأمريكية في السجون السرية التي يحتجز فيها كبار قادة تنظيم القاعدة ويعتقد أن المخابرات الأمريكية تدير معتقلين في رومانيا وبولندا لكن أماكن هذه السجون السرية وتفاصيل المعتقلين فيها لا يعرفها سوى قلة من كبار المسؤولين الأمريكيين إضافة لرئيس الدولة المضيفة وكبار ضباط مخابراتها.

أكاديميون: أميركا من أكثر المنتهكين لحقوق الإنسان

يشار الى أن الولايات المتحدة الأمريكية عمدت في تقريرها السنوي الخاص بـ "دعم حقوق الانسان والديمقراطية في العالم" الى العمل على تحسين هذا الملف في شتى أنحاء العالم فيما اعتبر عدد من الاساتذة الامريكيين هذا التقرير نوعا من النفاق بعد فضائح الانتهاكات التي ارتكبها جنود الاحتلال الامريكي ضد المعتقلين.

وبصرف النظر عن مدى مصداقية تلك الاتهامات فان امريكا نفسها تعد اليوم من أكثر المنتهكين لحقوق الانسان فالاعلام المعارض لامريكا ولمشروعاتها العدوانية وغيرها اعلام مضطهد ومضيق عليه ومطارد أحيانا حيث استعملت كل أنواع التهديد والوعيد على كثير من وسائل الاعلام كسجن بعض الصحفيين والمراسلين واغلاق بعض المكاتب الصحفية والاعلامية وتعدى الامر الى ازهاق ارواح عدد من الصحفيين والمراسلين كـ "طارق أيوب" مراسل قناة الجزيرة الفضائية و"علي الخطيب" و"علي عبد العزيز" مراسلي قناة العربية الفضائية و"مازن الطميزي" مراسل قناة الاخبارية الفضائية. ويتساءل التقرير عما إذا كان يحق بعد هذا لمن ينتهك هذه الحقوق أن يتهم غيره بانتهاكها.. وهل يصدق برفعه لمثل هذه الشعارات الجوفاء.. أم أن حقوق الانسان أصبحت أداة لابتزاز الاخرين وتخويفهم لاخضاعهم للهيمنة الامريكية وادخالهم لبيت طاعتها لا غير.

وقال ان انتهاك الولايات المتحدة لحقوق الإنسان بصورة علنية يمثل فضيحة كبرى ويجعلها الاولى في انتهاك حقوق الانسان

المصدر
سانا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى