مقالات وآراء

“الجاسوس” الكوري لن يحلق إلى الفضاء

قبل شهر من موعد انطلاق المركبة الفضائية الروسية “سويوز ت م أ ـ 12″، التي كان من المفروض أن يكون على متنها رائد الفضاء الكوري الأول كو سان – في 8 أبريل ـ تقرر استبداله لخرقه قانون سلوك رواد الفضاء. واتخذت هذا القرار رسميا وزارة العلوم والتكنولوجيا الكورية،
ولكن ليس بدون ضغط الجانب الروسي.

فقد قال رئيس وكالة الفضاء الفدرالية الروسية أناتولي بيرمينوف لـصحيفة "إزفيستيا" إن "قرار استبدال رائد الفضاء الكوري اتخذه الجانب الكوري بطلب منا. فقد خرق كو سان مرارا التعليمات بشأن العمل على الوثائق، وحملها إلى خارج المنطقة التعليمية. ولم ينتبه للتنبيهات. وقررنا ممارسة الشدة".

وأضاف بيرمينوف: "لا أعتقد أنه جاسوس، إذ أن الجاسوس يعمل بحذر وإتقان، بينما هذا مجرد كان يود الكسب. وكان موقف الجانب الكوري حكيم. ولدينا مشاريع مشتركة عديدة، وليس من المفيد توتير العلاقات بعد انتخابات الرئاسة التي جرت في البلدين".

فمنذ العقد الأخير من القرن الماضي، عندما بدأ رواد الفضاء الأجانب يزورون محطة "مير" الروسية بصورة دورية، وحتى عندما أخذ العمل يمارس في الأقسام الوطنية لمحطة الفضاء الدولية، غالبا ما كان الأجانب يبدون اهتماما مفرطا بالمنظومات الروسية لتأمين التحليق، التي لا يوجد ما يتفوق عليها في عالم الملاحة الفضائية.

وإن كو سان (31 عاما)، الاختصاصي في الروبوتات والكمبيوترات، الذي فاز في التنافس العام في كوريا بين 36 ألف مرشح، وتميز بأعلى التقييم لمؤهلاته، حصل في زيفيوزدني غورودوك منذ فترة طويلة لدى المزاح كنية "جاسوس". وأنه يرتبط من ناحية العمل، بشكل وثيق مع شركة "سامسونغ" الشهيرة.

وحاول كو سان بشغف، حسب معلومات الصحفية، الإطلاع على مواد، لا علاقة لها ببرنامج إعداده، وحتى بعث إلى الوطن طرودا، حيث كانت مع متاعه الشخصي وثائق خدمية. وللحقيقة والواقع أن كوريا أعادت هذه الطرود إلى روسيا. ونفذ الصبر عندما حصل الكوري على التعليمات حول أساليب قيادة المركبة "سويوز" التي لم تكن له أي علاقة بها.

وقال أحد مدراء مركز إعداد رواد الفضاء إن "كو سان، ليس فتى فضوليا، وإنما كان يعرف جيدا ما هو ممكن وما هو ممنوع، ووقع تعهدا بهذا الشأن".

بواسطة
راغب بكريش
المصدر
NOVOSTI

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى