أخبار البلد

بناة محطة الفرات الكهرومائية الروس يحتفلون بذكراها الثلاثين في سوريا

وصل وفد من خبراء الطاقة الروس الذين اشتركوا في بناء أول محطة كهرومائية سورية على نهر الفرات، إلى سوريا من أجل الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتشغيلها.
وذكر رئيس الوفد فيكتور خلوبكوف الذي عمل في المشروع فترة ست سنوات (1972 – 1978)، وعين فيما بعد في منصب نائب كبير الخبراء السوفيت في المشروع، أن هذه المحطة بصفتها جزءا من مجمع سد الفرات ظهرت في حين لم تكن فيه في سوريا محطة كهرومائية. وأضاف خلوبكوف في حديث لوكالة نوفوستي أن تنفيذ مشروع بناء المحطة والسد تطلب 11 عاما، وأن عدد الخبراء السوفيت العاملين في هذا المشروع مع عائلاتهم زاد في بعض السنوات على ثلاثة آلاف شخص.

وقال: "لم يكن في سوريا آنذاك سوى محطات ديزل صغيرة ولهذا لعب إنشاء محطة الفرات الكهرومائية وبالذات في الوقت الذي كانت فيه سوريا في أمس حاجة إليها، دورا بالغ الأهمية بالنسبة لتنمية اقتصاد هذا البلد".

تضم المحطة الكهرومائية الواقعة على الشاطئ الأيمن من نهر الفرات ثمانية مولدات كهرباء بإنتاجية إجمالية قدرها 880 مغاواط من الطاقة الكهربائية. وكانت المحطة حين تشغيلها تغطي 30 بالمائة من احتياجات البلد إلى الطاقة.

وأكد كبير المهندسين في محطة الفرات الكهرومائية عبد الله داوود الذي يعمل فيها منذ عام 1982 "أن كلا من المحطة والسد بني بكفاءة عظيمة لتصمد عشرات السنين".

وأوضح "أن المؤشر الرئيسي لأداء السد هو كمية الماء المتسرب وتقل هذه الكمية اليوم عما تجيزه التصاميم الأصلية مما يدل على متانته علما أن السدود ترشح بسرعة في حالة صرف الماء الكبير". وفضلا عن ذلك تحدد العمر التصميمي لمعدات السد السوفيتية الصنع – حسب قول داوود – بـ25 عاما ولكنها مازالت عاملة إلى حد الآن وما من أحد يفكر في تغييرها.

وأضاف: "لو التقيت المهندس الذي صمم مثل هذا المخطط الكهربائي البسيط والأمين في الوقت نفسه الذي يستخدم في المحطة لحنيت رأسي أمامه لأنني أدرك أهمية ذلك من تجربة عمل المحطات الأخرى".

ويعتبر داوود أن الشركات الروسية تستغل اليوم تلك الهيبة التي كسبها في العهد السابق أولئك الذين اشتركوا في مثل هذه المشاريع العملاقة.

وقال القنصل العام الروسي في حلب رشيد صادقوف أن فريق الخبراء من المفوضية الأوروبية الذي قام في عام 2002 بناء على طلب من الجانب السوري بفحص السد ذكر أنه في حالة ممتازة.

وتفقد الخبراء الروس الذين عملوا منذ 30 سنة في بناء السد والمحطة مدينة الثورة التي يقطن فيها اليوم 140 ألف نسمة من السكان.

ويقول خلوبكوف إن مدينة الثورة أسوة بالسد والمحطة الكهرومائية تعتبر بحق رمزا للصداقة بين الشعبين الروسي والسوري لأن الخبراء الروس غرسوا هذه الأشجار منذ 30 عاما ورووها بماء الفرات. أما البحيرة الاصطناعية التي تكونت هنا بعد إقامة السد فيمكن رؤيتها – حسب قول رواد الفضاء الروس – من الفضاء الكوني بالعين المجردة.

وبفضل السد ظهر في المنطقة أيضا عدد كبير من القرى والمدن الصغيرة التي تعيش على الزراعة لأن توفر الماء يتيح لسكانها زراعة مختلف المحاصيل مثل الحنطة والقطن وغيرهما، بالإضافة إلى صيد السمك.

بواسطة
راغب بكريش
المصدر
NOVOSTI

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى